ايتالو كالفينو، الذي ولد بكوبا في الخامس عشر من أكتوبر عام1923 وتوفي في التاسع عشر من سبتمبر عام 1985م نشأ وقضى مساحة كبيرة من عمره في مدينة سان ريمو بإيطاليا، حيث اهتم في فترة شبابه بمقاومة الفاشية، بالإضافة إلى تعلقه الكبير بالمدرسة الفرنسية النقدية والفلسفية التي ظهرت إبان الستينيات على يد رولان بارت وجاك دريدا، مساهماً هذا التأثير على طابعه في الكتابة في روايته وكتاباته الصحفية وإعطائها قالباً فلسفياً ورؤية معمقة تعتمد على اقتناص الأفكار المختلفة. قال عنه الروائي وعالم الاجتماع كالورنس فوينتس الذي يعد أحد أهم الكتّاب والروائيين في القرن العشرين: "إن القارئ لا يجد صعوبة في أن يدرك بأن الروايات غير المتوقعة هي روايات الكاتب الإيطالي ايتالو كالفينو، إذ يكفي بعد قراءتها أن يشعر بالحسد تجاه هذا الكاتب الذي استطاع أن يهتدي إلى الفكرة قبل أن تهتدي إليها أنت؛ وهكذا تكون كل روايات ايتالو كالفينو ما ترغب أنت - أيضا - و بشدة في أن تكتبه!" لقد أنفق ايتالو حياته في المطالبة في أن تكون الكتابة بشتى أنواعها هي الخادم الحقيقي للإنسانية، معبراً عن تفاصيلها ومكنوناتها المعقدة في عالم أصبح بعيداً كل البعد عن ذلك، إلى جانب إيمانه بأن تكون الكتابة هي هوية الإنسان الأولى والأخيرة ومرشده الأخلاقي والروحي والعاطفي. طالب ايتالو كالفينو في أواخر حياته بأن يتأثر الجانب السياسي بالأدب وليس العكس؛ حيث إن الفن الكلامي باختلاف أنواعه هو العين الذي تستطيع أن تبصر ما وراء الأشياء، وتقود إلى قرارات أكثر إتزاناً وتصب في مصلحة الشعوب والفئات المهمشة.