التعصب الأعمى والعيون التي لاترى إلا بلون واحد والدخول في ذمم وضمائر الحكام وفضاءات تويتر المتشنجة، كل هذا لايهم. المهم هو مايقدمه نجوم النصر هذا الموسم من صورة وملحمة رياضية جميلة وتحدٍ مع النفس أعادت للكرة السعودية جزءاً من هيبتها المفقودة، أعادت للمدرج الكثير من الجماهير العاشقة والمشاهدين خلف الشاشات ينظرون لكل مايسطر ويقدم داخل المستطيل الاخضر، ينظرون لحماس اللاعبين وإصرارهم على الإنجاز وتحقيق البطولات.. العالمي ياسادة هذا العام منظومة رياضية متكاملة والكمال لله وحده، إدارة قدمت وبذلت وعملت على تكوين فريقين في ناد واحد اسمه النصر فالأساسي كالاحتياطي تكاد تحتار في الاختيار بينهم، العالمي على أعتاب مجد جديد أراه إن شاء الله يلوح في الأفق. هنيئاً للجماهير التي صبرت وظفرت وللرياضة السعودية بعودة نصرها الأصفر، ولنجد بعودة فارسها البطل بنجوم شابة ممزوجة بنجوم الخبرة امثال عبدالله العنزي وغالب والسهلاوي وشايع شراحيلي وخالد الغامدي وعوض خميس والدوسري جمعان وفتيني والزبيدي وغيرهم، نجوم سترسم مع باقي زملائهم من الوجوه الشابة في باقي الأندية مستقبل الكرة السعودية وعودة أمجادها. وإذا ذكرنا النجوم الواعدة فمن الإجحاف أن ننسى أهل الخبرة حسين عبدالغني "الفتى الذهبي" الذي يقود الفريق ويقدم أجمل الإبداع بجانب النجم الفذ محمد نور صاحب الصولات والجولات الجميلة، وإلى جانب الإدارة واللاعبين هناك مدرب اسمه كارينيو مدرب ذكي وبارع ويجيد توظيف لاعبيه بشكل فني رائع استطاع بتوفيق الله تعالى أن يصنع فريقاً لا يقهر، ولا ننسى ذلك المدرج الأصفر الذي رسم أجمل اللوحات الفنية وأعطى دروساً مجانية في التشجيع الحديث فجمهور النصر جمهور عاشق لم يتركه في عجاف السنين كيف لا وفريقه الآن يتصدر ويبدع ويحقق الأرقام الجميلة ويحطمها نحو المجد والقمة. لم يبق إلا أن أتذكر ذلك المقال لي هنا في هذا المنبر الإعلامي الرائع وفي هذه الصفحة الجميلة من "دنيا الرياضة" عندما كتبت موضوعا عن النصر متسائلاً فيه بعنوان "هل بالإمكان العودة كما كان يا فارس نجد"، نعم بدأت تتجلى لي الإجابة بعد عام أو أكثر من كتابة ذلك المقال وذلك التساؤل، لقد بدأت تلوح وتظهر هذه العودة بتحقيق "العالمي" لأولى البطولات منذ فترة طويلة فالنصر بدأ بكأس ولي العهد وهاهو منطلق نحو تحقيق لقب دوري (عبداللطيف جميل) البطولة والمنافسة الأقوى على مستوى كرتنا السعودية. وربما تستمر هذه الإنجازات وتلك الثقة إذا عمل الفريق على هذا الأداء وهذه الروح إلى ماهو أبعد من ذلك كله. فقد يعود هذا الفارس إلى العالمية ويتربع على قمة الكرة الآسيوية، فالطريق مع ذلك كله يبدو سالكا إلى هناك، فهذا هو نصرنا الجميل في ذلك الزمن الجميل.