نشرت مجلة Fortune في إحدى نشراتها بان سبب فشل 70% من المنظمات ليس لأن استراتيجياتها ضعيفة ولكن لأنها فشلت في تنفيذ تلك الاستراتيجيات. من السهل عليك وضع استراتيجيات للمنظمة، فأنت سوف تحشد الحشود وتوفر كل الجهود وتستعين بالخبراء والاستشاريين وبيوت الخبرة لإعداد إستراتيجيتك، لكن ليس هذا كل شيء. إن تنفيذ الإستراتيجية يفوق في أهميته إعدادها، وتقول النشرات العلمية المتخصصة ان 20% فقط من المنظمات تتمكن من تنفيذ إستراتيجيتها بشكل كامل، ذلك لأنه يوجد عوائق عديدة تحول دون تنفيذ الإستراتيجية إذا لم تؤخذ في الحسبان، وسنتطرق هنا لأهم هذه العوائق: 1)عائق الموارد المالية: 60% من المنظمات لا تربط ميزانياتها بالاستراتجيات. 2)عائق الإدارة: 85% من المديرين يخصص من وقته أقل من ساعة في الشهر لمناقشة الاستراتيجيات. 3)العائق الشخصي: 25% من المديرين ترتبط علاواتهم ومزاياهم ومحفزاتهم بتحقيق أهداف الإستراتيجية. 4)عائق الرؤية: 10% من الموظفين يفهمون استراتيجيات المنظمة. 5)ضعف المواءمة (التوازن ): 3% من موظفي الصف الأمامي يضعون أهدافهم الشخصية بشكل متوائم مع إستراتيجية المنظمة، و8% منهم يكافئون على أساس الأداء الاستراتيجي. وباختصار... فان الفشل في تنفيذ وتطبيق الإستراتيجية يأتي: لأننا لا نحسن وصف إستراتيجيتنا وإيصالها لجميع من يعملون معنا ( كيف يجب أن نبدو أمام أطراف المصلحة Stakeholder)، وكيف نبدو في نظر العملاء أو الزبائن سواء كانوا الداخليين أو الخارجيين). ولأننا لا نحسن إدارة إستراتيجيتنا، (ماهي العلميات التي يجب أن نتميز بها لكي نحقق رضا العملاء ونحقق أهداف المنظمة). ولأننا لا نملك الكفاءات المناسبة لإدارة عمليات الإستراتيجية، (ماهي الجدارات والقدرات التي يجب أن نطورها داخل المنظمة، وكيف نختار قياداتنا لكي تقود تنفيذ الإستراتيجية بشكل متميز). لا شك انه يوجد عدة طرق لتنفيذ وإدارة الإستراتيجية للمنظمة، وسنلقي الضوء على إحدى هذه الطرق أوالأدوات وهو ما يسمى بال( النموذج الخماسي)، ويتكون من خمسة محاور ترتبط ببعضها بشكل انسيابي وقوي لدفع عملية تنفيذ الخطة الإستراتيجية وجعلها في أفضل صورها. والمحاور هي: 1-الدعم القيادي:من الضروري أن تتوفر في قيادة الخطة الإستراتيجية صفات تساهم في نجاحها ومن ذلك: -لديها بعد الأفق. -تدعم التغيير. -مرنة. - تدرك حجم التحديات. -تتفهم احتياجات العملاء. -تتفهم احتياجات الموظفين. - تحرص على المتابعة والتقويم. 2- الهيكلة الإستراتيجية: لا بد أن يكون الهيكل التنظيمي للمنظمة يدعم إستراتيجيتها ويساهم بدور فعال في انسياب الأعمال بين قطاعات المنظمة دون تداخل أو تعارض، وأن يساهم كذلك في تسهيل التغذية المرتجعة من أجل تطوير الاستراتيجيات. 3-التلاحم المؤسسي: يجب أن تكون قطاعات الأعمال في المنظمة تتسم بالترابط، وارتباطها جميعها بأهداف الإستراتيجية، ودعم بعضها لبعض في تنفيذ أعمالها. 4-تقويم الإستراتيجية: وهنا لا بد من وضوح الرؤية والرسالة للمنظمة، كذلك تحديد المنجزات، ووضع نظام متميز لإدارة المبادرات، وتلقي المرئيات والملاحظات من أجل تطوير الإستراتيجية والقضاء على المعوقات قبل استفحالها. 5-الارتباط الشخصي: ويقوم على الوعي الاستراتيجي، وارتباط أهداف الأفراد بأهداف الإستراتيجية وتمشيها معها، وكذلك ربط المزايا والحوافز بتنفيذ الإستراتيجية. نأمل أن نكون في هذا العرض السريع قد حددنا أهم المعوقات التي تعيق تنفيذ الخطط الاسترايجية، وبلا شك فالقضاء على المعوقات سيؤدي بلا شك إلى تميز مستمر. وللجميع تحياتي،،