أود الإشادة بمبادرة إمارة منطقة الرياض وإطلاقها للحملة الوطنية الشاملة لتعزيز القيم الوطنية تحت شعار "وطننا أمانة" والتي تؤكد قيم الانتماء والولاء لهذا الوطن الغالي ومقدساته وقيمه الاجتماعية والحضارية. إن هذه المبادرة تستحق منا جميعاً الإشادة والتقدير لكل من قام بالإعداد والتنظيم لها وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز. تأتي هذه المبادرة في وقت نرى فيه جميعاً ما تمر به منطقتنا العربية بشكل خاص وعالمنا الإسلامي بوجه عام من أحداث عصفت وللأسف الشديد بكثير من الدول والمجتمعات من حولنا، وضربت بأطنابها في أعز وأغلى ما تملكه الأمم ألا وهو قيم الولاء والانتماء للأوطان والوحدة الوطنية التي تجتمع عليها الشعوب وتحقق بها الأمن والأمان. ونحن في وطننا ولله الحمد والمنة ومنذ تأسيس المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – ومن بعده أبناؤه البررة وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – ننعم بتلك اللحمة القوية المستعصية على محاولات الاختراق بين القيادة والشعب وبين أبناء الوطن بعضهم ببعض .. فنحن ولله الحمد نشأنا جميعاً في وطننا على قيم الانتماء والولاء للوطن ومقدساته التي خصنا بها الله سبحانه وتعالى وقيمه الاجتماعية والحضارية .. ومع ذلك فنحن في حاجة بين الحين والآخر لتذكير انفسنا بتلك النعم والقيام بأنشطة ومجهودات لتدعيم تلك القيم النبيلة التي تعيش بها الأمم وترتقي وتعزيز الشعور القلبي والوجداني لدى المواطن وترجمته في المحبة والولاء والميل والاتجاه الإيجابي والدافعية الذاتية للعمل الخلاق الذي يستهدف رفعة الوطن وتقوية اللحمة بين ابنائه. وتعيش المملكة ولله الحمد وبالرغم من كل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم نهضة تنموية شاملة تستهدف الإنسان والمكان على حد سواء، وتشمل جميع أرجاء الوطن دون استثناء، ولا يمكن لهذه النهضة التنموية أن تحقق أهدافها دون أن يكون المواطن شريكاً فاعلاً ومؤثراً فيها، مراقباً لسير منجزاتها، ومحافظاً على مكتسباتها، وملتزماً بمبادئ المجتمع وأنظمته، ومراعياً أمانة هذا الوطن الغالي. إن دور المواطن الحقيقي يتعدى الاستفادة من الخدمات التعليمية والصحية والثقافية والاجتماعية وغيرها من الحقوق التي يقدمها الوطن لأبنائه إلى تحقيق الواجبات التي تعكس شخصية وسلوك المواطنة الحقة، ومنها الالتزام بالأنظمة والتشريعات التي تحمي الأرواح والممتلكات، والابتعاد عن كل ما يعكر صفو السلم الاجتماعي، أو يحدث خللاً في الأمن، أو يوجد الفرقة والاختلاف بين المواطنين، أو يزعزع وحدة الوطن وأمنه واستقراره. إن الوطن ينتظر منا الكثير، وعلينا أن نكون عند مستوى طموحات ولاة أمرنا، وفي مستوى التقدم الذي وصلت إليه التنمية في هذا الوطن حتى أصبح في مصاف الدول المتقدمة في كثير من المجالات ولله الحمد. وبالشكر تدوم النعم. * وزير الاقتصاد والتخطيط