أكد سواح سعوديون أن موسم السياحة الحالي في دبي، يعد من أكثر المواسم نجاحا وتنوعا في الخيارات، التي دفعت بهم إلى مد فترات إقامتهم من متوسطها الاعتيادي لثلاثة أيام لتترواح بين أسبوع وأسبوعين. واعتبروا في لقاءات متفرقة مع "الرياض" أن التوترات في بعض دول المنطقة بسبب ما يسمى الربيع العربي وتداعياته، إلى جانب التغير المناخي الذي تمثل بطقس شديد البرودة وأمطار غزيرة كانا على رأس الأسباب في جعل دبي الوجهة الأولى بلا منازع أمام السائح السعودي خلال العطلة الدراسية الحالية والوجهة المفضلة لهم هذه السنة والتي تزامنت مع انطلاق فعاليات مهرجان دبي للتسوق. التوترات الإقليمية والتغير المناخي وضع دبي كوجهة أولى للسعوديين وأشار بعض السياح السعوديين القادمين إلى دبي، إلى أن المعرفة الجيدة بالمستوى المتقدم من الخدمات بدبي، يجعلها الخيار الأنسب لأية عطلة قصيرة نسبيا، بحيث تتوافر فيها كل خيارات الزائر الذي يرغب بالمكوث لفترة قصيرة لبضعة أيام للتسوق مع العائلة بشكل يخفف التكاليف ويحقق الغرض من الترفيه وقضاء الإجازة بعيدا عن أجواء العمل أو الدراسة فضلا عن الأمن والاستقرار الذي تتمتع به دولة الإمارات، لكن عددا كبيرا منهم اشتكى من تصاعد الأسعار بسبب إعلان فوز دبي بتنظيم "اكسبو 2020" والذي انعكس بزيادة أسعار العقارات والإيجارات والفنادق وبعض الخدمات المرتبطة بها رغم أن الحدث يفصلنا عنه نحو ست سنوات، ومع ذلك فإن الخيارات متاحة ومتعددة في دبي لكن "الغلاء يلاحقك اينما ذهبت هنا" على حد قول السائح السعودي مصطفى الدرويش، والبعض من السواح السعوديين فضل الإقامة خارج دبي في الإمارات الشمالية مثل الشارقة وعجمان للتخفيف من أعباء السكن. مكاتب سفر: موسم العطلة رفع الحجوزات من السعودية 5 أضعاف من جهته قال فلاح المرشد أنه أنهى فترة الاختبارات الصعبة، وفضل أن يقوم وعائلته بزيارة إلى دبي من أجل الخروج من جو الامتحانات الجامعية التي شكلت له ضغطا كبيرا خلال الفترة الماضية، معتبرا أن خيارات دبي هي الأفضل لولا غلاء الأسعار وعدم توافر حجوزات الفنادق بسبب الضغط عليها من السياح ونظرا لقرب الإمارات من المملكة سواء عن طريق الجو أو البر فهي الأقرب مسافة رغم الغلاء. بدورها قالت غنيمة سعد، وهي أم لثلاثة أولاد اصطحبتهم لقضاء الإجازة في دبي، أنها تفضل السفر مع عائلتها إلى مدن خليجية نظرا لشعورها بالأمان أكثر من أية مدن أخرى، قد تشهد في الوقت الحالي مظاهر من الاعتصامات والاحتجاجات أو انعكاسات للحالة السياسية المتوترة إقليميا. مناسبات مختلفة تجعل دبي مفضلة للسعوديين وأضافت بأنها تعمل مديرة في إحدى المراكز التعليمية، وتحرص في كل عام على قضاء فترة الإجازة لها وللأولاد خارج المملكة، من أجل الترفيه عنهم بعد فترة الدارسة التي تشهد حرصا كبيرا منهم على المواظبة والقيام بعمل مضني من أجل تحصيل أعلى الدرجات العلمية المميزة التي تؤهلهم لدخول سوق العمل والمشاركة الفاعلة في خدمة مجتمعهم ووطنهم. وأشار عدد كبير من السياح إلى أن الإتجاه العام لاختيار دبي الوجهة السياحية الأولى هذا العام، جاء بسبب توتر الأوضاع السياسية في المنطقة بشكل جعل من وجهات مثل تركيا ومصر وسوريا ولبنان وحتى بعض الدول مثل تونس خارج قائمة الخارطة السياحية لشركات السياحة والسفر وبالتالي رفعت درجة القلق لدى السواح، الذين يصطحبون عائلاتهم ويرغبون في قضاء فترات قصيرة هادئة في اجواء لا توفرها إلا عواصم قليلة في المنطقة مثل دبي خصوصا هذه الأيام التي تشهد مناخا ربيعيا معتدلا. وأضافوا أن تأخر فترة الصيف في كثير من المدن العربية، بسبب التغيرات المناخية الأخيرة التي تمثلت بطقس شديد البرودة وأمطار غزيرة، منح لدبي ميزة إضافية تمثلت ببقاء أجوائها من الأفضل على مستوى المنطقة، إذ تتميز الفترة الحالية بجو ربيعي تشهده مدن الإمارات جميعها، منح ميزة أكملت عقد الأسباب المتزايدة لجعل دبي الوجهة الأولى بلا منازع خلال فترة العطلة الدراسة الحالية، وخلال فترة الصيف المقبلة. وعلى الجانب الآخر، ذكر عدد من السياح أن الزحام، وعدم ترتيبهم للحجوزات والسفر من الرياض، مسبقا، سبب لهم ربكة في البحث عن الفندق الملائم، إذ أن معظم الحجوزات تكون متوافرة ليومين أو ثلاثة، ما يصعب الأمر أمام الذين يصلون إلى دبي ويبحثون عن حجز فندقي سريع لفترات تمتد لأكثر من أسبوع، محذرا من خطورة هذا الخيار الذي سيجعلهم أمام مهمة صعبة في البحث عن فندق أو دفع أسعار عالية بسبب الاضطرار للسكن. من ناحيته قال علي سالم، وهو محاسب في إحدى الشركات، إنه ينصح بالاعتماد على الحجوزات عبر الإنترنت قبل المجئ إلى دبي بفترة أسبوع أو أسبوعين، بحيث تتوافر خيارات أكثر مرونة وأكثر ملائمة لمختلف شرائح السياح، الذين يرغبون بوضع خطط سريعة لرحلتهم دون الاستعانة بمكاتب السياحة التي توفر خيارات محددة احيانا تكون بناء على خططها وخطط شركائها من الفنادق والمنتجعات التي قد لا تناسب الذوق السعودي بالضرورة. من ناحيتهم قال مديرو مبيعات لشركات سياحية وفنادق، أن نسبة النزلاء السعوديين في فنادق دبي والشقق الفندقية فيها، وصلت إلى نسبة 70 % خلال فترة الأسبوعين الماضي والحالي، التي تتزامن مع عطلة المدارس في المملكة والتي تبدأ من 16 يناير الجاري ومهرجان دبي للتسوق الذي يستمر حتى 2 فبراير المقبل والذي اطلق فعاليته تزامنا مع قدوم السياح السعوديين. وقالوا في لقاءات متفرقة ل"الرياض"، أن الإقبال من العوائل شكل النسبة الأكبر هذه السنة بسبب العطلة الدراسية، إلى جانب تميز دبي بوصفها الوجهة الأكثر ملائمة لهذه العطلة التي تمتد لأسبوعين، نظرا لقربها مقارنة بوجهات أوروبية أخرى تشهد طقسا شديد البرودة خلال هذه الفترة من السنة. وقالت شيماء خالد مسؤولة المبيعات في أحد فنادق الخمس نجوم في دبي، إن الفندق الذي تعمل به لم يشهد من قبل هذه النسبة المرتفعة من النزلاء السعوديين الذين وصلوا إلى نسبة تراوحت بين 50 و65 في المئة، لفترات قصيرة تتراوح بين يومين وأسبوع بحد اقصى، موضحا أن موسم السياحة الحالي هو للتسوق اكثر من أي شي آخر ولذلك نلحظ الحجوزات ذات الفترة القصيرة. وتحدثت إحصاءات رسمية عن وجود نحو 200 ألف سعودي خلال الأيام الأولى للعطلة الدراسية، قاموا بحجوزات للتوجه إلى دبي عبر مكاتب السفر في السعودية، في حين تقول مصادر من الفنادق أن العدد تضاعف خلال الأيام الحالية الى 400 ألف سائح سعودي بتقديرات غير رسمية، مؤكدين أن سعر الغرفة الواحدة في فنادق الخمسة نجوم تراوح ما بين 600 ريال إلى 1300 ريال، بالنسبة للحجوزات المتوسطة في حين تتباين الأسعار للشقق الفندقية البعيدة عن مراكز التسوق لتصل في حدها الادني الى 480 ريال لليلة الواحدة، وقد تصل إلى عشرات الاف في المنتجعات الفارهة. وأعلنت فنادق في منطقة جبل علي، أن نسبة النزلاء السعوديين بلغت 64 %، في حين قالت فنادق أخرى في منطقتي المركز المالي وبرج خليفة، أن نسبة السعوديين لامست 70 % من مجموع النزلاء من دول مجلس التعاون الخليجي حيث يمثل النزلاء السعوديين غالبية المقيمين. وتساهم عدة عوامل في استقطاب السائح السعودي الى دبي، أهمها التنوع في خيارات الإقامة التي تناسب العائلات السعودية إضافة إلى المواقع المتميزة مثل القرية العالمية ومنطقة دبي مارينا وتحديدا في طريق الممشى السياحي الواقع قبالة الشاطىء البحري وما يشتهر به من معالم سياحية جاذبة بما فيها المحلات تجارية وبوتيكات التسوق والمقاهي والمطاعم. 29% زيادة عدد السعوديين وبحسب بيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، تصدرت المملكة قائمة أسواق المنطقة المصدرة للزوار الوافدين إلى دبي حيث ارتفع عددهم في 2012 بنسبة 29 % إلى 1,128,757 زائرا مقارنة ب 872,152 زائرا في 2011، ودخلت المملكة ضمن قائمة أكبر خمس وجهات تصديرا للمسافرين الوافدين إلى الإمارات في شهر يونيو 2013، في الوقت الذي شهدت فيه حركة المسافرين إلى مطار دبي نموا بنسبة 17.5% إلى 5.54 مليون مسافر مقارنة بنفس الفترة من 2012. بدوره أبدى خالد السعدي، وهو مدير لشركة سياحة في دبي، إعجابه بمستوى المعرفة الجيدة المتوافرة لدى السائح السعودي، عن الخيارات المتاحة في دبي، بسبب قرب المسافة وتقارب سعر صرف العملة، ما يسهل من مهمة مكاتب السياحة في الترويج لمنتجاتهم، للسياح الذين يفدون كل سنة أو اثناء فترات الاجازات والعطل. وذكر أن هناك عوامل متعددة تجعل دبي وجهة مفضلة لأي سائح من منطقة الشرق الأوسط، أبرزها عامل توفر القيمة المجزية مقابل المال المدفوع الذي يدعم نجاح، الخطط التسويقية والترويجية لدبي، من خلال ابتكار منتجات وعروض مناسبة لهؤلاء الزوار والعمل على تعزيز سمعة خدماتهم السياحية والفندقية ولعل أبرز شاهد على مثل هذه المبادرات مهرجان دبي للتسوق، الذي تبرز من خلاله الشركات كل ما لديها من جديد وتقدم خصومات معقولة في فترة محددة من الوقت. وأفاد بارتفاع مدة إقامة الزوار السعوديين في المتوسط من أربع إلى خمس ليال خلال الأشهر الستة الأولى من العام، بحسب احصاءات اعلنتها فنادق منطقة جبل علي التي تعد منطقة استثمارية وسياحية جديدة تشهد تزايدا ملحوظا في الاقبال عليها. وقال سعد علي، المدير في أحد فروع شركات الصرافة الإماراتية، أن نسبة التحويلات النقدية الكاش بالريال السعودي ارتفعت الى الضعف خلال الأسبوعين الماضي والحالي، مؤكدا إقبال الكثير من السياح على استخدام الكاش رغم توافر خيارات بطاقات الصرف الآلي بشكل واسع في المحلات والمولات في دبي. ودعا الزائرين والسياح، إلى تكثيف استخدام بطاقات الائتمان، التي يمكن السحب منها بدون تحمل تكاليف باهضة، إلى جانب إستخدام منتجات الحوالات المعتمدة دوليا من أجل ضمان وصول المبالغ وعدم الوقوع في فخ التلاعب بأسعار العملات مستغربا من أن عدد كبير من السياح لم يزل يعتمد على حمل الكاش معه أثناء السفر وفي ذلك مخاطرة كبيرة في حال تعرضت النقود للضياع أو التلف أو السرقة.