اختتمت في بيروت أعمال الدورة الثانية من الجامعة الصيفية لمشروع «منبر الحرية» التي شارك فيها أكثر من أربعين باحثاً عربياً، وحملت شعار «العالم العربي وتعثر استراتيجيات التنمية/مقاربات في الفكر والممارسة». وشهدت الجامعة الصيفية حضور كل من الخبير الدولي والباحث المصري طارق حجي والعميد السابق للجامعة الأميركية في الكويت شفيق الغبرا والدكتور إدريس لكريني من جامعة القاضي عياض في المغرب. كما حضرت الباحثة المصرية سنية البهات والخبير الاقتصادي المغربي نوح الهرموزي. وركزت مداخلات المحاضرين على أسباب اتساع الفجوة بين البلدان العربية وباقي بلدان العالم. واشتركت المداخلات في تأكيد أهمية الحرية بكل أصنافها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية في تحرير طاقات الإنسان العربي. وفي هذا السياق، قال حجي إن أسباب عجز العرب اليوم عن اللحاق بركب التقدم الإنساني وقطار المعاصرة يرجع إلى الموقف السلبي لعوامل عدة أهمها تخلف نظم التعليم في المجتمعات العربية وبعدها عن روح نظم التعليم المعاصرة القائمة على قيم التقدم. وحاول الدكتور شفيق الغبرا، الوقوف على أسباب اتساع الفجوة بين العالم العربي وغيره من الدول المتقدمة فيما يتعلق بالتنمية في مختلف أشكالها. ولتمكين المشاركين من الاطلاع على المستجدات العلمية في «القيادة والتواصل مع الآخرين» أدار الغبرا جلسة نقاشية عن القيادة ودورها وعلاقتها بالتواصل مع الآخرين كمحاولة لتعريف المجموعة على أساسيات القيادة. وسلط الاقتصادي نوح الهرموزي الضوء على مجموعة من الأفكار النمطية السائدة في عالمنا العربي من خلال إبراز العلاقة السببية الإيجابية التي تربط بين الحرية الاقتصادية وعدد من المؤشرات السياسية والاقتصادية. كما توقف عند الدور المحوري الذي تلعبه دولة الحق والقانون والمؤسسات الضامنة لحقوق الملكية وحرية المبادرة باعتبارها حجر الزاوية الأساسي لبناء مجتمع قوي اقتصادياً، وعادل ومتماسك اجتماعياً. وغير بعيد من إشكاليات التنمية العربية خصص الدكتور لكريني مداخلته الثانية لموضوع «الكوتا وتمكين المرأة في الأقطار العربية» معتبراً أن إدماج المرأة ومشاركتها الفاعلة في مختلف المجالات يشكل مدخلاً رئيساً مهماً لمعالجة مجموعة من الإشكالات والمعضلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وفي سياق آخر استعرض الدكتور لكريني أحد الأسس المهمة لكل مشاريع التنمية حيث توقف عند أهمية استقلال القضاء في الدفع بعجلة التنمية.