استفاق النصراويون صبيحة يوم الإثنين الثاني عشر من جمادى الآخر عام 1425 وصوت الحزن يعم الوسط الرياضي منبعثاً من مقر النصر في حي العريجا بعد أن توقف قلب رئيس ناديه الأمير عبدالرحمن بن سعود عن النبض وانتقل إلى جوار ربه ليدخل النصر مع النصراويين نفقاً مظلماً رغم تعاقب الإدارات بعد ذلك بداية من تكليف الأمير ممدوح بن عبدالرحمن لمدة عام ثم ترشيح الأمير سعد بن فيصل وعقب ذلك الأمير فيصل بن عبدالرحمن فكانت سياسة العمل في هذه الإدارات الثلاث موحدة حيث ظل فيها النصر نادياً عاجزاً عن الدخول في صفقات قوية ويتبوأ في الدوري مراكز متوسطة لم تكن ترضي عشاقه، لكنها الظروف التي فرضت على معظم محبي النادي الواقعية في الطموح على كافة الأصعدة التي تتعلق بالنادي حتى بات النصر فريقاً لا يظهر في لقاءات الحسم كمواجهات الديربي، فكانت الغلبة دائماً للهلال إلا في لقاءات بسيطة أستطاع النصر أن يعادل الهلاليين لكنه فشل في هزيمتهم وساء حال النصر في أحد مواسمه حتى كان قريباً من المنافسة على الهبوط للدرجة الأولى قبل أن ينجو بعد تحسن نتائج الفريق في الجولات الأخيرة وفي أثناء تردي الأوضاع النصراوية ظهر الأمير فيصل بن تركي يشق الصفوف الصفراء قادماً من بعيد ليبدأ عقد وفاق مع جماهير النادي من خلال إقامة حفل اعتزال لأسطورة الفريق وقائده السابق ماجد عبدالله وبعد ذلك ترأس الأمير الشاب لجنة رباعية للتعاقدات لكنها لم تأت بمنافعها ليتولى بعد ذلك الأمير فيصل بن تركي منصب نائب للرئيس الأمير فيصل بن عبدالرحمن وبعد ذلك بعام واحد وصل إلى كرسي الرئاسة بالتكليف بعد استقالة الأمير فيصل بن عبدالرحمن قبل أن ينتخب لأربع سنوات ليبدأ عمله مع الفريق بالتعاقدات المميزة كالتعاقد مع المهاجم محمد السهلاوي بصفقة قياسية ثم التعاقد مع القائد حسين عبدالغني إلى جانب الأجانب كحسام غالي وفيقاروا وباسكال وإيدير ونجح من إعادة النصر إلى جزء مما كان عليه في الماضي فنجح في إعادة الفريق للمشاركات الآسيوية للمرة الأولى منذ سنوات إضافة لهزيمة الهلال في الدوري وحدث هذان الأمران للمرة الأولى منذ وفاة الأمير عبدالرحمن بن سعود حيث فشل ثلاثة رؤساء من فعل ذلك ولهذا ارتفعت أسهم الأمير فيصل بن تركي لدى الجماهير النصراوية يترقبون بشغف العودة للبطولات إلا أن ذلك لم يحدث في الموسم الثاني حيث تراجع الفريق بعيداً عن الأربعة الأوائل وانخفض مستوى الفريق بشكل واضح مما سبب غضباً في المدرج الأصفر ووصلت العلاقة بين الرئيس السياسي ومدرج فريقه إلى علاقة متوترة رفع معها الجمهور النصراوي الكارت الأحمر في وجه الرئيس مطالبين بهذا التصرف باستقالته ورحيله عن النادي إلا أنه أصر على البقاء فهو لا يريد الاستقالة قبل أن ينفذ مافي مخيلته من مخططات وأفكار، وفي الموسم الماضي انتهى عقد رعاية الفريق مع شركة الاتصالات لتفتح فراغاً مادياً في ميزانية النادي وزاد على ذلك خسارة النصر بطولتين في أسبوع واحد حيث خسر نهائي كأس ولي العهد على يد الهلال وخرج من البطولة العربية على يد العربي الكويتي لتزداد الضغوط على الأمير فيصل بن تركي مادياً وفنياً وانسحب من حوله الشرفيون وتركه الداعمون وحيداً في الواجهة النصراوية يقابل مصاريف الفريق ومطالب اللاعبين وطموح المدرج على انفراد إلا أن ذلك لم يزده إلا قوة وإصراراً فأعلن عن التعاقد مع اللاعب يحيى الشهري في صفقة قياسية ثم أعقبها بالتعاقد مع عبدالرحيم جيزاوي واستمر في تعاقداته الكبيرة حتى بات النصر اليوم الأقوى مادياً على مستوى الصفقات وفعل كل ذلك وحده بعد أن تخلى عنه أعضاء شرف النصر. في عهد الأمير فيصل بن تركي نجح النصر من الوصول إلى أربع نهائيات كسب واحداً وهو نهائي كأس ولي العهد قبل عدة أيام أمام الهلال وخسر ثلاثة منها كانت البداية مع كأس الخليج بعد أن كسبه الأهلي ذهاباً وإياباً ثم خسر مجدداً من الأهلي في نهائي كأس الملك بأربعة أهداف مقابل هدف قبل أن يخسر العام الماضي من الهلال في نهائي كأس ولي العهد بركلات الترجيح وبحصول النصر على هذه البطولة تبيان واضح لحجم العمل الذي قدمه الأمير فيصل بن تركي وقدرته على نقل النصر من فريق في متوسط الترتيب إلى فريق بطل ومازال يبحث عن بطولات قادمة من جديد، وترد هذه البطولة على النقد اللاذع الذي تعرض له الرئيس الشاب منذ توليه كرسي الرئاسة وتعاقد مع أسماء كحسين عبدالغني ومحمد نور وعبده عطيف فظهرت أصوات من شرفيي وإعلام النصر تنتقده وتهاجمه ورغم ذلك واصل الأمير فيصل صمته فتسلح في كرسي رئاسته بسياساتٍ عديدة كان أهمها وأبرزها الصمت والعمل المتواصل وتحديداً في الموسم الحالي فغاب الصوت النصراوي عن مشهد الإعلام رغم مرور العديد من الأحداث التي كان ينتظر فيها الحضور الأصفر. ويترقب النصراويون في الفترة الحالية موقف الأمير فيصل بن تركي المولود في مدينة الرياض 9 ابريل عام 1973م من الاستمرار برئاسة النادي لأربع سنوات قادمة أو الانسحاب بعد نهاية الموسم.