عاش فريق لجنة الإعلام السياحي 3 أيام مزدحمة بصور جميلة عن منطقة جازان، أظهرت جوانب سياحية في مختلف محافظات المنطقة، التي تستحق الرعاية والاهتمام في مختلف الجوانب التي سوف تجعلها تحقق نهضة وجذبا سياحيا للمواطن من جميع مناطق المملكة. ورصد منسوبو هذه اللجنة المرتبطة بلجنة السياحة الوطنية بمجلس الغرف السعودية، أثناء زيارتهم مؤخراً للمنطقة، مناسبة أجواء فترتي الربيع والشتاء لزيارة المنطقة، وخاصة جزيرة فرسان، التي قضى فيها الوفد 24 ساعة، إضافة لوجود مواقع ساحلية تبحث عن تسهيلات استثمارية لتكون رائدة على مستوى المملكة، فالجزيرة بها مقومات وأدوات الجذب السياحي، متى ما وجدت رعاية حكومية لمشاريع سياحية تضاهي الاهتمام الموجه حاليا لشاطئ العقيق. وبشهادة زوار وسواح أجانب يعملون في المملكة خلال زيارتهم الأولى للجزيرة، فإن جزيرة فرسان بساحلها وبيئتها البكر، وتراثها المتمثل في قرية القصار التراثية، فإن مثل هذه الجزيرة كنز سياحي طبيعي، تحتاج التعريف وتسهيل الوصول لها بالطيران مباشرة، وكذلك توفير مقومات السياحة من فنادق وشقق ومطاعم ومواصلات بحرية وبرية. "الرياض" ومن خلالها مشاركتها في جولة بالمنطقة، مع هذه اللجنة التقت مع عرّاب تاريخ جزيرة فرسان وأديبها، الأستاذ إبراهيم مفتاح، فهو خير من يصف عنت الناس في هذة الجزيرة المأهولة حاليا ب 25 ألف نسمة، عندما كان عددهم أقل بكثير من هذا الرقم، ولكن حالهم في ذاك الوقت يجمع مابين البساطة وصعوبة العيش، وبالمقابل كان هناك التكاتف والتعاون لمواجهة الحياة بنفس راضية، وتغمر السعادة أهلها لقدرتهم على التعايش مع بيئتهم بقدرة وعزيمة وروح عطاء لا تتوقف، ويقدم من خلال متحف صغير في صدر منزله الخاص، قطع أثرية ووثائق تحكي تاريخ الجزيرة الذي تعاقبت على حضارات وثقافات وأديان متعددة، حتى وصلت العهد السعودي الحاضر، ومسها تغيرات كبيرة، من أهمها سهولة الوصول عبر عبَّارات كبرى تضم في كل رحلة ما يزيد على 600 راكب و60 سيارة من مختلف الأحجام، وتنظم بشكل يومي رحلتين من جازان إلى فرسان، صباحاً ومساءً ومثلهما في العودة إلى جازان. الدعم الحكومي لمشاريع السياحة في جازان الغائب الأكبر والآن أصبحت الجزيرة تعيش بشكل كامل في خضم التطور الحياتي، الذي يجده أهالي المدن الصغيرة في المملكة، ومنذ إنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار، بدأ الحديث عن فرسان وجزرها، البالغ تعدداها 261 جزيرة، واستثمارها سياحياً، وكانت الهيئة وراء مهرجان "الحريد" الذي أصبح من على رأس قائمة مهرجانات السياحة السنوية، وله الفضل في انتشار اسم "فرسان" وتوجه الكثير من أبناء المملكة لزيارة هذه الجزيرة الحالمة، وزيادة المعرفة بها. عشرات الجزر الحالمة قريبة من فرسان، لكن التي للإنسان فيها حضور وأعمار فقط هذه الجزيرة، وكذلك جزيرتي قماح والسقيد، وبالطبع فرسان هي الأم، وفيها قرية القصار التراثية، التي عملت السياحة على تطويرها، والمحافظة على جوانب من عمارتها السابقة، حيث كانت بمثابة مصيف لأهالي فرسان، ينتقلون في فصل الصيف لها لوجود شجر النخل بها، وخرف التمور، وفي وضعها الحالي أصبحت مزارا سياحيا لأهالي الجزيرة وزوارها، ويمكن للزائر الاطلاع على بيت الرفاعي التراثي، ومتحف الزيلعي برغم كونه خاص، وهو عن حياة الكائنات البحرية، ويحتاج الدعم والمساندة حتى يوضع لها موقع مستقل يناسب العرض والزوار. شاطئ "الحصيص" كما يعد شاطئ "الحصيص" والذي ينظم على مقربة منه مهرجان الحريد، من المواقع التي تستحق الزيارة، حيث تتوفر به جلسات، ذات طابع بحري، ستجذب كل زائر للجزيرة، وهناك مشروع منتجع "الفقوة" الذي تقوم عليه هيئة السياحة، حيث وصل لمرحلة متقدمة من الإنشاء، وهو يبشر بمستقبل سياحي واعد للجزيرة، لو تم تشغيله وتسويقه بشكل جيد، وهو قريب لفكرة المنتجعات الساحلية في جزر المالديف. وقد استضاف فريق لجنة الإعلام السياحي في جزيرة فرسان منتجع وفندق "كوارل" حيث موقعه مميز على شاطئ الغدير، ويضم قرابة 50 غرفة، وهو الخيار الأفضل في الوقت لكل زائر وضيوف جزيرة فرسان، وفي فترة الشتاء يكون التشغيل فيه في أفضل حالاته، وعلى العكس في الصيف حيث يقل زوار وضيوف الجزيرة. جمال فيفاء.. واحتياجاتها ووفقاً لبرنامج الزيارة عاد فريق لجنة الإعلام السياحي إلى مدينة جازان قادماً من جزيرة فرسان بواسطة العبّارة، التي انطلقت الساعة الثالثة والنصف عصراً، وقطعت المسافة في ساعة كاملة، وأهم ما يميز هذه العبّارة، توفر وسائل الراحة بها، من خلال كراسي مجهزة، والأهم أن ثقلها يجعل الراكب لا يحس بحركة الأمواج مقارنة بالقوراب أو حتى السفن الصغيرة. «فرسان» بحاجة لمطار ومنتجعات ساحلية «فيفاء» صورة جمال طبيعتها لا تكتمل بغياب الخدمات البلدية وعقب الوصول لمرفأ جازان توجه الجميع إلى مشروع الحكير السياحي الكبير على شاطئ مدينة جازان الشمالي، وهو حاليا أكبر مشروع في المنطقة من نوعه ويحتل مساحة كبيرة وموقعاً مميزاً، ويضم فندقاً كبيراً، سيبدأ عمله خلال شهور ويشغل من قبل شركة "ريدسون ساس الفندقية" ومن ثم سيبدأ عمل المول التجاري والمدينة الترفيهية، وسيكون لهذه المنشآت الحضارية والكبيرة، دوراً بارزاً في إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية في عموم منطقة جازان. وأكد المشرف على المشروع إبراهيم البشير، أن المشروع الأكبر من نوعه في المنطقة، وله موقع مميز على البحر، مؤكداً أنه متكامل حيث سيضم إلى جانب الفندق جلسات مميزة للعائلات والشباب، وصالات مناسبات تكفي ل 3000 ضيف، وبالطبع إضافة للفندق سيكون هناك المركز التجاري، والألعاب الترفيهة التي ستكون الأولى من نوعها على مستوى المنطقة الجنوبية. ثم توجه فريق اللجنة إلى مقر الإقامة في فندق "كورتيارد" ويتبع لمجموعة ماريوت العالمية المعروفة، وهو الأحدث في المنطقة، حيث افتتح في وسط مدينة جازان من خمسة أشهر ويمتاز بأنه الخيار الأفضل حالياً لزوار المنطقة، ويضم 160 غرفة تطل بعضها على وسط المدينة، وبعضها على البحر، ومرتبط بمجمع الراشد التجاري. وفي اليوم الثاني للرحلة، توجه الفريق إلى محافظة فيفاء، حيث رافقهم الزميل الإعلامي والمخرج الإذاعي عبدالله الفيفي، الذي قدم شرحاً عن المحافظة، وما حدثت فيها من متغيرات حضارية، وتناول جوانباً من صعوبة الحياة السابقة في القطاعات الجبلية في جازان، ولكن الناس في ذلك الزمان، كانوا يتغلبون على الصعاب ويتكيفون مع بيئتهم ويعيشون حياتهم البسيطة، وفق ما يحقق متطلباتهم التي كانت بعيدة عن التعقيد في ذلك الزمن الجميل بالنسبة لكبار السن على وجه الخصوص. «فيفاء» جمالٌ.. وخدماتٌ سياحية دون المستوى ثم انتقل الفريق إلى مقر محافظة فيفاء، والتقى وكيل المحافظ عبدالله بن أسعد الفيفي، الذي أوضح أن مستوى فيفاء الإداري كان عبارة عن مركز، ثم تحولت إلى محافظة، وحالياً محافظها، محمد بن عبدالله الغزي، ثم عقد لقاء تعارف في مقر المحافظة، ثم انتقل الجميع إلى أعلى نقطة في جبال فيفاء، وهي عبارة عن منزل للمهندس عقيد متقاعد حسن بن سالم الفيفي، ويعول صاحبه على دعم الجهات المعنية بالسياحة ليتم تحويله لنزل سياحية جبلية، ويضم مشروع متحف تراثي صغير للأدوات التي كانت تستخدم في الزراعة وشؤون المعيشة الحياتية في أغلب القطاعات الجبلية بمنطقة جازان. وقد نوه أهالي فيفا بجهود الدولة في تطوير محافظتهم، مؤكدين حاجتها للمزيد من الدعم خاصة في جوانب الخدمات البلدية، وتحسين القائم منها، وتحسين الطرق بشكل أفضل، لإنه وبرغم الجهود القائمة من النقل على التحسينات المتواصلة، تبقى طرق فيفاء خطيرة، وخاصة للزائرين لها للمرة الأولى، حيث تحتاج للتوسعة، وتعديل بعض المنعطفات الخطيرة، لسلامة العابرين بها بشكل يومي. خدمات سياحية كما أن الخدمات السياحية في فيفاء متدنية جداً، وخاصة قطاع الإيواء حيث يحتاج هذا القطاع لنقلة نوعية، فمستوى الشقق المفروشة متدني، وعددها قليل، فضلاً عن مستوى المطاعم، وعدم توفر جلسات عامة للزوار، سوا منطقة المطل، فمع طبيعة جبال فيفاء يلاحظ أن نسبة كبيرة من الزوار لا يجدون مواقع للجلوس، ويكتفى بعض زوار المحافظة بجولات في السيارات فقط ثم يرجعون من حيث قدموا، ويحتاج واقع السياحة في فيفاء لدعم حكومي مباشر، بتبني نزل جبلية سياحية، وكذلك مطاعم سياحية، ويمكن أن تسلم لمستثمرين جادين، حيث تتميز فيفاء وعموم القطاع الجبلي في جازان بأجواء معتدلة أغلب فترات العام، وتميل في الشتاء للبرودة ليلاً، كما تتميز بالمناظر الطبيعة الخضرء، وخاصة في فترات الأمطار. جبال بني مالك وعقب زيارة فيفاء، توجه الفريق إلى محافظة الدائر، والمعروفة بجبال بني مالك، حيث انها منخفضة مقارنة بجبال فيفاء، وتتميز عنها بنشاط أكبر في الحركة التجارية، وخاصة في ما يتعلق بالمنتجات الزراعية والعسل، ونسبة كبيرة منها من دولة اليمن المجاورة، كما اشتهرت هذه المحافظة مؤخراً بانتشار زارعة البن، ونظم فيها منذ أسابيع مهرجان خاص بالبن، وجد صدى كبيرا وواسعا على مستوى المنطقة. وكان من ضمن برنامج الفريق زيارة القرية التراثية في مدينة جازان، وموقع المهرجان الشتوي الذي ينظم سنوياً لمدة 6 أسابيع، وفي هذة الفترة يزداد زوار القرية، التي تعبر عن واقع الحياة الماضية لأهالي المنطقة، وهي مصممة على شكل الحياة القديمة لكل محافظة، وتجمع محاكاة أسلوب الحياة لأهالي المناطق الساحلية، وأهالي فرسان، وكذلك الحياة الجبلية والحياة في المواقع التهامية، كما يتم عرض العديد من الحرف، وبيع المنتجات المرتبطة بعادات شعبية لأهالي جازان، وهي في نظر كل من يزورها بمثابة قرية "جنادرية" مصغرة تعبر عن واقع وحال الأجداد من أهالي المنطقة. الدعم الحكومي.. يغطي النقص وفي نهاية الزيارة قدم رئيس لجنة الإعلام السياحي عبدالرحمن الصانع، تقيماً للزيارة، مؤكداً أنها تأتي كواحدة من التزامات اللجنة نحو التعريف بمقومات السياحة الوطنية، وأهمية الاهتمام والالتفات نحو الكثير من أوجه النقص في دعم وجهات الجذب السياحي، وهذه الزيارة إلى جازان هي تكملة زيارات سابقة نظمت لعدد من محافظاتالرياض مثل أشيقر والغاط، وأيضا زيارة مماثلة إلى جدة، وأخيراً كانت لنا هذه الزيارة المهمة إلى عدة محافظات ومواقع في منطقة جازان، وهي بحق منطقة تستحق الدعم للمقومات التي تساند الخدمات السياحية، والمهم في الموضوع الحاجة للدعم الحكومي لمشاريع السياحة التي قامت في أغلب دول العالم على الدعم والمساندة، سواء من خلال تقديم الأراضي أو القروض الميسرة أو بتقديم خدمات مساندة للمشاريع بأسعار معقولة مثل الكهرباء أو المياة أو غيرها. وجازان سواء من زيارتنا إلى فرسان أو إلى جبال فيفاء، وغيرها لمسنا فيها المقومات التي يمكن تساعد في تنمية صناعة السياحة وتوفير فرص العمل لأبناء المنطقة وغيرهم، وجهود هيئة السياحة لدينا واضحة، ولكنها لا تكفي وتبقى بحاجة لأذرع مساندة من مختلف قطاعات الدولة، حتى نرى مشاريع تقوم بالدعم من الدولة على غرار ما يقدم لمشروع "العقير" في محافظة الأحساء. وقدم الصانع في ختام حديثه الشكر والتقدير للجهات الداعمة للرحلة، وهي طيران ناس الناقل المحلي الذي يسير ثلاث رحلات يوميا مابين الرياضوجازان، وهو داعم وراعي لمختلف رحلات لجنة الإعلام السياحي، ويستحق التقدير لدوره الوطني في دعم السياحية المحلية، وجميع البرامج التي تهدف التعريف بالسياحة المحلية، وكذلك الشكر لفندقي "كوارل" في فرسان و"كورتيارد" في جازان على الحفاوة التي وجدها الوفد وحسن الضيافة، وأيضاً لا ننسى الشكر للمرشد السياحي، فؤاد الكبيسي وهو أحد أبناء المنطقة وقدم المعلومات التي نحتاجها عن المنطقة. أحد المشاريع التي تعمل على تنفيذها هيئة السياحة في فرسان مشروع الحكير السياحي على شواطئ جازان ويظهر في وسط الصورة الصانع وإبراهيم البشير زيارة الوفد إلى فرسان ويظهر الصانع وابن سعيد مع مؤرخ وأديب فرسان إبراهيم مفتاح الزميل أحمد غاوي في إطلالة من أعلى موقع في فيفاء