لا زال البعض ومع احترامي الشديد للأستاذ علي الجميعة والذي نشر مقاله في صفحة الرأي بتاريخ 22/ صفر/ 1435 يمارس اسقاطات وأدلة دينية في مواضيع قد تأتي عكسية على ما ذكر واقصد بذلك عندما أراد كاتب المقال ان يسقط الآية الكريمة: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون)، ويقحمها في موضوع تقليص ساعات العمل الذي تقرر نقاشه عن طريق مجلس الشورى وخفضها الى 40 ساعة عمل اسبوعياً، فالكاتب الكريم أخذها حجة للفلاح والزيادة في العمل والراحة فقط ساعة واحدة، وان انقاص العمل سيتسبب بكارثة اقتصادية للوطن!! وإن أخذنا بها كحجة فسيقول مبطل إن أداء الصلوات الأخرى تأخذ من اليوم على الأقل ساعتين وتشل الحركة الاقتصادية، هذا لو اخذنا مبدأ الكاتب من ناحية رأسمالية، لذا أرى ان استشهاده بالآية الكريمة في غير محله بتاتاً ويجب ان يقاس النفع والضرر من كل قرار. ان ما ذكره الكاتب قد يكون مفيداً ومهماً للتجار فقط، وهذا ما يطمح له أصحاب القطاع الخاص فلو آل الأمر اليهم لجعلوا الموظف يعمل طوال اليوم دون راحة كرجل آلي، وليت الكاتب عرج على الإيجابيات التي ستحدث من تخفيض عدد الساعات، فالهدف هو تقليص 8 ساعات وتلك الساعات تعني الشيء الكثير لمن أعمالهم الى الساعة الخامسة او السادسة مساء ولعلي اذكر بعض ٍمن تلك الفوائد: فمن وجهة نظر(مادية) كما في لب المقال فلا تنسى ان تلك الساعات التي ذكرتها وهي 11530000000 ستخفض من عبء الكهرباء والماء والوقود والطاقة في تلك المصانع والشركات وجميع المواد الاستهلاكية للعمل في تلك الأوقات إذًا هناك أيضا تقليص من الاستهلاك الذي لا يفيد الدولة بل يفيد التاجر حيث إنهم يتمتعون بأسعار رمزية لتلك المواد. اذا كان الموظف حاليا يعمل بمعدل 9 ساعات يوميا وهذا حال جميع من يعملون تحت مظلة نظام العمل والعمل أي من الساعة صباحا 8 وحتى 5 مساء، وفي ظل الطرق والمسافات والازدحام وتمدد المدن وحتى من دون تلك العوائق فمعناه انه لا يستقر في منزله الا بحدود الساعة الخامسة والنصف او السادسة، وفي هذا تضحية بالرقابة الأسرية والتربية والتي ركز عليها ديننا الحنيف وأولاها اهتماما شديدا يفوق كسب الرزق والمال، فالجلوس اكثر مع الأسرة، ومراعاة الأبناء، وزيادة التركيز في تربيتهم سيعود على المجتمع بالنفع من الناحية الاجتماعية والأمنية والأخلاقية والعلمية وينطبق ما ذكرته على المرأة والرجل فالوقت الحالي أصبحت المرأة شريكة للرجل في عمله وتخيل كيف تلك الساعات ستعود بالنفع على الأسرة من خلال المرأة. أيضا تلك الساعات قد تستغل في التواصل الاجتماعي والذي للأسف أصبح قليلا جدا مع سرعة إيقاع الحياة وزحمة المهام فيها فتلك الساعات قد تفيد، لذا أرى ان تقلص الساعات والجدية في نقاشها ومراجعة الفائدة منها سيعود بالنفع للمجتمع بشكل عام ويجب ألا نجعل نظرتنا مادية بحتة فهناك أمور أساسية من خلالها قد تكون طريقاً غير مباشر لزيادة الإنتاج على المدى البعيد وهي تقليص ساعات العمل.