يتصدى 59 كهربائياً يعملون في قسم صيانة الإنارة في إدارة الكهرباء التابعة لأمانة الأحساء لصيانة أكثر من 120 ألف عمود إنارة وأكثر من ألف محطة تغذية كهربائية، ويعملون على مدار الساعة بكل تفان ٍوإخلاص وبمهارة في خدمة وطنهم متجاوزين جملة من المصاعب والمخاطر التي تواجههم يومياً في عملهم الميداني. م. الملحم: المبادرة حظيت بدعم استثنائي من الأمير منصور بن متعب كثير من البلديات والأمانات في المملكة توكل أعمال الكهرباء وصيانة الأعمدة «وكل ما يتعلق بها» للعمالة الأجنبية، فيما لا يرى السعودي إلى مشرفاً، إلا أن شباب الأحساء العاملين في الأمانة عكسوا الصورة وكسروا حاجز الخجل والكسل ويقومون بكافة الأعمال الكهربائية بكل احترافية، بل إنهم يغلبون دوماً مصالح وطنهم العظيم على ارتباطاتهم الأسرية. مبادرة أمانة الأحساء هذه جسدت توجيهات خادم الحرمين الشريفين – سلمه الله – الداعية لتوظيف الشباب السعودي، جسدتها أمراً معاشا على أرض الواقع، بغرس من أمينها م. عادل الملحم، ورعاية وحرص من مدير الإدارة العامة للتشغيل والصيانة بالأمانة المهندس مشاري الخرس. م. عادل الملحم العاملون: نفخر بخدمة وطننا.. وننتظر البدلات والتأمين والحوافز! سعودة أمين الأحساء م. عادل بن محمد الملحم لفت إلى أن تجربة الأمانة في سعودة إدارة صيانة الكهرباء وبالجهود الذاتية تعد تجربة واعدة وجميلة، فكانت البداية في 2005 م حينما وجدنا التوسع الجغرافي المضطرد للمحافظة، فقررنا إيجاد فريق متخصص من كهربائيين سعوديين صيانة الكهرباء في المدن الرئيسية وقرى وهجر الأحساء، وبدأنا ب 20 كهربائيا، فوجدناهم رجالا أبطالا يديرون الدفة بصورة غير عادية ومميزة يعملون باجتهاد لافت، فدفعنا هذا النجاح للتوسع في قبول المزيد، وتمنى زيادة العدد بحكم التوسع المتسارع في المحافظة. وأشار إلى أنه تم الرفع مرات عدة من قبل الامانة لجهات الاختصاص لاعتماد بدل طبيعة عمل، متمنياً أن يتم صرف ذلك في أسرع وقت، كما تمنى مضاعفة عددهم نظراً لكبر مساحة المحافظة. م. مشاري الخرس جهد استثنائي ويستطرد الملحم مبيناً أن جهد الكهربائيين قضى على جل مشاكل الكهرباء في مشاريع الأمانة، مضيفاً أن جهد هؤلاء الشباب خفض عدد البلاغات التي ترد للأمانة حتى غدت لا تتجاوز بلاغين أو ثلاثة في اليوم بعد أن كانت بالعشرات، مبيناً أن انتاجية الكهربائي الواحد تضاعفت من 7-10 أضعاف. وأشاد بجهود عبدالله الجنبي وم.أحمد الشباعة، ومدير الإدارة م. مشاري الخرس. وشدد على أن هذا كله يثبت على أنه إذا توفرت الإرادة والخطة السليمة فإن شبابنا السعودي قادر على العطاء وبشكل متميز، وهذا بطبيعة الحال دافع كبير لتوظيف المزيد من الشباب السعودي في الأعمال المهنية. م. الشباعة: يعملون بتميز رغم مخاطر الصعق والأمطار مخاطر ويؤكد م. عادل أن الكهربائيين السعوديين يعملون بكل جهد وإخلاص رغم خطورة أعمالهم، حيث يصعدون على سلالم يصل ارتفاعها إلى 30 مترا، وقبلوا العمل تحت ظروف الطقس المختلفة تحت الأمطار وأشعة الشمس الحارقة، ووقت الطوارئ والمناسبات، مؤكداً أنه مع الأيام ارتفعت نسبة إنتاجية الكهربائي الواحد من 4 أعمدة حتى وصلت إلى 40 عمودا في اليوم الواحد. الدورات التدريبية مطلب ملح أعمال متنوعة مدير الإدارة العامة للتشغيل والصيانة بالأمانة المهندس مشاري بن عبدالمحسن الخرس اشار إلى أن نسبة السعودة في قسم الكهرباء 100%، وعملهم يمتد إلى عشرات الهجر ومنها هجرة خريص التي تبعد 190 كيلومترا، ومنفذ البطحاء الذي يبعد 280 كيلو، وكذلك منفذ سلوى، ويقومون بصيانة الشبكة، الأعطال، الطوارئ، الأعمدة المصدومة، ويتم شهرياً صيانة علاجية أو وقائية لنحو 3500 عمود إنارة بمختلف الارتفاعات، مما يسهم في توفير الكثير من الأموال على الدولة. جهود ميدانية كبيرة يبذلونها مهام متنوعة يشير م. أحمد الشباعة إلى أن فنيي قسم الكهرباء يقومون بمهام متنوعة من صيانة دورية ووقائية وعلاجية وصيانة الطوارئ، كما أنهم يدعمون الجهات الأخرى، ويشاركون في أعمال صيانة ومراقبة المخططات الخاصة واستلام المشاريع من إدارة الطرق، مشيراً إلى وجود خطة سنوية وتقييم كل ثلاثة أشهر للعمال اليومية والشهرية. الخرس كشف عن هؤلاء الشباب سيديرون قريباً نظام سكادا للتنبؤ الذي ستدخله الأمانة خلال الفترة القادمة، وهو نظام يربط أعمدة الإنارة بغرفة كنترول في مقر إدارة صيانة الإنارة وفي حالة تعرض أي منها يأتي تقرير إلى غرفة العمليات عبر رسائل sms. فحص لمصابيح الإنارة من ارتفاعات وحرص على ارتداء زي السلامة تضحية م. أحمد الشباعة كشف عن أن حب هؤلاء الشباب لعملهم وخدمة وطنهم يدفعهم للتضحية بأوقاتهم الخاصة مع عوائلهم، فتراهم يؤجلون «وفي حالات متكررة» بعض التزاماتهم الأسرية لصالح العمل الموكل لهم على الوجه الأكمل فيباشرون الحوادث المرورية وحوادث الماس الكهربائي، وحقاً فإنهم ينجزون عملاً يفوق طاقتهم. حقوق الكهربائيون وفي حديث لهم مع «الرياض» لفتوا النظر إلى أنه يصرف بدل ضرر للذين يعملون على الحاسب الآلي في القطاعات الحكومية، بينما هم ككهربائيين ورغم كل المخاطر اليومية المحدقة بهم التي قد تودي بحياتهم إلا أن الجهات المعنية لم تصرف لهم بدلا، داعين الجهات المعنية إعادة النظر في أوضاعهم وصرف بدل طبيعة عمل. مجموعة من الشباب يصونون مصباحاً في ورشة الأمانة واستطردوا مؤكدين على أن أبسط الحقوق التي يفترض تمنح لهم غير موجودة كالتأمين على الحياة، والبدلات والمحفزات الأخرى، ناهيك عن أنهم يضطرون في حالات لاستخدام سياراتهم الخاصة لإنجاز الأعمال الموكلة لهم. 24 ساعة يشير م. مشاري إلى أن حرصهم على متابعة الصيانة على مدار الساعة دفعهم لوضع نظام الورديات لمباشرة البلاغات التي ترد إلى الأمانة أو إلى غرفة العمليات الخاصة بقسم صيانة الإنارة، ويباشرون الحوادث المرورية التي تتعرض لها أعمدة الإنارة، مشيراً لاستحداث قسم للسلامة في العمل، مبيناً أن مدينتي الهفوف والمبرز لوحدها 900 محول تغذية للإنارة وتزيد كل سنة 3 – 5%، مقدراً عدد الأعمدة في نطاق هاتين المدينتين بنحو 100 ألف عمود. تغيير المصابيح من ارتفاع 25 متراً ورشة يبذل الشباب جهوداً ذاتية كبيرة، ومن ذلك أنهم بدءوا في صنع لوحات قواطع كهربائية، ولا يخفي م. مشاري طموحه في أن يتم في ورشة قسم الكهرباء مستقبلاً تجديد أعمدة الإنارة وصيانة ممن تعرض لصدمة بسيطة، معتبراً أن من شأن هذا يوفر ما نسبته 30% من الأعمدة، وأشار إلى أن الصيانة الوقائية تزيد من عمر العمود، أما العاملون في القسم فيتمنون تطوير الورشة لتصبح ملائمة حقاً للعمل. صعود السلالم خطر آخر التأمين يجمع الموظفون في قسم الكهرباء بأنهم يعملون في بيئة عمل خطرة جداً وغير محفزة، ومنها مخاطر محطات تغذية الكهرباء ذات جهد يصل ل 3800 فولت، وحالات تجمع المياه داخل أعمدة الإنارة، أو تجمعات مياه الأمطار التي قد تحيط بالمحطات أو الأعمدة، ناهيك عن الحوادث الليلية، وكيابل وحالات ماس كهربائي، ومحطات، ولفتوا إلى مخاطر الطريق خلال عملهم في الشوارع العامة وعبور السيارات، ومع ذلك يضطرون لاستخدام السلالم العالية لصيانة مصابيح الشوارع، وحينها يكونون معرضين للخطر بشكل كبير، إضافة إلى احتمالية تعرضهم لصعق كهربائي وتعامل كيابل وماس كهربائي، وأعادوا تساؤلهم: أين التأمين في حال تعرض لا قدر الله الموظف لوفاة ؟!. م. الشباعة يتابع عمل أحد المشرفين تصنيف غير واقعي ! نشير إلى أن الخدمة المدنية تصنف العاملين تحت الضغط العالي للكهرباء فقط ويصرف لهم بدل، والسؤال الذي يبرز هنا: أليس قوة كهرباء 220 فولت مع مياه أو رطوبة هو أمر في غاية الخطورة ويكفي ليودي بحياة الإنسان؟! بطبيعة الحال فإن النتيجة واحدة أكانت الكهرباء 13000 فولت،أو 220 فولتا!. رغم ما لمسناه من حماس للشباب العاملين في قسم الكهرباء ورغبتهم الجامحة في خدمة وطنهم والعمل بكل تفانٍ، إلا أن طبيعة عملهم الشاقة والخطرة في آنٍ معاً، وفي ظل غياب الدعم والبدلات فإن من شأن هذا أن يصيبهم بالإحباط والعزوف عن العمل أو ربما التراخي في أداء مهامهم التي توكل لهم. متابعة وإشراف على المشاريع والصيانة طموح وتميز لفت م. أحمد الشباعة وضع الفريق الفني موظف كهرباء الأمانة الذي يعمل يومياً في أعمدة الإنارة التي جلها تقع في الجزيرة الوسطية الأمر الذي يضطره لعبور الطريق ليعمل في كيبل أو سلك أو غير ذلك، ويبين أن لديهم فريق عمل مكونا من وحدات متخصصة كوحدة شبكة الأعطال، إصلاح شبكة الإنارة، وحدة العناية بشبكة صيانة الفوانيس، وحدة العناية بالعمود، وحدة صيانة المباني والبلديات كل وحدة لها مشرف وفنيون على فترات على مدار اليوم. مؤكداً على أهمية الحاجة لصقل مواهبهم عبر دورات فنية. أمل تمنى الشباب العاملون في قسم الكهرباء من الجهات المعنية أن يتم شملهم بصرف بدل طبيعة عمل والحوافز وهذا تشجيع لهم وتوفير الأمان الوظيفي، فالصعود بالسلالم العالية ومخاطرها، وأكد أن وجود الحافز يجعل الموظف يقوم بعمله بارتياح نفسي، كما أنه يدفع الشباب للانخراط في مثل هذه الوظائف، فغياب الحافز والتأمين نتج عنه التسرب من العمل في الأمانة للشركات التي تعطيهم مميزات. مخاطر كبيرة بلا بدلات أو تأمين حوادث ذكر م. الشباعة جانبا من الحوادث التي تعرض لها بعض العاملين في الكهرباء ومنها تعرض فني انفجار لوحة مفاتيح محطة كهرباء مع تطاير الشرر في وجهه، مما أدى إلى إحداث حروق في يديه، وأصيبت عيناه بضرر ولا يزال يعاني من ضعف النظر، كما لا يزال يعاني من الآثار نفسية. فني آخر كان صاعداً السلم ليستبدل فانوسا في وسط الطريق، فجاءت سيارة وارتطمت بالرافعة ما أدى إلى استدارة البوم «الحامل» 360 درجة فارتطم بعمود الإنارة، وآخر سقط عليه عمود إنارة على رأسه أثناء عمله فنجا من الموت بأعجوبة. استراتيجية.. ودعم تمنى م. عادل دعم هذه المبادرة من أمانة الأحساء عبر فتح المجال لتوظيف المزيد من الكهربائيين السعوديين وتوقيع عقود أكثر، مبيناً خطوة الأمانة تأتي وفقاً لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - من دعم الشاب السعودي وتوظيفه، مؤكداً أنها تحظى بدعم مباشر وتأييد حثيث من سمو وزير الشئون البلدية والقروية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز الذي باركها لما لها من اثر على الشباب السعودي الذي يعمل بجهد واجتهاد في خدمة وطنه ولو دعمه لما نجحت الفكرة.