أكمل أيضاً اليوم بتصريحات رجل الأعمال المعروف صالح كامل عن سوق الأسهم الذي شبهه "بالقمار"، "طبقا لتصريحه ونصه" أن سوق الأسهم لا توفر فرصاً وظيفية حقيقية للمواطنين من الشباب، وأن سوق البورصة ليست مجالاً للتنمية، وليس لها أي نتيجة إيجابية على البلد، وشبه صالح كامل مضاربات الأسهم ب "القمار" لخطورتها على الكبار والصغار من المستثمرين. اعتقد هذه مبالغة كبيرة من شخصية تجارية نحترمها ونقدرها ولها مكانتها، فنحن ببلد إسلامي لا يقبل من "الأساس" لعبة القمار بأي صورة كانت، وطبعاً الشيخ صالح يقصد "الممارسات" التي يمارسها الكثير بسوق الأسهم من تداولات يومية، ولكن لا يمكن القول إنها "قمار" أو "ميسر" فالقمار والميسر هما بمعنى واحد. القمار هو رهان إما ربحا أو خسارة ولمرة واحدة، ولحظية بمال مقابل مال أو نحو ذلك. يقول الله تعالى في كتابه العزيز "إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(90)إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ (المائدة:90-91) هذا نص قرآني بالتحريم "للقمار والميسر" والتداول اليومي للأسهم لا يجب التعميم على أنه "قمار" ولا يعني أنه لا توجد ممارسات خاطئة وسلبية وأضرت، ولكن الرؤية يجب أن تكون على "الشمولية" في الأثر الذي أرى أنه إيجابي من حيث ليس كل بائع خاسرا ولا كل مشتر رابحا، لا أحد يضمن شيئاً فهي شركات ممثلة برؤوس أموال من خلال أسهم، أما القمار لا شركات ولا أسهم، ورق بورق، مال بمال، وهذا هو الجشع والطمع بعينه، الأسهم لها سلبيات ومراهنون على البحث عن ربح سريع وقروض وغيره، ولكن لا يعني إفلاسا بالضرورة وهي قلة، وهنا يأتي دور المشرع بوضع قوانين تحمي أكثر وتحد من الخسائر، فما هو قانون "الميسر والقمار"؟ إلا المال لا غيره. إطلاق مسمى "قمار" على سوق الأسهم السعودية هو مبالغة كبيرة، ونحن "بالمملكة" لسنا الوحيدين في هذا العالم بهذه الممارسة، فهي اسواق دولية ولكن "الطمع والجشع" وهي أنسب عبارة برأيي هي التي يمكن أن تطلق على ما يحدث بالسوق، والمضاربات مطلوبة بحد مقبول ومعقول ومتزن، لأنها وسيلة جذب المال للسوق والشركات حين تطرح للاكتتاب، فما قيمة الشركات التي تدرج بالسوق بدون "جمهور الذي هو مستثمر أو مضارب"؟ هي ضرورة حتمية، ودافع لضخ المال بالسوق، وحين يكون السوق استثماريا 100% فهذه ليست بورصة التي أساسها "اجتذاب المال وخلق فرص استثمار" فكيف لمستثمر أن يدخل الشركات ويستثمر بدون سوق مالي؟ وليس كل داخل للسوق خاسرا أو رابحا فكلاهما ممكن وهذا سر جاذبيتها. القمار مكانه بعيد هناك في صالات الفنادق وملاعب القمار وهي ليست ببلادنا ولله الحمد، والشيخ صالح يدرك ذلك وهو من نستفيد من طرحه ورؤية كأبرز رجال الأعمال لدينا ونحترمه ونقدره ولا شك.