يلجأ العديد من المبتعثين أو الدارسين على حسابهم الخاص إلى الاستعانة بالمكاتب التجارية في المملكة أو دول الابتعاث؛ لإيجاد قبول من الجامعة أو معهد اللغة، وتجديد تصريح الدراسة، وتأشيرة الدخول، أو رفع ملفات إلى وزارة التعليم العالي والملحقيات الثقافية حول العالم، وينتج عن ذلك خسائر مالية كبيرة، حيث تأخذ بعض المكاتب التجارية على الطالب حوالي (2500) ريال، من أجل إيجاد قبول في الجامعة، وآخر لمعهد اللغة، لكن لو استعان الطالب بأحد زملائه في الخارج أو بالأندية الطلابية -التي تقدم خدمات مجانية- لما كلّف الأمر حوالي (500) ريال، وهي رسوم مالية تأخذها المعاهد والجامعات فقط، دون أخذ أي ربح على الطالب. يزيد العصيمي أثناء مساعدة أحد الطلبة الجدد وعلى الرغم من كافة التحذيرات التي أطلقتها وزارة التعليم العالي للطلاب حتى لا يقعوا في فخ المكاتب غير المرخصة نظامياً -التي تحضر قبولات في جامعة غير معتمدة أو يوجد بها تكدس-، إلاّ أنّ هناك توجهًا للطلاب والطالبات لاستخراج التأشيرات الدراسية من المكاتب التجارية؛ لأنّهم يرغبون بالحصول عليها في أسرع وقت ممكن، حيث يتم وعدهم بأنّ الأمر لا يتطلب إلاّ إسبوعين أو أكثر، بعد تعبئة البيانات الشخصية وإحضار الأوراق المطلوبة التي تحددها سفارات دول الابتعاث، فيما تقف الأندية الطلابية مع المبتعثين والدارسين على حسابهم الخاص، وتقدم لهم الأفكار والنصائح التي تساعدهم لإنهاء الإجراءات من دون الحاجة للذهاب إلى المكاتب التي تستغل الطلبة وتكبدهم خسائر عالية. مواقع التواصل تساعد الطلاب على كيفية إنهاء الإجراءات عمل تطوعي وذكر "ثامر المالكي" -مرافق لأخته المبتعثة- أنّه زار رئيس النادي السعودي للمعهد الذي يدرس فيه، وأفاده أنّ النادي السعودي يقدم عدداً من الخدمات المجانية التي يتطوع بها الطلبة المبتعثون لخدمة إخوانهم من دون أي مقابل، حيث أفاد من خدمات النادي، من خلال تجديد تصريح الدراسة مع أحد المبتعثين المتطوعين من دون الذهاب إلى المكاتب التجارية التي تأخذ ما يقارب (400) ريال سعودي رسوماً لخدمتها فقط، موضحاً أنّ مكاتب القبول الدراسي يديرها مواطنون ووافدون لهم تجارب سابقة في الدراسة بالخارج، أو ذوو علاقات دولية واسعة في هذا المجال، فيما نشأت بعض المكاتب في المملكة، يعدّ بعضها فروعاً لمجموعات دولية، إذ وجدت سوقاً مربحة، يقصدها الراغبون في التعامل معها؛ بسبب صعوبة تحويل الرسوم الدراسية إلى الجامعات والمعاهد الأجنبية، لكنها لا تضمن إحضار القبول ذي التكلفة العالية أصلاً، إلى جانب عدم توفير السكن الملائم بالقرب من مقر الدراسة. صالح النوشان خدمة مجانية وأكّد "صالح بن عبدالرحمن النوشان" -رئيس النادي السعودي في فكتوريا- على أنّ النادي السعودي يفتخر بوجود طاقم من المبتعثين المتطوعين الذين يخصصون من أوقاتهم لخدمة إخوانهم، من خلال مساعدتهم في شتى المجالات، إبتداءً بايجاد قبول في المعهد، واستقبال المبتعثين حال وصولهم إلى بلد الابتعاث، والمتابعة معهم خطوة بخطوة بإيجاد السكن المناسب، وفتح حساب بنكي، ورفع جميع الملفات المطلوبة لوزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية في كندا، والعديد من الخدمات الأخرى. وأضاف أنّ المتطوعين من المبتعثين لا يتلقون أي مبالغ مادية من أي جهة، لكن هدفهم الرئيس هو مساعدة إخوانهم المبتعثين في بلد الغربة، موضحاً أنّ أغلب المتطوعين في النادي السعودي هم من قدموا إلى كندا بالإستعانة بالمكاتب التجارية التي أخذت منهم مبالغ طائلة لإنهاء اجراءاتهم؛ لأنّهم لم يعلموا بكيفية إنهائها، مبيّناً أنّ المتطوعين من المبتعثين شعروا باستغلال المكاتب التجارية، وأرادوا مساعدة الآخرين حتى لا يقعوا في الفخ نفسه، لافتاً إلى أنّ النادي السعودي في "فكتوريا" يقدم عدداً من الخدمات المجانية للطالب، ويمكن للقادمين الجدد الإفادة منها، من خلال التواصل مع النادي في قنوات التواصل الاجتماعي وكذلك الموقع الرسمي. يزيد العصيمي ولفت "أيمن السدرة" -مبتعث- إلى أنّ على المبتعثين الاستعانة من مكاتب خدمات الطلاب في الجامعة (Students Services Center)، والتي تخدم الطلاب في مجالات متعددة، مثل: تجديد الفيزا، وتصريح الدراسة، وإيجاد تأمين طبي، وكذلك أمور عديدة من دون مقابل؛ لأنّ هذه المكاتب تعمل من أجل مساعدة الطلاب في الجامعات والمعاهد، لكي لا يقع الطالب في فخ أو تجربة سيئة بسبب المكاتب التجارية، إذ قد ينتج عن ذلك استغلال الطالب مادياً؛ مما يعيقه عن إكمال دراسته. وأضاف أنّ الاستعانة بالأصدقاء الدارسين في الدولة نفسها أو الأندية الطلابية التي تقدم خدمات للطلاب أمر مهم، بدلاً من التوجه إلى المكاتب التجارية، حيث أنّ المبتعث أو النادي السعودي سيقدمان نصائح من مجربة، وخيارات متعددة، فيما أنّ المكاتب التجارية ستختار للطالب المعاهد أو الجامعات التي تقدم لها أرباحاً شهرية في حال قدوم الطالب إليها. ثامر المالكي توفير المبالغ واعتبر "إياد الحكيم" -مبتعث- أنّ وسائل التواصل الاجتماعي لها دور فعال في مساعدة المبتعثين في تخليص أمورهم، من خلال القنوات التي يوفرها المبتعثون أنفسهم أو الملحقية الثقافية في بلد الإبتعاث، مثل: كيفية تجديد تصريح الدراسة أو الفيزا، أو فتح ملف مبتعث، أو طالب على حسابه الخاص، وكل ذلك يكون خطوة بخطوة عن طريق شرح فيديو مفصل، مشيراً إلى أنّ معظم الطلبة الذين يلجؤون إلى المكاتب التجارية التي تأخذ منهم مبالغ طائلة لا يجيدون اللغة الإنجليزية، أو يجهلون كيفية التقديم، لذلك يكون خيار مشاهدة أحد الفيديوهات التعليمية من خلال اليوتيوب والتطبيق خطوة بخطوة أمر جيد، يساعد الطالب في توفير مبالغ مالية ويضمن عدم استغلاله من المكاتب التجارية. إياد الحكيم أصدقاء جدد وأكّد "يزيد العصيمي" -مبتعث- على أنّ العمل التطوعي أمر مهم للغاية من أجل مساعدة القادمين الجدد من المبتعثين في إنهاء عدد من الإجراءات، مشيراً إلى أنّ تخصيص ساعات اسبوعية لخدمة المبتعثين لا يشكل أي ضغط على المبتعث نفسه، مبرهناً على ما يؤديه من عمل تطوعي هو وزملاؤه الآخرون، معتبراً أنّ ذلك يدل على اتحاد أبناء المملكة في الخارج، وعملهم كيد واحدة، من أجل ضمان عدم استغلال اخوانهم؛ مما يساعد على التواصل مع أبناء المملكة من مختلف المدن والقرى، والتعرف على أصدقاء جدد. أيمن السدرة وأضاف أنّ العديد من المكاتب التجارية تتسابق لجذب الراغبين في الدراسة بالخارج بإغراءات مختلفة، من بينها سهولة الحصول على قبول دراسي في الجامعات خلال مدة وجيزة، وذلك مقابل رسوم مالية، فيما يتمادى البعض الآخر من هذه المكاتب بتقديم خطابات قبول مزورة للطلاب، وعلى الرغم من التحذيرات الرسمية التي أطلقتها وزارة التعليم العالي، إلاّ أنّ تلك المكاتب تمارس دورها بشكل علني، وتتواصل مع الطلاب المرشحين للابتعاث ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين، وعرض خدماتها لهم، عبر رسائل الايميل أو الاتصال بالجوال.