عقدت مؤسّسة الفكر العربي اجتماعاً تحضيرياً أمس، لبرنامج مؤتمرها السنوي الثالث عشر "فكر13"، في العاصمة الأردنيّة عَمّان، بمشاركة وحضور صاحب السموّ الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، رئيس مجلس الإدارة، إلى جانب نخبة من المحلّلين والخبراء والمفكرّين. ناقش المشاركون موضوع المؤتمر المقبل المتعلّق بالتحوّلات الجيوسياسية التي يشهدها الوطن العربي، والإستراتيجية التي تدير هذه التحوّلات، وحلم الوحدة والتكامل الإقليمي في الوطن العربي، وما أُطلق عليه "الربيع العربي" كمرحلة انتقالية مهّدت للتحوّلات الاستراتيجية الحاصلة. شهدت الجلسة الأولى من النقاش إطلالة شاملة على الوضع الراهن عربياً، إقليمياً وعالمياً (العوامل التاريخية، والجغرافية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية كعوامل رئيسة للتحوّلات الجيوسياسية). وبحث المشاركون في أسباب التحوّلات الجيوسياسية، حيث جرى عرض للمتغيرات العربية، والإقليمية والعالمية، وأبرز محدّداتها. كما بحثوا في الواقع العربي الراهن، فضلاً عن التحديّات الكائنة في ظلّ التحوّلات الجيوسياسية، واستراتيجية هذه التحوّلات وكيفية إدارتها. وتركّز النقاش في الجلسة الثانية حول مضمون برنامج مؤتمر "فكر13" المقبل، وقدّم المشاركون اقتراحات عدّة تتعلق بمحاور المؤتمر وأسماء لأبرز الخبراء والمشاركين والمتحدّثين. أدار اللقاء الأستاذ حمد بن عبدالله العمّاري، الأمين العام المساعد في مؤسّسة الفكر العربي، وشارك فيه كلّ من: معالي وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني الدكتور إبراهيم سيف، عميد كلية الدراسات الدولية والعلوم السياسية في جامعة الأردن الدكتور زيد عيادات، المسؤول الأوّل في منظمة الإسكوا الأستاذ أسامة صفا، الأكاديمي الكويتي الدكتور محمد الرميحي، الباحث في جامعة هارفارد الأستاذ محمد الدهشان، مدير غرفة التجارة والصناعة والخدمات في المغرب الأستاذ التهامي محيب، أستاذ الاقتصاد في جامعة ابن طفيل في المغرب ومدير مشروع منبر الحرية في واشنطن الدكتور نوح الهرموزي، الباحثة في العلوم السياسية والسوسيولوجيا الدكتورة إكرام عدنني، عميد كلية الحقوق في القنيطرة الدكتور محمد الزناتي، رئيس مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان في المغرب الدكتور محمد أوجار، رئيس قسم الدراسات الكميّة في مركز "بحوث" في الإمارات العربية المتحدة الأستاذ ياسر المقبل، والباحثة لنا عبدالحميد. وأوضح صاحب السموّ الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، رئيس مجلس الإدارة، أن الهدف من اللقاء التحضيري الأول، هو الأخذ بعين الاعتبار شرائح المجتمع كافة المعنيّة بالتغيّرات الجيوسياسية، في ظل التحديات والأسئلة التي تشغل الوطن العربي، حول الرؤى المستقبليّة والوحدة العربيّة. ويسرّ المؤسّسة أن تعود للمرّة الثانية، وبعد عقد من الزمن إلى المدينة التي احتضنت مؤتمرها السنوي الثالث "العرب بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة" سنة 2004، الذي كان سبّاقاً بتناول موضوع التغيير، وهي تطرح هذه السنة موضوع التغييرات الجيوسياسيّة والتحديات حول حلم الوحدة وحقيقة التقسيم. تجدر الإشارة، إلى أن المؤتمر المقبل "فكر13" سيُعقد في ديسمبر المقبل في مراكش، وسيحضره نخبة من الخبراء والمحلّلين السياسيين والاقتصاديين والاستراتيجيّين، لمناقشة الرؤى المستقبليّة إقليميّاً وعربيّاً.