شن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الثلاثاء في اول تصريحات له منذ اعلانه القطيعة مع السياسة وحل تياره، هجوما لاذعا على حكومة نوري المالكي، واصفا هذا الاخير ب»الطاغوت»، فيما دعا الى مشاركة كبيرة في الانتخابات المقبلة. وقال الصدر في كلمة مباشرة من النجف نقلتها قنوات عراقية «صارت السياسة بابا للظلم والاستهتار والتظلم والامتهان ليتربع ديكتاتور وطاغوت فيتسلط على الاموال فينهبها، وعلى الرقاب فيقصفها، وعلى المدن فيحاربها، وعلى الطوائف فيفرقها، وعلى الضمائر فيشتريها». واضاف في اشارة الى المالكي، السياسي الشيعي النافذ الذي يحكم البلاد منذ العام 2006، ان العراق «تحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود لطالما انتظرناها لتحررنا من ديكتاتورية لتتمسك هي الاخرى بالكرسي باسم الشيعة والتشيع». وذكر ان حكومة المالكي المدعوم من طهران وواشنطن «لم تعد تسمع لاي احد حتى صوت المرجع وفتواه، وصوت الشريك وشكواه، مدعومة من الشرق والغرب بما يستغرب له كل حكيم وعاقل». وهذه اول تصريحات للصدر منذ اعلن في قرار مفاجئ يوم الاحد، وقبل اكثر من شهرين من الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في نهاية ابريل، انسحابه من العمل السياسي في البلاد واغلاق مكاتبه السياسية وحل تياره. وقد برر الصدر حينها قراره بالقول انه جاء «حفاظا على سمعة آل الصدر (...) ومن منطلق انهاء كل المفاسد التي وقعت او التي من المحتمل ان تقع تحت عنوانها (...) ومن باب الخروج من افكاك الساسة والسياسيين».واكد الصدر في كلمته امس قطيعته مع العمل السياسي المباشر، قائلا»ان كانت هناك بينكم اصوات شريفة سياسية او غيرها فلتستمر ولكن بعمل مستقل او غير ذلك بعيدا عني وبأطر عامة»، مضيفا ان «ما صدر من قرارات مني او اوامر لم تتحملوها فغفر الله لي ولكم ولكنني فخور بها الى يوم الدين». الا ان مقتدى الصدر الذي يتمتع بشعبية هائلة في اوساط فقراء الشيعة وخصوصا في مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية العالية في بغداد، دعا العراقيين رغم ذلك للمشاركة في الانتخابات المقبلة. وقال «يجب الاشتراك في هذه الانتخابات وبصورة كبيرة لكي لا تقع الحكومة في يد غير امينة، وبالنسبة لي فانا سأصوت وسأدلي بصوتي لكل شريف يريد خدمة الشعب وسأقف مع الجميع على مسافة واحدة». وتابع «ارجو من العراقيين ان يشتركوا في الانتخابات والا يقصروا ومن يقصر فستكون هذه خيانة للعراق وشعبه».