قد بدأ التنظيم للشرطة في عهد الخليفة الراشد (عمر بن الخطاب رضي الله عنه) فقد أنشأ القوانين المنظمة للدولة الإسلامية وهي مستمدة من روح الإسلام فمنها (العسس) وكان دورهم الحقيقي يبدأ بعد ان ينام الناس فكانوا يطوفون بالأزقة يتفقدون أحوال الناس ويسهرون على راحتهم وكان مفهوم الشرطة آنذاك يعني كل شيء يؤدي إلى راحة المسلمين وأمنهم. فإذا وجدوا نارا موقدة في غير أوقاتها طرقوا الباب خشية الحريق لان من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم، ان تطفأ النار قبل النوم وقال انها عدو لكم. وهو ما يعني في عصرنا هذا الدفاع المدني وإنما كانت مجملة في كلمة واحدة هي الشرطة، وحدث ان كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقد الرعية في الليل ومعه الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنهما اذ سمع بكاء صغار وأمهم توقد النار على قدر توهمهم بأن به طعاما وإذا بالقدر فيه ماء حتى نام الصغار فعرف عمر ذلك وذهب إلى بيت مال المسلمين واحضر كيسا من الدقيق وحمله على ظهره وفي الطريق إلى المرأة قال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يرافقه: دعني احمل عنك الكيس يا أمير المؤمنين فالتفت اليه عمر وقال لعلي: أتحمل أوزاري عني يوم القيامه ياعلي؟ فبكى عليّ من خوف عمر من الله رضي الله عنهما. ولا يفوتني في هذا المقال عن دور الشرطة في المملكة العربية السعودية على مختلف فروعها لتفقدها أحوال الناس وحل مشاكلهم والسهر على راحتهم وخاصة في ايام الكوارث وسهر ولاة الأمر على ذلك. وبما اني من سكان الرياض والرياض شاسعة المساحة إذ تعادل كثير من الدول في مساحتها وكثرة أحيائها ان أسجل كلمة شكر لمدير شرطتها اللواء سعود الهلال، إذ ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) لا رياءا ولا سمعة إذ ان الرجل يتبع سياسة الباب المفتوح متأسيا بولاة الأمر حفظهم الله، بمتابعته قضايا المواطنين وسماع آرائهم وينزل إلى مستوى قضية اي مواطن مهما كانت بسيطة ويحاول حلها وديا ان استطاع وإلا احالها لجهة الاختصاص، فهو ابن هذا الوطن المعطاء العارف بنفسياتهم وأعرافهم وعاداتهم وصدق الرسول القائل: (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرص في سبيل الله).