وما يهم أن منيراً ابتدأ تعليمه الموسيقي في معهد ماريو زينو في الإسكندرية، وتلقى علومه عن أندريه رايدر عازف آلة الترومبيت الذي سيكون أحد موزعي أغنيات عبدالوهاب. وقد يشار إلى أن منيراً لم يدخل عالم التلحين فجأة بل سبقته مرحلة حيث عمل بالتجارة ثم التزم العمل مع توجو مزراحي في كادره السينمائي لفترة طويلة أمكنته لاحقاً من اكتشاف موهبة التلحين التي انطلقت قبل ظهوره على شاشة السينما بطلاً. ويعرج في الكتاب إلى ديانته اليهودية وتحوله إلى الإسلام، ومنه إلى حياته الاجتماعية وزواجه الأول من فتاة إيطالية أنجب منها ابنه الوحيد زكي، ثم زواجه بسهير البابلي بين عامي 1958-1967، والزيجة الثالثة كانت قبل وفاته بأشهر عام 1981. ويشير بشكل سريع إلى أسفاره الفنية التي انطلقت بعد الفشل التجاري لفيلمه "نهارك سعيد" (1955) حيث قدم عروضاً ترفيهية في مدن عربية وأوروبية وأمريكية. وقد أشار الدويك إلى ما أطلق من إشاعات بعد وفاته بأنه لا يحمل الجنسية المصرية، ويحمل بديلها المغربية، ولا يشير أو يتنبه الدويك إلى أن صاحب المقالة هو الروائي يوسف القعيد الذي لا يعرف إلى ماذا استند؟! (أبو الغار، 2012، 58). ويوظف الدويك كولاجاً كتابياً جزءاً من لعبة التوليف الجميلة حين يعدد كتابة نصوص هذا الفصل من السرد الوقائعي إلى مشاهد وحوارات من واقع حياته في شقته، ودمج بطاقة شجرة العائلة والبيوت والأماكن التي عاش فيها بشكل خلاق. في الفصل الثالث "قرب قرب.. خش اتفرج: سنما منير مراد" يضع الدويك تفاصيل علاقة منير بالسينما من كونه عمل ضمن كادرها الفني في كل الحقول في الإخراج والسيناريو والتصوير، ومن ثم صار أحد أبطالها ممثلاً وراقصاً ومغنياً وملحناً.. وهو قد عمل مع المخرج توجو مزراحي منذ فيلم "ليلى بنت مدارس" (1941) ثم درج في السلسلة كلها، وتنقل مع أكثر من مخرج مثل كمال سليم وأحمد بدر خان ونيازي مصطفى وفطين عبدالوهاب وعزالدين ذو الفقار، وفي أفلام أنور وجدي ويوسف وهبي.. حتى عام 1964. ولعل عمله في السينما، بما تخلّله من عمل كممثل بديل وصامت، دفعه بعد أن كوَّن رأس مال إلى تكوين شركة "أفلام الكواكب" مع أخيه إبراهيم التي دشنت بإنتاج فيلمه الأول "أنا وحبيبي" (1953)، و"نهارك سعيد" (1955) كذلك فيلم "موعد مع إبليس" ذات العام.