يعتبر الخليجيون أن الهواتف الذكية هي بمثابة المتنفس الأول الأول لهم، حيث أصبحت الهواتف الذكية الوسيلة المفضلة لهم للتواصل والتفاعل مع الآخرين، في إشارة إلى عودة المواطن الخليجي إلى العزلة الاجتماعية أكثر من أي وقت مضى. حيث كشفت دراسة عن ارتفاع نسبة الانتشار الهواتف الذكية في الخليج أكثر من أي مكان في العالم، حيث بلغت نسبة الانتشار في المملكة 73% وفي الإمارات بنسبة 74%، وأوضحت الدراسة أيضاً عن الارتفاع نسبة عمليات البحث عبر الهواتف الذكية بين المستفيدين إلى 42 % من مجموع عمليات البحث عبر الإنترنت في منطقة الخليج، وفي بعض الدول الخليجية تجاوزت نسبة عمليات البحث من خلال الهواتف الذكية مثيلتها من خلال أجهزة الحواسيب المكتبية. وكانت الدراسة التي أجرتها غوغل قد كشفت عن تغير في طرق التفاعل بين المستفيدين من المقاطع المرئية، إذ ارتفعت نسبة مشاهدة المقاطع المرئية من خلال اليوتيوب وبرنامج الكيك وغيرها من المواقع الإلكترونية التي تقدم هذه الخدمات لتصبح دول منطقة الخليج أعلى من الدول الأخر في نسبة المشاهدة. وأشارت دراسة غوغل إلى أنه في المملكة وصلت نسبة عمليات البحث من خلال الهواتف الذكية وصلت إلى 45% من إجمالي عمليات البحث في الإنترنت التي تنفذ من داخل المملكة، كما وصلت نسبة مشاهدة الفيديو فيها عبر الهواتف الذكية إلى 50% من نسبة المشاهدة الصادرة من المملكة، أما الإمارات فكانت نسبة المشاهدة فيها للمقاطع المرئية من خلال الهواتف الذكية 40%، في حين أن نسبة مشاهدة الفيديو عبر الهواتف الذكية عالمياً هي 25%. وتشير الدراسة إلى أن مستخدمي الهواتف الذكية في منطقة الخليج العربي يعتبرون الهواتف الذكية بمثابة مساعد أو سكرتير شخصي لهم، وهذا ما يفسر نسبة الاستخدام العالية، وأيضاً يستطيع الخليجون من خلال الهواتف الذكية التعبير بصراحة بدون أن تؤثر البيئة المحيطة عليهم، حيث تساعدهم الهواتف الذكية على التواصل مع الطرف الآخر بدون الاهتمام بنظرة المجتمع التي ترى إلى أن بعض العلاقات أو طرق التواصل غير مقبولة فيه، أيضاً يستخدم الخليجيون الهواتف الذكية من أجل الحصول على تحديثات الأخبار والتعرف على الجديد أثناء التنقل من مكان لآخر. وتشير الدراسة إلى أن اللغة العربية هي اللغة التي يستخدمها الخليجيون في البحث بشكل أساسي، ويعد زيادة المحتوى العربي في الإنترنت بشكل جيد خلال السنوات الأخيرة أحد أهم العوامل التي ساهمت في زيادة استخدام الخليجيين للإنترنت. وأشارت غوغل إلى أن استخدام الهواتف الذكية يعد المفضل في استخدام الإنترنت لدى المسافرين من سكان المنطقة، حيث يستخدمون الهواتف الذكية من أجل الترفيه والعمل، ويعتمدون عليها بشكل كبير في توثيق مكان تواجدهم من خلال التصوير أو تسجيل المقاطع المرئية، وأيضاً للبحث عن الأماكن مثل المطاعم والأماكن المشهورة وتحديد الوجهة للوصول إليها، علاوة على استخدام الهواتف الذكية في أغلب الأحيان للترجمة، حيث أوضحت الدراسة أن 51% من المسافرين في المملكة يستخدمون الهواتف الذكية لغرض الترفيه، 39% في الإمارات لغرض التخطيط للرحلات. وتجدر الإشارة إلى أن الخليجيين لا ينفكون عن استخدام الهواتف الذكية للوصول إلى الشبكات الإجتماعية خلال السفر، ومشاركة الأصدقاء بالنشاطات التي يفعلونها. وأختتمت غوغل دراستها باستعراض لمجموعة من التحديات التي قد تواجه مستخدمي الهواتف الذكية في الخليج ومن أبرزها تبادل المعلمات المالية، وعدم تجهيز بعض المواقع بخدمات الشبكات اللاسلكية من أجل الوصول للإنترنت أو أن قوة الشبكة اللاسلكية رديئة جداً ولا تتحمل عددا كبيرا من الأجهزة، وأيضاً عمر البطارية قد يكون سبب رئيس ومؤثر لدى مستخدمي الهواتف الذكية في الخليج.