لا شك أن مقارنة بسيطة بين عدد المسلسلات العربية المعروضة على قنوات إم بي سي وعدد المسلسلات التركية المعروضة عليها تكشف تقارباً كبيراً في العدد. المفجع أن المسلسلات العربية (خليجية ومصرية وسورية) تتنافس مع مسلسلات منتجة من دولة واحدة فقط. كيف يمكن أن تكون المسلسلات العربية أكثر بمسلسل أو مسلسلين من المسلسلات التركية؟ المسلسلات التركية صامدة منذ فترة في أن تكون المسلسلات الأكثر رواجاً على مستوى المشاهدة. ربما بدأت موجة الانحسار مع دخول المسلسلات الكورية مجال المنافسة والعودة أيضاً للمسلسلات المكسيكية. لكن يظل هناك سؤال المهم: لماذا وكيف؟ كيف لا تنجح المسلسلات العربية في المنافسة؟ صحيح أن هناك مسلسلات تركية تستحق المشاهدة ولها قيمة معينة، فمثلا مسلسل مثل حريم السلطان هو أضخم انتاج تركي تلفزيوني. وقد يكون هذا مبررا كافيا لعرضه، لكن أن تعرض النسخة التركية مثلا من المسلسل الأمريكي ربات بيوت يائسات بعنوان نساء حائرات فلا مبرر لذلك إطلاقاً. لا شك أن ما ساهم في نجاح المسلسلات التركية هو جودة الدبلجة السورية وهذا أمر يحسب للعاملين على هذه الدبلجة أيضاً. ولا شك أيضاً أن التعرف على مسلسلات جيدة من إنتاج آخر أياً كان، هو أمر إيجابي، طالما أن العمل له قيمة فنية تجعله يستحق العرض، ولكن أن يكون هناك عرض كبير لمسلسلات تركية بغض النظر عن قيمتها الفنية وبشكل كبير، فهو أمر مثير للتساؤل وللتعجب: كيف ولماذا تحتل دولة واحدة هذه المرتبة في المشاهدة؟ الأكثر غرابة أيضاً أنها ليست دولة ذات إنتاج فني ضخم لتتحمل إنتاج مسلسلات كثيرة ذات قيمة فنية عالية. نحن لا نعلم شيئاً عن الإنتاج التلفزيوني لدول المغرب العربي. وإذا كانت اللهجة عائقا فلتترجم أو تدبلج بدلاً من الغزو التلفزيوني التركي حتى تخلق نوعاً من التنوع ولإمكانية اختيار الأفضل من إنتاج كل دولة. لا يعقل أن يكون معظم المسلسلات المدبلجة من دولة واحدة ولا يجب أن يقترب عدد المدبلج بالمنتج في الدول العربية. إذا كان هناك قلة في الإنتاج العربي فالقناة تتحمل جزءا من هذا، وإذا كان هناك رغبة في التنويع فليكن التنويع شامل اً للمدبلج أيضا وحتى يكون المعيار الأول والأهم هو المستوى الفني وليس ملء ساعات بث فحسب.