الاعتماد عليهم مغيب.. معلمو التربية البدنية ركيزة العمل الرياضي مهمشة في وسطنا الرياضي شخصية رياضية مهمة في عداد الموتى تعاني، إذ إن معظم أندية الدوري السعودي الممتاز (دوري جميل) تعاني من شح في المواهب والقدرات المتمكنة في كرة القدم والقادرة على أداء عطاء جيد متقن لمهارات اللعبة وتحديدا الأساسية منها التي تجعل من اللاعب فاعلا وإيجابيا، وهو ما جعل الإدارات الفنية لتلك الأندية تجري استقطابات بتعاقدات بكلفة مالية باهظة مع لاعبين بكفاءات مهارية تضمن تسيير دفة الفريق فنيا الأمر الذي أرهق خزائن الأندية. ومن الإجراءات التي ينبغي العمل عليها لحل هذا الإشكال المعضلة المزعجة في عالم كرة القدم لدينا هو العمل على النشء وإعطائه أهمية واهتمام كبيرين وتوفير سبل النجاح بمعطيات رئيسه تسهم في نتاج نوعي عال، وذلك من خلال بيئة عمل مثالية (ملاعب ووسائل نقل والوقت ...) وكفاءة بشرية مؤهلة (طاقم فني وإداري وطبي) وبذلك سيكون المخرج رائعاً (لاعبين مميزين) ويسهم في تقليص مصروفات النادي المالية بل يرفع مداخيل النادي بالاستثمار في تلك المخرجات. ومن المجالات الغنية بالخامات الرياضية بمعدلات عمرية صغيرة (الأشبال) مجال التعليم العام، فهو باب آخر لوسط يزخر بعدد كبير من الطلاب المهتمين بلعبة كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية، القطاع الذي يجب أن يلقى اهتماما بالغا وبدعم معنوي ومادي لتشجيع هؤلاء الطلاب على ممارسة الرياضة. ولا يختلف أحداً من متابعي الرياضة على أهمية النشاطات والمسابقات الرياضية المدرسية والدور الذي تلعبه تلك النشاطات في إبراز عدد من الرياضيين وتقديمهم للمؤسسات الرياضية أندية واتحادات لإتمام مسيرتهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم وتعد ثانوية اليمامة في الرياض خير دليل على نتاج العمل الرياضي المدرسي. فقد برز مجموعة رياضيين في ألعابهم ومنهم من أصبح نجماً مميزاً في مجال لعبته، وما كان هذا ليكن بعد توفيق الله إلا بمن هم ركيزة النشاط الرياضي المدرسي و وقوده الرئيس معلمي التربية البدنية الفئة المهمشة والمغيبة عن الوسط الرياضي المليء بالدخلاء على عالم الرياضة. فأين تواجدهم ومشاركاتهم في الوسط ومساهماتهم في الاتحادات الرياضية المختلفة فهؤلاء المعلمون مؤهلون أكاديمياً وتخصصوا في المجال بعلوم الرياضة والعلوم ذات الصلة، فهم قادرون على تقديم ما يفيد رياضتنا ويعيد لها توهجها. كما أن معلمي التربية البدنية يشرفون بشكل يومي على النشء والمواهب الرياضية في مدارس التعليم العام (الخطوة الأولى في ممارسة الألعاب الرياضية) والعديد منهم يمتلكون الخبرة والحنكة الفنية في الرياضة لصقل الأشبال وتوجيههم تربويا وفنيا إلى ما يتناسب وإمكاناتهم وقدراتهم البدنية. فلابد من الاهتمام بهذه الفئة وإقامة الدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة لرفع كفاءاتهم وزيادة وعيهم مهنيا بالتنسيق بين وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب والعمل على إنشاء وتشكيل اتحاد لمعلمي التربية البدنية أو تأسيس جمعية عمومية لهم على أقل تقدير. ويجب على الأندية الرياضية فتح باب التواصل لهم والأخذ بأيديهم والثقة بآرائهم والاستفادة من خبراتهم وإعطائهم فرص العمل لتقديم امكاناتهم ونتاجهم. فمتى أقرأ أو أسمع عن اجتماع لمعلمي التربية البدنية بمجلس إدارتهم أو في جمعيتهم العمومية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب، فأستاذ الرياضة شخصية رياضية مهمة في المجال الرياضي إلا أنها في عداد الموتى.