يبدأ مجلس الشورى التصويت على تقليص ساعات العمل من (48) ساعة إلى (40) ساعة، وهذا التصويت له وجهتا نظر بالقبول والرفض، وموضوع ذو صلة بأجندة عمل ودراسات وزارات مهمة مثل الاقتصاد والتخطيط، والمالية، والعمل، إلى جانب من تحمل مسؤولية القرار عن تنمية الاقتصاد الوطني بالجهد والوقت والمال. وأتقدم أنا المواطن المخلص المحدود في علمه وعمله وقوله؛ للتذكير بما أستطيع أن أملكه، من خلال تحليل كمي لمن سيقول (نعم)، ولمن سيقول (لا)، فإليكم التحليل الكمي وهو كما يلي: أولاً: أصل العمل هو 48 ساعة أي بمعنى 6 أيام عدد أيام الأسبوع X 8 ساعات عمل يومي = 48 ساعة عمل/ أسبوع، ولو تم حساب عدد ساعات العمل في السنة فتصبح= 48 ساعة عمل/ أسبوع X 48 اسبوعاً = 2304 ساعة عمل/ سنة، فلو فرضنا أن عدد العمالة يساوي 5 ملايين عامل فيصبح اجمالي عدد ساعات العمل للخمسة ملايين = 5000000 عامل X 2304 ساعة في السنة = 11520000000 ساعة عمل (احد عشر ملياراً وخمس مئة وعشرون مليون ساعة عمل). فلو أخذنا متوسط أجر العامل هو50 ريالاً/ ساعة فيصبح متوسط اجمالي قيمة الأجور 11520000000 ساعة عمل X 50 ريالاً/ ساعة = 5760٫000٫000٫000 ريال خمس مئة وستة وسبعون مليار ريال ولمدة 10 سنوات = 5٫760٫000٫000٫000 خمسة تريليونات وسبع مئة وستون مليار ريال، وهذا الناتج كان نصيب الاقتصاد الوطني في المملكة العربية السعودية إذا استمر العمل 48 ساعة في الأسبوع. ثانياً: إذا قلصت حقوق الوطن وفرط في الجهد والوقت والمال وهو أساس الاقتصاد إلى 40 ساعة في الأسبوع فسوف تكون النتيجة كما يلي: عدد ساعات العمل 40 ساعة أي بمعنى 5 أيام عدد أيام الأسبوع X 8 ساعات عمل يومي = 40 ساعة عمل/ أسبوع، فإذا تم حساب عدد ساعات العمل في السنة فتصبح = 40 ساعة عمل/ أسبوع X أسبوع = 1920 ساعة عمل/ سنة. فلو فرضنا أن عدد العمالة يساوي 5000000 عامل فيصبح اجمالي عدد ساعات العمل للخمسة ملايين = 5000000 عامل X 1920 ساعة في السنة = 9600000000 ساعة عمل (تسع مئة وستون مليار ساعة عمل). فإذا أخذنا متوسط أجر العامل هو 50 ريالاً/ ساعة فيصبح متوسط قيمة الأجور 9600000000 ساعة عمل X 50 ريالاً/ ساعة = 480٫000٫000٫000 ريال أربع مئة وثمانين مليار ريال ولمدة 10 سنوات = 4٫800٫000٫000٫000 أربعة تريليونات وثمان مئة مليار ريال، إذاً الفرق ما بين الناتجين = 5٫760٫000٫000٫000 ريال - 4٫800٫000٫000٫000 = 960٫000٫000٫000 ريال (تسع مئة وستون مليار ريال). إذاً الوطن ستكون خسارته كبيرة حينما يفرط في الوقت والجهد والمال لهذا الرقم الفلكي كل عشر سنوات، فمن أجل أن يتواصل العمل ويحقق شيئا من الأهداف سيضطر القطاع العام والخاص إلى شراء الوقت المسلوب من الوطن مرة ثانية في يوم عمل اضافي ثماني ساعات، والساعة الاضافية تعتبر نظاماً بساعة ونصف في العمل النظامي وسوف يرغم الاقتصاد الوطني بشراء استئجار الوقت المسلوب كما يلي: - الفرق ما بين الناتجين 960٫000٫000٫000 ريال X 1٫5 ساعة = 1٫440٫000٫000٫000 ريال (تريليون وأربع مئة وأربعون مليار ريال يضاف إلى الساعات المسلوبة من الوطن ومقدارها 960٫000٫000٫000 ريال (تسع مئة وستون مليار ريال). - ليصبح الاجمالي 2٫400٫000٫0000٫000 (اثنين تريليون وأربع مئة مليار ريال). إن هذا الرقم الفلكي نتيجة امتصاص القدرة المالية للاقتصاد الوطني وسوف يؤثر عليه سلباً، إلاّ من له علاقة في الميزانية العامة، وهذا أيضاً سوف يؤثر على الميزانية العامة لأن لها دخلا مباشرا وغير مباشر في الدورة المالية، فإذا ذهبنا إلى أبعد في مدة ثلاثين عاماً قادمة (أي ثلاثة عقود) سوف تكون النتيجة كما يلي: 2٫400٫000٫000٫000 ريال X 3 عقود = 7٫200٫000٫000٫000 - سبعة تريليونات ومئتا مليار ريال. وهذا الناتج لو أخذناه لمدة ثلاثة عقود، فلو قسمنا هذا الناتج الفلكي على متوسط قيمة ميزانية الدولة في السنة وهي 800٫000٫000٫000 ريال (ثمان مئة مليار ريال) فيصبح الناتج 9 أي تسعة أضعاف ميزانية الدولة -وفقها الله-. إذاً هذا القياس كان على خمسة ملايين عامل ولمدة ثلاثة عقود، فإذا كان عدد العمال عشرة ملايين عامل فإن هذا الرقم سوف يتضاعف من 7٫200٫000٫000٫000 ريال إلى 14٫400٫000٫000٫000 ريال أربعة عشر تريليونا وأربع مئة مليار ريال. وهذا هو حجم المضار التي سوف تلحق بالوطن مقابل العاطفة وتحول المنتج إلى مستهلك إسرافي للوطن في نفس المدة! أين نحن من قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وهو يحدد ساعة أو أكثر من يوم الجمعة فقط كما قال عز وجل في كتابه الكريم: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) أين نحن من الفلاح والعاطفة تسلبنا دون تفكير؟ إن هذا الرقم التحليلي أخذته من واقع الحال الوطني ومن المتوقع أن يلحق الضر بالحال الوطني، فيجب على كل مخلص أن يذكر بعضنا البعض اتباعاً لقول الحق تبارك وتعالى (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). اللهم إني بلغت اللهم فاشهد، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.