فجيعة جديدة تؤكد أن الفجائع تتمدد كالمسلسلات المكسيكية، دون أن تلوح لها نهاية في الأفق المنظور! هذا ما أحسسته وأنا أطالع ما نشرته الزميلة (عكاظ) من رفض جامعة الملك سعود دخول الإسعاف لقسم البنات لإنقاذ حياة طالبة الماجستير آمنة باوزير التي تعرضت لأزمة قلبية، ما أدى إلى وفاتها!! قصة مفجعة أعادت للذاكرة حريق المدرسة المتوسطة رقم 31 للبنات في مدينة مكةالمكرمة، والذي انتهى بشكل تراجيدي كانت محصلته وفاة 15 طالبة.. بعد أن منع رجال الدفاع المدني إنقاذهن بحجة الحجاب! إن البسيط والمتعلم وغير المتعلم يعرفون جميعا بعض الأساسيات التي تنسجم مع الفطرة، ويحافظ عليها الدين، فعندما تصل الأمور إلى أمن الإنسان وحياته فالقاعدة الفقهية تقول (الضرورات تبيح المحظورات)، ما يجعل الاستفهام يرتفع : إلى متى تدفع فتياتنا ثمن التسلط الذكوري ؟ وهل من نهاية لهذا التحكم الذي طال كل شيء في المرأة مصيرا ومستقبلا واحتياجات حتى دفعت حياتها ثمناً لهذا التسلط؟! قطعا لا نتعلم من الدروس السابقة، والكوارث تحدث وتتكرر بسيناريوهات متشابهة دون أخذ الاعتبار منها.. لقد كان من الواجب قبل 12 سنة - وقت حادثة المدرسة 31 - استصدار أمر بدخول الفرق الإسعافية والدفاع المدني في أي وقت وعند أي موقع إذا لزم الأمر! تصاريح متناقضة الجامعة تؤكد أنها قامت بالواجب وزيادة وشقيقة الفقيدة فهدة باوزير للعربية تكذب البيان وأن المسعفين لم يمكّنوا من الدخول إلى الجامعة إلا بعد ساعتين من الانتظار! والمتحدث الرسمي للهلال الأحمر يصف إجراءات الجامعة بالمعقدة وغير إنسانية!! في مثل هذه الحالات التي تتعلق (بالحياة والموت) كان الواجب صدور بيان من جهة محايدة تقوم بالتحقيق الموضوعي لنعرف المتسبب الحقيقي في مثل هذه الكوارث يتبعها مراجعة لمنظومة الإجراءات المعمول بها في خطط الطوارئ لدى الأقسام النسائية حتى لا تكون الأرواح الأنثوية رخيصة وتتعرض لهدر حقها في الحياة والسلامة..!