أعلن رئيس الحكومة الليبية علي زيدان مساء الثلاثاء التوصل إلى "تسوية" مع الثوار السابقين الذين وجهوا في وقت سابق انذاراً لبضع ساعات الى اعضاء المؤتمر الوطني العام مطالبين اياهم بالاستقالة. وكانت كتائب مسلحة عدة تتألف من ثوار ليبيين سابقين اعطت المؤتمر الوطني الليبي العام مهلة خمس ساعات للاستقالة تحت طائلة اعتقال كل نائب لا يلبي هذا المطلب، لكنها لم تقم بأي تحرك بعد انتهاء المهلة. وقال زيدان في تصريح مقتضب للصحافيين إنه اجرى محادثات مع مختلف مجموعات الثوار السابقين ومع الأممالمتحدة والمؤتمر الوطني العام وتم "التوصل الى تسوية" مؤكدا ان "الحكمة قد انتصرت"، لكنه لم يقدم اي ايضاحات حول طبيعة التسوية. وفي وقت سابق، قال رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا طارق متري إنه التقى قادة ثوار سابقين لإقناعهم "بإعطاء فرصة للحوار السياسي". واضاف متري "زرت عددا من قادة الثوار الذين يقفون وراء تحديد المهلة وطلبت منهم اعطاء فرصة للحوار السياسي على قاعدة اجراء انتخابات عامة مبكرة". وقال قادة عدد من كتائب الثوار من بينها لواء القعقاع ولواء الصواعق اللذان يتحدر عناصرهما من منطقة الزنتان في بيان تلي عبر التلفزيون "نعطي المؤتمر الوطني الليبي العام الذي انتهت ولايته خمس ساعات لتسليم السلطة والا سيتم اعتقال اعضائه وتقديمهم للمحاكمة باعتبارهم مغتصبين للسلطة وضد ارادة الليبيين". واتهم البيان اعضاء المؤتمر ب "الخيانة والتآمر على ليبيا وسلب خيراتها واهدار مالها" كما اتهم "الإخوان المسلمون والجماعات المؤدلجة والمتطرفة بأنها سبب مشاكل البلاد ووباء لهذا البلد". ومعلوم ان عناصر هذه الألوية المسلحة يشاركون ايضا في الجيش الليبي. وسارع رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام نوري ابو سهمين الى ادانة هذا البيان واعتبره بمثابة "انقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية". وفي بيان مقتضب مشترك، اعلن الشركاء الدوليون لليبيا انهم يدعمون "تماما العملية الانتقالية الديموقراطية" رافضين اي لجوء للقوة. وكانت بدأت منذ نهاية يناير الماضي حركة احتجاجية واسعة ضد قرار المؤتمر العام تمديد ولايته التي كان من المقرر ان تنتهي في السابع من فبراير. واثر سقوط نظام معمر القذافي في اكتوبر 2011 ومعه كامل النظام الأمني للدولة كلفت السلطات الليبية الجديدة الثوار السابقين ضمان امن البلاد، الا انها سرعان ما فقدت اي سيطرة عليهم. ودخل عناصر العديد من هذه المليشيات في صفوف الجيش وقوات الشرطة الا انهم يفتقرون كثيرا الى الانضباط وهم يوالون بالنهاية قبائلهم والمناطق التي يتحدرون منها. كما ان العديد من هذه الكتائب لا تزال تحتل مراكز رسمية وخاصة في طرابلس مثل المطار الواقع تحت سيطرة ثوار الزنتان. ويعتبر لواء الصواعق من بين الأفضل تسليحاً والأكثر انضباطاً وانتشاراً في طرابلس، مثله مثل لواء القعقاع لحرس الحدود.