هناك العديد من المشاهد الرائعة في تراث جازان القديم والتي انقرضت في هذه الايام ورحلت مع الاباء والاجداد ولتسليط الضوء على بعض هذه المشاهد نأخذكم هنا في رحلة مع نوع من الشعر او الاهازيج التي كانت شائعة ومنتشرة في اوساط النساء وهو مايعرف بأسم ( الهويَة او الدرهة) وهي نوع من الاشعار التي كانت تقولها النساء للابناء الصغار قديما اذا وضع في ( الهندول) الذي كان عبارة عن قطعة من القماش تربط على طرفي السرير من اجل تنويم الاطفال بداخلها ولايتقن هذا النوع من الاشعار سوى مجموعة قليلة من النساء وهي ذات كلمات جميلة جدا وبليغة للغاية وبعضها اشعار موزونة ومقفاة وللكثير من هذه الاهازيج قصص واقعية من الحياة الخاصة وهناك اشعار تقال للابناء الذكور واخرى للبنات ولكن اكثرها واجملها هي التي تقال للبنات لان الام تتحاور مع البنت اكثر من تحاورها مع الولد وهذا الحوار طبعا يأخذ صيغة البدع والرد على لسان الام وكثيرا ماشاهدنا النساء يتبارين في اتقان تلك الاهازيج ويتفاخرن بانتقاء الكلمات والعبارات التي تعبر احيانا عن الحب واخرى عن الشجاعة والكرم والمروءة وغير ذلك. وسنستعرض في وقفات هذا النوع من الاهازيج التي انقرضت في ايامنا هذه واصبحت ذكرى من الماضي ومن هذه الاهازيج اهزوجة كانت الأم تصدرها عند وضع الابن في ( الهندول ) وهي عامة وتقال للاولاد والبنات : يا هوه يا هواني يا هوه يا هواني يا هوه يا هواني هوهه هوهه هوهه بسم الله الرحمن يا الله بنوم هاني يدب في الاجفاني دب الغنم سفياني دبت نهار الجمعة والناس بيوم ثاني اهازيج تقال للاولاد الذكور وانا فدى يا سيدي نهار طهارك عيدي ونذبح النجادى ونطحن العقودي ويحضرون اجدادك اهل الصدور السودي ويحضرون اخوالك اهل الكرم والجودي ونلحظ في هذه الاهزوجة ان الام تخاطب ابنها وتقول له بانه عندما يكبر ويحين موعد طهاره فإن ذلك اليوم هو عيد بالنسبة للأم وكذلك تفاخر الام بأخوال الولد وهم اخوانها طبعا.. اهازيج تقال للبنات : وانا فدى ام الهاني ام الدلال الحاني ميل على الاعكاني وانا فدى البنية ويا عسل بنحيه حالي ولو كان شويه وهنا طبعا الام تصف جمال ابنتها ودلالها وتشبه ذلك بالعسل وانا فدا البنية ياباكية عليه بنتي عسل مصفي كنها قطعة ذهبية