حذر خبير بيولوجي من أن وجود أسراب من قنديل البحر قبالة شواطئ إسبانيا ربما يكون نتيجة للتغير المناخي، وهذا بعد أن ازدادت أعداد قنديل البحر اللاسع عبر شواطئ البحر المتوسط هذا الصيف بدرجة أزعجت المصطافين. وبينما تعتبر معظم هذه الأنواع غير ضارة، إلا أن بعضها يترك لسعة مزعجة تكدر صفو مرتادي الشواطئ، حيث يمكن أن يؤدي إلى حالة سيئة من الحروق والغثيان وتشنج العضلات، حيث يتلقى حوالي 150 ألف شخص العلاج بعد لسعة قنديل البحر على شواطئ البحر المتوسط سنوياً. وعن الزيادة الملحوظة في أعداد قنديل البحر على الشواطئ الإسبانية، يشير الخبراء إلى أن ذلك يعود إلى الصيد الجائر للأسماك، وإلى التغير المناخي كجزء من المشكلة، بالإضافة إلى أن هناك زيادة في الأنواع الغريبة من قنديل البحر قادمة من البحر الأحمر، وهي أنواع استوائية وشبه استوائية ودخلت البحر المتوسط من قناة السويس. وفي هذا الإطار، أكدت دراسة حديثة أن التغير المناخي سيكون له تأثير على العديد من الكائنات الحية حيث إن واحداً من كل عشرة أنواع من الكائنات الحية قد تكون على وشك الانقراض بنهاية هذا القرن، بسبب آثار الاحتباس الحرارى. واستندت نتائج هذه الدراسة إلى أن الأرض تعاني حالياً من ظاهرة انقراض جماعي لبعض المخلوقات، مشيرة إلى أن معدلات الأنواع التي يتم فقدانها مؤخراً أكبر من معدلات الانقراض على مر التاريخ، ويعد سادس أكبر انقراض جماعي في تاريخ الأرض. كما ذكر خبراء أن التوقعات السابقة بمدى سرعة انقراض الأنواع بسبب تغير المناخ، تتماشى مع النتائج المرصودة فعلياً؛ حيث إن 10% من الأنواع الموجودة اليوم على الأرض قد تواجه الانقراض بحلول عام 2100. وقد تم فحص قرابة 200 رأي سابق يتحدث عن تأثير تغير المناخ على انقراض الأنواع، ومقارنتهم بحوالي 130 تقريراً ترصد التغيرات التي حدثت بالفعل؛ بهدف الحكم على مدى دقة التقديرات التي قام بها العلماء في الماضي حول تغير المناخ، وعلاقته بانقراض الأنواع. وتوصل الفحص إلى أن التهديدات التي تمت ملاحظتها، تتطابق مع التهديدات الفعلية، استناداً إلى ملاحظات حقيقية. كما أشارت الدراسة إلى أن هناك عوامل عديدة، مثل ارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط هبوط الأمطار، وزيادة الحموضة المحيطات تؤثر على بقاء الأنواع المعرضة للانقراض؛ ففي المحيطات، على سبيل المثال، يهدد ارتفاع نسبة الحموضة بقاء الكائنات الحية مثل الشعاب المرجانية.