كشف العلماء أن التغيرات الجزيئية هي السبب وراء نمط الحياة الغريب لقناديل البحر والكائنات الغريبة الموجودة في جميع محيطات العالم. ويمر قنديل البحر بعملية تحول غريبة، حيث تكون بدايته على شكل سليلة (زائدة لحمية) تلتصق بالصخور ثم تتبرعم تلك السليلة إلى شرائح حيث تنفصل كل شريحة وتصبح حرة وتنمو لتتحول إلى قنديل بحر بالغ - أو ما يعرف بال "ميدوسا" - يتنقل في البحر. وقد يقود فهم هذا التغير إلى التوصل لوسيلة للحد من تزايد أعداد قناديل البحر بشكل هائل، وهو الأمر الذي يزعج السباحين فاللدغات التي تأتي من بعض أنواع قناديل البحر تترك بقعا وبثورا حمراء مؤلمة على الجسم. ومن المعروف أن لدغات قناديل البحر قد تسبب أزمة قلبية. وقام فريق من العلماء من بينهم البروفيسور توماس بوش من معهد علوم الحياة في مدينة كيل بشمال ألمانيا بفك شفرة دورة الحياة المعقدة لقنديل البحر القمري (المعروف علميا باسم أوريليا أوريتا) والذي يعيش في شمال المحيط الأطلسي وبحري الشمال والبلطيق. وتناولت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة (Current Biology) "كارنت بيولوجي" الامريكية للعلوم الآليات المتضمنة في عملية تزايد أعداد قنديل البحر القمري في فصل الربيع وذلك قبل أن تتناقص تدريجيا مرة أخرى حتى تختفي في فصل الشتاء. ووجد العلماء أن عملية التحول هذه ناجمة عن تغيرات في درجة حرارة الماء، وهو ما يجعل قنديل البحر يفرز كميات كبيرة من بروتين "سي إل 390". وحالما يتم الوصول إلى درجة تركيز حرجة معينة حينئذ تبدأ عملية التحول في فصل الربيع. وأوضح بوش أن "هذا الجزيء يتم إنتاجه فقط عندما تكون درجة الحرارة مناسبة.. فدرجة الحرارة يجب أن تكون باردة جدا في الشتاء ثم تصبح دافئة بعد ذلك". ويعتقد العلماء أنه إذا كان من الممكن منع إنتاج بروتين "سي إل 390" من خلال تخليق جزيء اصطناعي، فإنه قد يصبح من الممكن أيضا منع الزيادة السنوية الهائلة في عدد قناديل البحر. غير أن العلماء الألمان يحذرون من أن مثل هذا التدخل على نطاق واسع في دورة حياة قناديل البحر يعتبر غير مرغوب فيه وتحفه مخاطر كبيرة . وقال بوش: "يمكن أن يترتب على هذا تداعيات بيولوجية غير متوقعة".