قال الدكتور مصطفى عبدالعزيز السفير المصري السابق في دمشق إن ما تمخض عنه خطاب وليد المعلم وزير الخارجية السوري في الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر «جنيف2» يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن بشار الأسد لازال يماطل ويغالي في شروطه ولكن من خلال معرفتي بفكر بشار بانه سيقبل في اللحظة الأخيرة بالحدود الوسطى بإجراء انتخابات رئاسية ووضع دستور جديد وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى خلخلة نظامه. وأضاف عبدالعزيز في تصريح ل»الرياض»بأن النظام والمعارضة وصلا إلى أقصى درجات الإنهاك السياسي والمعنوي وصارا يسعيان إلى حل وسط فبشار في حاجة ماسة لمخرج من المأزق الذي أوجد نفسه فيه وقوى المعارضة تواجه ضغوطا مأساوية وكارثية داخلية تجعلها راغبة في تسوية وسطية مبينا أن هناك عوامل كثيرة تجمعت حول الخيار السياسي التفاوضي عبر «جنيف2» وهذا يتطلب تقديم تنازلات من الطرفين. وأكد السفير المصري السابق في دمشق أن الأسد لن يتنازل في المرحلة الأولى لكن ميكانكية التفاوض وخطواتها قد توصلنا إلى نتيجة التنازلات واصرار المعارضة على تنحي الأسد سيجعله يتشبث بالحكم في ظل صعوبة اسقاطه بطريقة عسكرية مشيرا بأن دخول النظام السوري «لجنيف2» يعني أنه دخل إلى مرحلة تفكيك النظام مما يقوده إلى البحث عن حل وسط. وأفاد بأن من يحدد نتائج المفاوضات على الطاولة هو علاقات القوى الميدانية بين فصائل المعارضة والنظام السوري التي أصبحت تميل لصالح النظام لأسباب خارجية وداخلية لا سيما بعد الموقف الامريكي والغربي المتراجع في دعم المعارضة بصفة عامة إن كان ذلك بدرجات متفاوتة إضافة إلى ضعف الهيكل التنظيمي للمعارضة السورية والتنافس والصراع في صفوف المعارضة التي بدأت المعركة بين فصائلها المتشددة والمعتدلة مع عدم وجود تصور لهذه الفصائل لمرحلة ما بعد الأسد بل أنها لم تقدم البديل الأفضل في المناطق التي تسيطر عليها فقدمت صورة مشوهة للمناطق التي أخذتها من الأسد وقامت بإجراءات متعسفة ومستبدة ذكرت الناس بمرحلة الأسد.