قال البيت الأبيض أمس الجمعة إن امتناع روسيا عن اتخاذ خطوات لتخفيف الأزمة في أوكرانيا أمر "مؤسف" وإن الولاياتالمتحدة مستعدة للرد سريعا في حال إجراء استفتاء يوم الأحد بشأن انضمام منطقة القرم الأوكرانية إلى روسيا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي جارني في إفادة صحافية "من الواضح أننا لسنا في وضع اختارت روسيا فيه الحد من التصعيد واختارت فيه طريقا لتسوية الموقف سلميا ومن خلال السبل الدبلوماسية. وهذا أمر مؤسف. علينا أن ننتظر لنرى ما سيتكشف خلال الأيام القادمة." وأضاف "نحن مستعدون للرد في حالة إجراء الاستفتاء يوم الأحد." إلى ذلك أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حديث هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن استفتاء القرم المثير للجدل يتوافق من وجهة نظر روسيا مع القانون الدولي. ميركل تحشد دعم رجال الأعمال ومخاوف من وقوع أضرارٍ على الاقتصاد الألماني نمك وذكر بيان للكرملين أمس الجمعة أن بوتين أوضح لبان كي مون أن الاستفتاء الذي سيجرى غداً الأحد لا يتعارض مع المبادئ الأساسية للأمم المتحدة. وأوضح بوتين أن من حق الشعب في شبه جزيرة القرم أن يحدد مستقبله بنفسه. ويتهم ساسة غربيون روسيا بالعمل على تقسيم شبه جزيرة القرم. في هذه الأثناء رفضت وزارة الخارجية في موسكو الانتقادات الأخيرة من جانب البرلمان الأوروبي ووصفتها بأنها معادية لروسيا، كما استنكرت الاتهامات الأوروبية لها بشن "عدوان روسي" على شبه جزيرة القرم ووصفت ذلك بأنه "قلب للحقائق". وأضافت الخارجية الروسية أن أوكرانيا يسودها الآن "انعدام للقانون" ومع ذلك يغمض الغرب عينيه عن هذا الأمر. كان البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ طالب أمس بالانسحاب الفوري لجميع القوات الروسية من شبه جزيرة القرم. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روجوسين في موسكو إن روسيا لا ترغب موقتا في تهديد الاتحاد الأوروبي بإجراءات مضادة في الخلاف حول أزمة القرم. وأكد روجوسين أنه "سيكون من الغباء فعل ذلك. ففرض عقوبات برغم تداخل العلاقات الاقتصادية لن يكون أمرا أخلاقيا". لكن هذا لم يفت في عضد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتي حرصت على ضمان دعم رجال الأعمال الألمان للعقوبات الاقتصادية على روسيا رغم المخاوف من تداعيات هذه العقوبات الاقتصاد الألماني. وقالت ميركل في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع السنوي لها مع قادة أكبر أربعة اتحادات أعمال في ألمانيا بمدينة ميونيخ "نريد حلولا من خلال المحادثات ومازال الباب مفتوحا" في إشارة إلى الأزمة الأوكرانية. وقالت إنه إذا لم يتم التوصل إلى حلول تفاوضية للأزمة فسيتم فرض العقوبات. في الوقت نفسه أعرب رجال أعمال ألمان عن قلقهم بشأن علاقاتهم بروسيا ومدى استقرار إمدادات الطاقة القادمة من روسيا إذا مضى الاتحاد الأوروبي قدما في تهديداته بفرض عقوبات على موسكو. ومن ناحيته قال أولريش جريللو رئيس اتحاد الصناعة الألماني (بي.دي.آي) "عندما يكون انتهاك القانون الدولي واضحا يصبح فرض العقوبات حتميا". وأضاف أن هذا المبدأ يظل قائما حتى عندما يمكن أن تلحق مثل هذه العقوبات أضرارا بمصالح الشركات الألمانية. وشارك في الاجتماع إنجو كرامر رئيس اتحاد أصحاب العمل الألماني وإيريك شفايتزر رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية وهانز بيتر فولفسايفر رئيس اتحاد الحرفيين الألمان . يذكر أن أكثر من 6000 شركة ألمانية تستثمر حوالي 20 مليار يورو (28 مليار دولار) في روسيا. وأهم واردات ألمانيا من روسيا هي النفط والغاز حيث يأتي حوالي ثلث واردات ألمانيا من النفط و40% من ورادات الغاز من روسيا. ويزيد حجم التبادل التجاري بين البلدين عن 76 مليار يورو سنويا. وأشار شفايتزر إلى أن حوالي 400 ألف وظيفة في ألمانيا تعتمد على العلاقات التجارية لألمانيا مع روسيا. وقالت ميركل إن هذه الأرقام تشير بالفعل إلى أحد الأبعاد هنا لكنها لا تشير إلى أن توتر العلاقات الاقتصادية مع روسيا يمكن أن يؤثر على الاقتصاد الألماني بالكامل. وأضافت أنه لروسيا أيضا مصلحة في وجود علاقات اقتصادية جيدة "لنا مصالح لكن للطرف الآخر أيضا مصالح". وشددت المستشارة الألمانية على أنه "لا يمكن أن يمر انتهاك القانون الدولي بدون رد ولا عواقب". من جهتها أعلنت روسيا أمس رصد طائرة استطلاع أميركية بدون طيار فوق شبه جزيرة القرم. وأشارت شركة (روستيك) المختصة بصناعة التكنولوجيا الدفاعية التابعة للدولة إن طائرة الاستطلاع جزء من كتيبة الاستخبارات العسكرية الأميركية 66 المتمركزة في بفاريا. وأفادت أن الكتيبة انتقلت في بداية الشهر الحالي إلى منطقة كيروفوهراد الأوكرانية حيث تنطلق منها الطلعات الاستطلاعية باتجاه القرم والحدود الروسية. وأشارت إلى أن أنها المرة الثانية التي يتم فيها رصد طائرة استطلاع أميركية فوق القرم، موضحة أنها كانت "على ارتفاع حوالي 4 آلاف قدم وغير مرئية من الأرض". وتشهد العلاقات الروسية- الأميركية توتراً في ظلّ تصاعد الأزمة في أوكرانيا واستعداد القرم لإجراء استفتاء للانضمام إلى روسيا.