تسود حال من «الترقب» بين آلاف العاملين في نحو 170 مركزاً للرعاية الصحية الأولية في المنطقة الشرقية، خوفاً من إقرار مقترح مجلس المنطقة، بإعادة دوام الفترتين إلى مراكزهم، بعد سنوات من اعتماد دوام الفترة الواحدة. وأبدى موظفو المراكز الصحية، قلقهم من إعادة الدوام إلى سابق عهده لأن ذلك يعيدهم إلى «الشتات»، ويهدد استقرارهم الأسري، بحسب قولهم. وقالت الممرضة في أحد المراكز الصحية أحلام حسن: «تم تطبيق قرار الفترة الواحدة قبل نحو خمس سنوات، بعد ان كان الدوام الرسمي من السابعة والنصف صباحاً، إلى ال12 ظهراً، ومن الثالثة والنصف مساءً، إلى السابعة مساءً»، مبينة ان هذه الدوام شكل «عائقاً كبيراً، وتحديداً للمتزوجات والمرتبطات في أسر وأطفال، فحال عودتنا إلى المنزل يكون قد حان موعد نوم الأطفال، لارتباطهم في المدارس. وكان معظمنا يعتمد على الدروس الخصوصية، أو إحدى القريبات للمذاكرة للأطفال. إلا أن تعديل الدوام إلى فترة واحدة، بدءاً من السابعة صباحاً إلى الرابعة عصراً، فتح لنا مجالاً كبيراً للاهتمام في الأطفال والمنزل. ولا نتمنى عودة الدوام السابق». وتذكر زميلتها هنادي حسين، أنه «عندما كان الدوام فترتين تم احتساب لنا إضافي على الراتب، ك «بدل مواصلات». إلا انه تم حذفه بعد تغيير الدوام. ولا يحتسب الإضافي إلا في شهر رمضان فقط»، مستدركة أن «أمر الزيادة لا يعنينا في شيء، فالأهم من ذلك أن نحظى بحياة طبيعية، فالدوام لفترتين في المراكز الصحية شكل لنا عبئاً كبيراً جداً، فهناك ثلاث ساعات فترة الظهيرة التي نقضيها في المنزل، هذا إن لم نحتسب مسافة الطريق من مقر المركز الصحي وإليه». واقترحت في حال إقرار دوام الفترتين «ان تكون هناك موظفات في المراكز الصحية للفترتين، مجموعة في الصباح، وأخرى في المساء، وهذا يساهم في توظيف الخريجين والخريجات العاطلين عن العمل». ويرى الدكتور خالد يوسف، وهو طبيب في مركز صحي، ان دوام الفترتين بحاجة إلى «إعادة نظر، فالرجل أو المرأة العاملون في المراكز الصحية، يكون شغلهم الشاغل هو الأعمال التي سينجزونها خلال الساعات القليلة التي يعودون فيها إلى المنزل فترة الظهر. لأن العودة إلى المركز مساءً تنهكنا، ونكتفي بتناول وجبة العشاء والنوم، لنبدأ يوماً جديداً وفق النمط ذاته». وتمنى من وزارة الصحة «إعادة النظر في طرح الأمر، فقد شكل لنا هاجساً وكابوساً. وننتظر الآن وصول القرار الذي يهدد حياتنا». وتشير الطبيبة هناء محسن، إلى أهمية إيجاد محفزات لتقبل مسألة دوام الفترتين، ومنها «أن تكون الإجازة الأسبوعية ليومين، أو يكون العمل بالتبادل، فيما بين الكوادر الطبية العاملة في المراكز، سواءً الممرضات أو الأطباء، أو الصيدلة أو العاملين في المختبر»، مؤكدة ان «العمل في المراكز الصحية حلم أي خريج طب أو تمريض ومختبر، نظراً لعدم الارتباط في أوقات دوام مختلفة، أو العمل حتى نهاية اليوم»، مستدركة أنه «في حال عودة الدوام كالسابق، يكون العمل في المراكز الصحية أسوأ من العمل في المستشفيات، فنكون ملتزمين بالعمل من ساعات الصباح الأولى إلى السابعة مساءً»، مستغربة من طرح موضوع دوام المراكز الصحية، «على رغم أن المراكز الصحية تقوم بعملها على أكمل وجه، وتوكل إليها الأمور البسيطة في الكشف والعلاج، وتحويل الحالات الحرجة إلى المستشفيات، التي فعلاً تتوجه إليها من دون المرور في المراكز الصحية». بدوره، أكد الناطق الإعلامي في المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية سامي السليمان، في تصريح ل «الحياة»، ان «مسألة إعادة الدوام الرسمي في المراكز الصحية بنظام الفترتين، تم طرحه في مجلس المنطقة كمقترح فقط، يتم رفعه إلى وزارة الصحة، وهي الجهة المخولة بإقراره أو رفضه»، مضيفاً «لم يصلنا إلى الآن أي قرار أو تعميم بالقبول أو الرفض». أما عن سبب المقترح، فقال: «ربما يعود إلى تخفيف الضغط على المستشفيات».