يبدو أن ملفات التعليم شائكة والتركة ثقيلة مما يجعل المهمة شاقة على فارس الكلمة وأمير الشعر (خالد الفيصل) الذي كلف بمهمة تولي وزارة التربية والتعليم، تلك الوزارة كثيرة الأدواء، فهناك مخرجات التعليم الضعيفة ومشكلة المباني المستأجرة التي لا تهيئ البيئة المناسبة للتعلم، إضافة إلى أهم مشكلة يواجهها التعليم وهي توتر العلاقة بين المعلم والمتعلم إلى غير ذلك من المشاكل التي تعترض مسيرة التعليم؛ لذلك فلابد للأمير من أن يرتدي معطف الطبيب ويمسك بمبضع الجراح ليتمكن من معالجة الأدواء الكثيرة التي تحبط مسيرة التعليم أو على الأقل جزءا منها؛ حيث إن من أهمها إصلاح العلاقة بين المعلم والمتعلم وهو الطالب حيث إن المعلم يكاد يحبط من كثرة التعاميم التي تكبل يديه وتجعله في موقف الضعف أمام طلابه الذين تمردوا كثيرا في ظل تلك التعاميم التي تسلبه حق علاج مشاكل طلابه بالطريقة المناسبة التي يؤمن بنجاحها، كذلك لتصحيح مسيرة التعليم لا بد من تحسين البيئة المدرسية لتكون بيئة جاذبة لا طاردة للطالب والمعلم على حد سواء، وذلك لن يتأتى إلا بتوفير الكثير من المعطيات التي يمكن استقصاؤها عن طريق العاملين في الميدان التربوي، كذلك لابد من العودة إلى نظام الاختبارات القديم وإلغاء التقويم المستمر الذي كان سببا رئيسيا في تدني مخرجات التعليم بتخريجه طلابا لا يحسنون التفريق بين الألف الممدودة والألف المقصورة لسبب بسيط أنه لا البيئة ولا الظروف ولا الأدوات ولا المقاييس مناسبة لتطبيق التقويم المستمر في بيئتنا التعليمية والشواهد على فشل نظام التقويم المستمر عديدة ولا تخفى على الجميع، كذلك لابد من غربلة المناهج التعليمية التي تعتمد على الحشو والتلقين واستبدالها بمناهج ميسرة تعتمد طريقة التفكير والبحث العلمي، كما أنه قد جاء الوقت المناسب لمنح مدراء المدارس الصلاحيات الكاملة والميزانيات المناسبة التي تعينهم على أداء رسالتهم التعليمية وتمكنهم من وضع الخطط المناسبة وسن القوانين التي تضمن الانضباط والتميز المدرسي دون خوف أو وجل من التعاميم التي ترسم لهم خارطة الطريق وتكبل أيديهم عن اتخاذ الإجراء المناسب لإصلاح الخلل التعليمي في حينه دون اللجوء إلى المكاتبات والطرق البيروقراطية التي تساعد على استفحال ذلك الخلل دون علاجه، هذا غيض من فيض فهموم التعليم كثيرة وإصلاحه قد يبدو مهمة شاقة ولكنها ليست عسيرة بالجلوس مع أصحاب الفكر والرؤى المستقبلية ممن هم في ميدان التعليم وبين الطلاب، لا من هم خلف الكراسي الدوارة والمكاتب الفخمة، والله الموفق.