لا أود الحديث عن الماضي، وأذكر بطرحي لوجهات نظر تعبر عن شخصي المتواضع تجاه الفريق الهلالي، وتجربة الكابتن سامي الجابر كمدير فني إذ واجهت بعض الصعوبات والانتقادات القاسية التي فسرت طرحي بطريقة خاطئة، فأنا لا يمكن أن أنتقد لأمر شخصي بيني وبين الجابر لا وجود له في الأصل.. أنا مارست واجبي ودوري كإعلامي يرى عملاً وينتقد الأخطاء في العمل، وليس في الشخص نفسه، وهدفي هو الإصلاح والبحث عن كل الطرق المؤدية لنجاح الفريق الهلالي بشكل عام وسامي الجابر بشكل خاص. ما يحدث للهلال حالياً حذرت منه قبل أن يستلم الجابر المهمة في مقال "مغمور يدرب الهلال" الذي أشرت فيه إلى ان تدريب سامي للهلال سلاح ذو حدين الخاسر في كليهما الهلال، فإذا نجح في المهمة، وخطف الأضواء من الجميع؛ فالحرب ستكون من الداخل أما إذ مافشل أوحقق جزءاً من الانجازات فالخاسر سيكون سامي الذي سيكتب نهايته كمدرب وماينتظره من مستقبل، وكشفت أن التدريب مهمة شاقة تحتاج إلى التركيز اليومي قبل وبعد التدريبات والمباريات إذ تحتاج التفرغ الكامل، وطالب الجابر بأن يقدم نفسه بالتدرج من خلال أولمبي الهلال، ويترك النجاحات هي التي تقوده لتدريب "الزعيم". وبعد أن استلم المهمة وحقق ثلاثة انتصارات متتالية انتقدت الجانب الدفاعي والتنظيمي للفريق عبر مقال "حذار سامي" طالبت من خلاله معالجة الخلل الدفاعي الواضح، واللعب بتوازن وأكدت أن الشباك "الزرقاء" تستقبل الأهداف بسهولة وأسرع من أي وقت مضى. وانتقدت الجابر عندما خرج في الفضاء ينتقد رموز الهلال وأعضاء شرفه في مقال "صداع الانضباط والجابر" أكدت من خلاله أن الجابر لم يكن في حاجة للخروج الإعلامي، وفتح ملفات مغلقة، والدخول في مهاترات، فهو مدرب محترف، ويتقاضى على عمله مبالغ كبيرة إذ كان حرياً به التركيز على الأمور الفنية ومعالجة القصور. وعندما تلقى الفريق الخسارة الثانية في الدوري على يد منافسه التقليدي النصر انتقدت الجابر عبر مقال "قلتها قبل.. ليس بعد يا سامي" كشفت من خلاله أن الجابر يحتاج الكثير من الخبرة حتى يصبح ناضجاً يقارع الكبار، وأن أسلوبه بات واضحاً للجميع، وبإمكان أي فريق أن يكسب الهلال. وما حذرت منه أكده رئيس الهلال عندما أعلن انقسام الهلاليين على تدريب سامي، وانتقدته في مقال "كبيرة يا رئيس الهلال" استغربت من خلاله تصريح الهلال وأكدت أنه سجل سابقة غير مسبوقة في الرياضة السعودية عندما قال: الهلاليون منقسمون على الجابر.. قسم يتعاطف معه، وقسم يتمنى خسارته وأشرت إلى أن تصريح الرئيس الهلالي ضرب في قيم "البيت الهلالي"، واختتمت المقال بأن الجميع كان ينتظر من الرئيس الهلالي تجديد الثقة في المراهنة على نجاح الجابر في هذه المرحلة الحرجة لا أن يشير إلى انقسام الهلاليين على مديرهم الفني. وقبل نهائي كأس ولي العهد راهنت على أن "الكأس نصراوية" بفضل خبرة مدرب النصر الذي يتفوق على الجابر بالخبرة وإدارة المباريات المهمة. وآخر المقالات "الهلال وسر بطولة النصر" كشفت من خلالها بالأرقام نجاح مدرب النصر في التدوير بعد استفادته من 31 لاعباً، في حين لم يستفد الجابر إلا من 26 لاعباً فقط، يتقلص هذا العدد إلى 14 بعد مغادرة مجموعة واستبعاد أخرى، وأكدت 21 جولة في الدوري وأربع مباريات في كأس ولي العهد كافية للحكم على عمل الجابر، وحملت الرئيس المسؤولية الكاملة لما يحدث للفريق الهلالي في هذا الموسم. خلاصة القول: ما ذكرته سابقاً ليس استعراضاً للعضلات، ولكنه تشخيص لحال الهلال، وإن دور الكاتب هو النقد البناء وقراءة الأحداث والتشخيص للواقع بعيداً عن العاطفة؛ فالهدف كان إصلاح وتقويم الوضع قبل الوصول إلى هذه المرحلة الحرجة.