تبذل جميع دول العالم جهوداً مكثفة في الحد من مخاطر القرصنة المعلوماتية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها، وقام خبراء أمن المعلومات في " كاسبرسكي لاب "، الشركة الروسية المتخصصة في حلول الأمن المعلوماتي، بتلخيص النزعات الأساسية الأمنية لعام 2012، وقدموا رؤيتهم للتهديدات الرئيسية المتوقعة خلال العام القادم، حيث أنه من المتوقع ازدياد مخاطر هذا النوع من القرصنة في الفترة المقبلة، وحالات التجسس الإلكتروني والهجمات الإلكترونية المُوجَّهة للبلدان، التي تستهدف خدمات تعتمد على الحوسبة السحابية، بالإضافة الى الدور المتزايد ل " القرصنة المُسيَّسَة "، وتطور أدوات المراقبة " الشرعية " أو الحكومية المثيرة للجدل، ومن أبرز الأحداث التي تتعلق بالأمن المعلوماتي التي وقعت خلال العام الجاري 2012، اطلاق البرمجيات الدقيقة التي تستهدف نظام ماك، والنمو غير المسبوق لتهديدات نظام تشغيل الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية " أندرويد "، وظهور فيروسي فلام وجاوس، كدلائل على وجود تمويل حكومي لعمليات تتعلق بالحرب الإلكترونية، وتسرب كلمات مرور على نحو ملحوظ في مواقع خدمية معروفة مثل الشبكة الإجتماعية الخاصة بالأعمال " لينكد إن " وخدمة التخزين السحابي " دروب بوكس "، وسرقة شهادات أدوبي، وثغرات يوم الصفر الجديدة في جافا ، والهجمات على أجهزة شبكية (موجّه دي اس ال )، وإغلاق " دنس شانجير"، والبرمجيتان الخبيثتان شامون و ويبير، وحملة " مادي " للتجسس الإلكتروني وغيرها من التطبيقات المنتشرة، وتشير بعض التوقعات الى حدوث نمو متواصل في عدد الهجمات المُوجَّهة، وتواصل ظاهرة " القرصنة المُسيَّسة "، وظهور هجمات إلكترونية برعاية حكومية، وتدهور الخصوصية المعلوماتية، واستمرار المشاكل مع السلطات الرقمية والإئتمانية في الانترنت، والنمو المتواصل لأعداد البرمجيات الخبيثة التي تهدد نظام التشغيل ماك OS X والأجهزة المحمولة، ولا تزال الثغرات والبرامج المستغلة هي الأسلوب الرئيسي المتبع من كافة مرتكبي الجرائم الإلكترونية في شن الهجمات، والإنتشار واسع النطاق للبرمجيات الخبيثة ذات الطابع الإبتزازي في السنوات الأخيرة، وفي ذات السياق، سرق لصوص من «الهاكرز» أكثر من 36 مليون يورو من 30 بنكاً عبر أوروبا، بإستخدام فيروس من الطراز الطروادي ذي المرحلتين، ينتشر من حاسب الضحية الشخصي إلى هاتفه الجوال، وطال الفيروس أكثر من 30 ألفاً من عملاء المصارف في ألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وهولندا، وأطلقت عليه شركات الحماية اسم يوروجرابر (مُنتزع اليورو)، ويعد هذا ثاني أهم اختراق مصرفي خلال هذا العام، حيث كان الأول بواسطة فيروس يدعى هاي رولر، أمكن بواسطته تحويل 60 مليون دولار من الأوراق المالية المزورة إلى 60 مؤسسة مالية وعلى نفس منوال هاي رولر، بدأ يوروجرابير في إيطاليا قبل أن ينتشر في باقي أنحاء أوروبا، والفيروس الطروادي هو نوع من الفيروسات ليس له تأثير مرئي، يبقى في حالة كمون حتى تجيء اللحظة المواتية، ويعتبر يوروجرابر أول فيروس طروادي ينتقل من حاسب المستخدم إلى هاتفه الجوال، كما أنه يستهدف الخدمات المصرفية عبر الإنترنت على وجه التحديد، ومع إصابة كل من الحاسب والجوال، يمكن تسجيل رموز التحقق التي تم إرسالها نصياً إلى العملاء، لتستخدم لإنشاء دورة مصرفية ثانية في وقت قصير، ثم يحول المال من هذه الحسابات، بقيم تراوح من 500 يورو إلى 250 ألف يورو ، ومن الممكن تجنب مثل هذه الهجمات بالإبقاء على ترقية أو تحديث برامج الحواسب والهواتف، والإبتعاد عن الضغط على روابط ورسائل إلكترونية مجهولة المصدر، لأنها قد تكون محملة بهذا الفيروس .