يعتبر المسلمون في بريطانيا اكثر مشاركة في الحياة السياسية مقارنة مع غيرهم في الدول الاوروبية. ويتميز المسلمون في بريطانيا بالمشاركة في جميع الاستحقاقات الانتخابية سواء بالاقتراع بنسب مرتفعة او الترشح للانتخابات البرلمانية والبلدية. ومنذ تدفق المهاجرون المسلمون من الهند وبنغلادش وباكستان منذ خمسينات القرن الماضي استطاعوا ان يشكلوا قوة ليست سهلة لوصول العديد من النواب من اصول غير بريطانية الى بريطانيا خصوصا في بعض مناطق لندن وبرمنغهام و مانشستر. وكان محمد سروار اول نائب بريطاني من اصول باكستانية يتم انتخابه ليدخل مجلس العموم البريطاني في العام 1979. ومن بعده توالت المشاركات الا انه مع زيادة اعداد المسلمين الان والتي تقدر في احصاءات غير رسمية الى 4 ملايين شخص بات التمثيل البرلماني اعلى حيث وصول عدد المسلمين في مجلس العموم الى 8 نواب ثلاث منهم نساء. وكانت الانتخابات الاخيرة قد شهدت فوز ياسمين قريشي اول نائبة مسلمة البرلمان البريطاني عن حزب العمال. ويعتبر حزب العمال اكثر الاحزاب احتضانا للمرشحين المسلمين في البرلمان حيث استطاع خمسة منهم الفوز، يليه حزب المحافظين الذي لديه ثلاثة نواب الا ان حزب الديمقراطيين الاحرار لم يرشح احدا يمكنه الوصول الى البرلمان. ورغم ان عدد المقترعين المسلمين عال الا ان عددهم لا يوازي قوتهم الانتخابية حيث يفترض ان يكون لديهم 20 نائبا على الاقل. واستطاع المسلمون ان يوصلوا عددا كبيرا من النواب البريطانيين مثل وزير الخارجية والعدل السابق في حكومتي بلير وبراون الذي لولا اصوات المسلمين في دائرته الانتخابية في مدينة بلاكبيرن لما فازوا في الانتخابات ومن ثم تولوا مناصب مهمة في الحكومة. كما استطاع المقترعون المسلمون ايصال النائب المثير للجدل جورج غالاوي بعد هزيمة مرشح حزب العمال. كما سجل المسلمون حضورا لا بأس به في مجلس اللوردات حيث يمثل المسلمون بأربعة لوردات، اشهرهم اللورد نظير احمد اول لورد مسلم بالاضافة الى سعيدة وراسي وتشغل وارسي بالاضافة الى تمثيلها في مجلس اللوردات منصب وزيرة الاقليات في حكومة كاميرون كأول مسلمة تتقلد منصبا في الحكومة البريطانية. ويعتقد ان ترتفع نسبة المسلمين في البرلمان القادم العام المقبل حيث اعلنت بعض الاحزاب ترشيح عدد لابأس به من المسلمين البريطانيين.