يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى لندن للاجتماع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف اليوم الجمعة لبحث مقترحات لحل الازمة الأوكرانية قبل أيام من استفتاء في منطقة القرم بشأن انضمامها الى روسيا. وقال كيري لأعضاء الكونغرس إنه سيسافر بناء على طلب من الرئيس باراك أوباما الذي اجتمع مع رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت أرسيني ياتسينيوك في البيت الابيض الاربعاء. وأدت سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم إلى تدني العلاقات الأميركية الروسية إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة دون أي مؤشر على تراجع التوتر، رغم أن السيطرة على القرم تمت دون إراقة للدماء. وقال كيري في شهادته أمام لجنة تابعة لمجلس النواب الأميركي بشأن طلب وزارة الخارجية الأميركية لميزانية عام 2015 "مهمتنا هي محاولة تزويدهم بسلسلة من الخيارات المناسبة من أجل محاولة احترام شعب أوكرانيا". ميركل أثناء حديثها في البرلمان الألماني (أ.ف.ب) وأضاف كيري "سنقدم خيارات محددة لوزير الخارجية لافروف وإلى الرئيس فلاديمير بوتين من خلاله وإلى روسيا مع أملنا .. وأعتقد أمل العالم .. في أن نتمكن من ايجاد وسيلة للمضي قدما تؤدي إلى تهدئة هذا الامر وإيجاد سبيل لاحترام سلامة أراضي وسيادة دولة أوكرانيا". واجتمع كيري ولافروف مرتين في أوروبا الأسبوع الماضي على هامش مؤتمرين في باريس وروما. وقدم كيري لوزير الخارجية الروسي وثيقة من صفحة واحدة تضم مقترحات لانهاء المواجهة بشأن القرم بما في ذلك فكرة تشكيل "مجموعة اتصال" تضم روسياوأوكرانيا ودولا أخرى للتوصل الى حل دبلوماسي. وقال مسؤولون أميركيون إن لافروف غير مخول باتخاذ قرارات وأنه حمل المقترحات إلى بوتين. ويتوقع ان يؤيد الناخبون في القرم في الاستفتاء الذي يجري يوم الأحد الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا فيما يضيف ثقلا لنداءات تدعو إلى رد دولي. ورفضت حكومة أوكرانيا الجديدة ودول غربية الاستفتاء الذي تدعمه روسيا وتعتبره غير شرعي. وأبلغ كيري النواب بأن الولاياتالمتحدة تعترف بأن روسيا لها مصالح في القرم حيث توجد غالبية من السكان من ذوي الاصول الروسية. لكنه قال إنه لا شيء يبرر سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم في البحر الاسود. وقال كيري "نحتاج إلى التعامل مع هذا بوسائل تجعل روسيا قادرة على احترام سيادة البلد والقانون الدولي وحقوق الشعب الأوكراني ليتخذ قراراته بنفسه حتى مع تلبية مطالب المتحدثين بالروسية ومصالح روسيا بطريقة مناسبة". وامتنع عن الخوض في تفاصيل بشأن خطط الادارة الأميركية لفرض عقوبات على موسكو اذا لم يتم ايجاد حل. ومهدت واشنطن بالفعل الطريق لفرض عقوبات مصرفية وتجارية وأخرى ضد مسؤولين روس وأوكرانيين. وأشار كيري إلى أن الاقتصاد الروسي لا يمكنه تحمل آثار عقوبات الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وفاجأت الولاياتالمتحدة أسواق النفط الاربعاء بأول بيع تجريبي لنفط خام من مخزون الطواريء منذ عام 1990 مما أدى إلى انخفاض أسعار النفط فيما يرى بعض المراقبين أنه رسالة إلى روسيا. وأقرت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي الاربعاء تشريعا يقضي بفرض عقوبات صارمة على الروس الذين شاركوا في التدخل في أوكرانيا وتقديم مساعدات إلى الحكومة الجديدة في كييف. وقال كيري الذي اجتمع في وقت سابق مع ياتسينيوك في وزارة الخارجية الأميركية إنه لم يتضح ان كانت روسيا ستضم منطقة القرم. من جهتها قالت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أمس الخميس ان روسيا تغامر بمواجهة أضرار سياسية واقتصادية "جسيمة" اذا رفضت تغيير نهجها بشأن أوكرانيا. وقالت ميركل في كلمة أمام البرلمان "السيدات والسادة.. اذا واصلت روسيا النهج الذي اتبعته في الاسابيع الماضية فانها لن تكون كارثة بالنسبة لاوكرانيا فقط". واضافت "لن نراها نحن فقط وانما جيران روسيا.. على انها تهديد. وهي لن تغير علاقات الاتحاد الاوروبي مع روسيا فحسب. لا هذا سيسبب أضرارا بالغة لروسيا اقتصاديا وسياسيا". وقالت ميركل انه بدلا من التحرك كشريك من اجل الاستقرار في أزمة أوكرانيا سعت روسيا الى استغلال ضعف جارتها. واضافت "لا يمكن أن تكون سلامة أراضي أوكرانيا محل شك" موضحة ان الوضع في منطقة القرم بجنوب أوكرانيا لا يقارن بحالة كوسوفو في البلقان. وجاء الرد الروسي سريعاً بتكثيف القوات الروسية لتدريباتها أمس في أربع مناطق متاخمة لأوكرانيا. ونقلت وكالة أنباء ( نوفوستي ) الروسية عن دائرة الإعلام والصحافة بوزارة الدفاع الروسية اليوم قولها "إن وحدات من القوات المسلحة الروسية كثّفت تدريباتها الميدانية في مقاطعات روستوف، وبلغورود، وكورسك وتامبوف، وفقا لخطة التدريب القتالية التي تهدف إلى التأكد من مدى التناسق بين الوحدات وقدرتها على تنفيذ المهام في مناطق مجهولة وميادين لم تجرّبها من قبل". ويتدرب قادة الوحدات الآن على تنفيذ أعمال القتال وإدارة القوات وإدارة النيران بطرق غير نمطية تضلل العدو وتباغته. وتتضمن المرحلة الختامية من التدريبات إجراء تمارين الرماية بالذخيرة الحية، وتمارين إطلاق النار.