أبدت منسوبات المراكز الصحية في المنطقة الشرقية شكواهن من نظام الدوام الجديد الذي اقر حديثاً وسيطبق مع بداية العام الهجري. وهذا النظام يلغي نظام الدوام السابق (الفترتين) ويلزمهن بالدوام الواحد (من الساعة الثامنة الى الساعة الخامسة). تقول ل «الرياض» عنهن الممرضة اسماء الصنات: «ان هناك معاناة كبيرة ستلحق بنا وبأسرنا اذا ما طبقنا فعلاً هذا الدوام المتواصل الطويل». وتضيف: نعمل جهدنا لتحقيق الخدمة الافضل للمواطن لكن أين أسرنا من هذه الرعاية؟ ان تطبيق هذا الدوام يأخذ كل ساعات النهار فلا يتبقى لأسرنا إلا القليل منه، فكيف نأتي الى بيوتنا عند المغرب تقريباً ونحن امهات لدينا اطفال يحتاجون الينا كأمهات في فترة الظهر؟. وتضيف اسماء كيف لنا ان نعد لهم الطعام ولأزواجنا، وكيف سنرعاهم ونتابع دراستهم ومتطلباتهم ونحن لا نراهم إلا قرب العشاء. بهذا النظام سنضع اولادنا رهينة بيد العمالة المنزلية وهذا ما نخشى توابعه. وتذكر الممرضة اسماء ان الدوام السابق على فترتين رغم ما له من معاناة.. الا انه على الاقل كان يعطيهن في فترة الظهر حوالي ثلاث ساعات يمارسن فيها دورهن كأمهات مسؤولات عن بيت واسرة واطفال، قبل ان يعاودن عملهن بالفترة الثانية. وتضيف قائلة ان عملنا بالمراكز الصحية في فترة الظهر يصبح غير ذي قيمة لأن المواطن في هذه الفترة لا يأتي للعلاج فيها إلا في الحالات الطارئة لانه وقت خروج الطلاب من مدارسهم والموظفين من اعمالهم، ثم ان المراكز الصحية غير مهيأة بالادوية ولا بالكوادر المتخصصة لمثل هذه الاحتياجات فكل ما لدينا في مركزنا مثلاً هو طبيبة عامة تباشر كل الحالات التي تأتي مع اختلاف انواعها وهناك سبع ممرضات، ولدينا قسم اسنان حديث، والادوية الموجودة عبارة عن مضادات وادوية زكام وربو فليس لدينا اسعافات اولية لحالات الكسور والحوادث وغيرها فلماذا نبقى في المركز كل هذا الوقت الطويل. وتناشد الممرضات المسؤولين عبر «الرياض» ان يجعلوا الدوام الى الثالثة ظهرا او ان يتركوا نظام الفترتين قائماً كما هو (وهن مستعدات للتنازل عن بدل النقل المسائي في هذه الحالة) رحمة بهن وبعائلاتهن لأن عملهن وزواجهن الآن قائم على المحك، وفي هذا تنفير للمرأة من الدخول في عالم التمريض في الوقت الذي يحتاج فيه مجتمعنا الى ترغيب النساء بالدخول الى هذا المجال الضروري والهام للمجتمع مع العلم ان في مدينة الدمام وحدها حوالي 22 مركزاً صحياً!