خطت المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث خطوات متقدمة في مجال أبحاث "الجينوم البشري" -الجينات الوراثية- التي تُجرى في معامل ومختبرات مركز الأبحاث خلال العشرة أعوام الماضية، حيث اعتبرت المؤسسة هذا المشروع هدفاً استراتيجياً يمثّل أولوية في مجال البحث العلمي مختبرات «المستشفى التخصصي» نجحت في مسح جيني لأكثر من عشرين ألف عينة التطبيقي، وذلك إيماناً بأهمية هذا التوجه الذي ينتظر أن يقود في المستقبل إلى تحديد الأساليب التشخيصية، والعلاجية، الناجعة في مواجهة الأمراض الصعبة والمزمنة، كأمراض السرطان، والقلب، والأمراض الوراثية، ويدعم ذلك كوادر علمية بشرية على مستوى عالٍ من الكفاءة والتأهيل، تتمثّل في نحو (150) عالم أبحاث وتقنياً يعملون في مشروعات مختلفة في مجال مشروع "الجينوم البشري" بتكلفة تقارب خمسين مليون ريال سنوياً. "الرياض" زارت معامل ومختبرات أبحاث "التخصصي" واستطلعت جوانب المشروع العلمي الرائد، وقرأت المشهد من الداخل لترصد وتتقصى أبعاده ومخرجاته. بيئة محفزة في البداية أوضح "د.قاسم بن عثمان القصبي" -المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث- أنّ المؤسسة تعمل على استراتيجية تكاملية تجمع بين البحث العلمي وتطبيقاته الطبية، من خلال تعاون الكادرين الطبي والبحثي وتكاملهما في نقل البحث العلمي إلى حيز التنفيذ التطبيقي، موضحاً أنّ هذه الخاصية التي يتميّز بها د.القصبي: المركز له سمعة في مجال النشر العلمي واكتشافاته معتمدة دولياً.. ونعتز بثقة «مدينة التقنية» المستشفى تجعله في مصاف المستشفيات الرائدة في استقطاب وتوطين التقنية وتكييفها لتتلائم مع المتطلبات الوطنية، مشدداً على أنّ الُبنية التحتية للمستشفى ومركز الأبحاث بُنية قوية؛ مما يؤهل المؤسسة بكوادرها الطبية والعلمية بتبني أي تقنية جديدة باستقلالية تامة بعيداً عن الاعتمادية، منوهاً بأنّ توافر الكفاءات والقوى البشرية السعودية المؤهلة والمدربة على مستوى رفيع، إضافةً إلى الخبرات الأجنبية المتميّزة تمثّل عاملاً رئيساً في دعم هذا التوجه، إلى جانب بيئة العمل المحفزة على الإنتاج. د.ممدوح البقمي يتابع نتائج التحليل القاعدي لمليارات القواعد النيتروجينية مختبرات نموذجية وأضاف "د.القصبي" أنّ مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يعتز بمشاركاته وعلاقته البحثية، مع كثير من الجهات إقليمياً، ودولياً، وهي علاقة متكافئة مع المراكز البحثية المتطورة يتم من خلالها تبادل الخبرات والمعلومات ونقل المعرفة، معبراً عن فخره وسروره باختيار مستشفى الملك فيصل المستقبل كفيل بتحديد أساليب التشخيص والعلاج لمرضى السرطان، القلب، الأوعية الدموية، الزهايمر التخصصي ومركز الأبحاث من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ليكون مركز التدريب الأساسي لمشروع "الجينوم البشري" السعودي، مبيناً أنّ مختبرات مركز أبحاث "التخصصي" هي المختبرات النموذجية التي سيتم نقل تجربتها للجهات الوطنية المشاركة. وأشار إلى أنّ مركز الأبحاث له سمعة علمية عالية في مجال النشر العلمي، حيث تتميّز الأبحاث المنشورة المتخصصة في مجال "الجينوم" الصادرة من تشخيص (500) حالة حمل سنوياً لاستكشاف (150) مرضاً وراثياً.. وفرق بحثية توثّق 70 جيناً مسبباً المستشفى بالقبول في المجلات العالمية المحكمة ذات المستوى العالي، وهي أبحاث وطنية أُجريت بالكامل داخل مركز الأبحاث، حيث بلغ عدد الأبحاث المنشورة خلال الثلاثة أعوام الماضية أكثر من (200) بحث منشور في مجلات رصينة وذات قيمة علمية مرموقة، معتزاً بالثقة التي وضعتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لجعله شريكاً استراتيجياً في هذا المشروع الوطني، حيث إنّ مركز الأبحاث يتبنى مشروعات تدريبية كثيرة يتم فيها نقل المعرفة وثقافة البحث العلمي، التي نحتاج إلى تأصيلها في مؤسساتنا العلمية. استمرار التطور وأوضح "د.سلطان السديري" -المدير التنفيذي لمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي- أنّ مركز الأبحاث لم يتوقف عن التطور منذ أن بدأ بمعمل صغير لتصنيع النظائر المشعة قبل (30) عاماً، إلى أن أصبح مركزاً بحثياً متكاملاً يضم أقسام مختلفة وتخصصات متنوعة بمكانة عالمية عبر تعاون علمي مع جامعات ومراكز بحثية وطبية عريقة لها مكانتها العالمية، مبيناً أنّ مركز الأبحاث يتمتع د.السديري: 150 عالماً وتقنياً يعملون في مشروعات علمية مختلفة بتكلفة خمسين مليون ريال سنوياً بريادة في مجال أبحاث "الجينوم" منذ أكثر من عشرة أعوام، تم خلالها تطوير المعامل لتضم أحدث التقنيات المطلوبة، كما يمتلك المركز الآن أكثر من (150) عالم أبحاث وتقنياً، يعملون في مشروعات مختلفة في مجال مشروع "الجينوم البشري" بتكلفة تقارب خمسين مليون ريال سنوياً، لافتاً إلى أنّ جزءاً كبيراً من الدعم المادي مقدم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. الزميل محمد الحيدر مع «د.فوزان الكريع» كبير علماء الجينات، ود.محمد الدهمش ود.أنس الأعظمي عالما أبحاث الجينات اكتفاء علمي وقال "د.السديري" إنّ مركز أبحاث "التخصصي" له ريادة في اكتشافات علمية موثقة في مجلات محكمة وذات تقييم علمي عالٍ، مثل: سلسلة مجلة "نيتشر- الطبيعة"، والمجلة الأمريكية للوراثة البشرية، ومجلة الطفرات الوراثية وغيرها، حيث إنّ (60٪) من الأبحاث المنشورة في الخمسة أعوام السابقة هي أبحاث اكتشافيه رائدة في تسجيل مورثات وطفرات جديدة لم تعرف من قبل؛ مما يسجل كإنجاز يتميّز به مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الذي يحتل الصدارة وطنياً كمركز بحثي له إنتاجه العلمي المستقل المعروف عالمياً، مؤكّداً على أنّ هذا التميّز يأتي نتيجة تطبيق استراتيجية توطين التقنية، وتحقيق الاكتفاء العلمي داخل المركز، وعدم الاعتماد على المراكز البحثية خارج المملكة، حيث يتابع المجلس الأعلى للأبحاث في المستشفى والمعترف به عالمياً سير وتطور هذه المشروعات حسب تعليمات وقوانين اللوائح الأخلاقية والعلمية. قدرة استيعابية ولفت "د.السديري" إلى أنّ القدرة الاستيعابية العالية للمعامل المختصة ب"الجينوم" في مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي تعتبر نادرة عالمياً مقارنةً بمراكز الأبحاث المماثلة، حيث تم الانتهاء من المسح الجيني لأكثر من عشرين ألف عينة بشرية، بالإضافة للتحليل القاعدي لمليارات القواعد النيتروجينية؛ مما أهل مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي ليتم اختياره من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كمركز التدريب والشريك الرئيس في مشروع "الجينوم السعودي"، استناداً على توفر البنية الأساسية والأيدي المؤهلة والأنظمة اللوجستية الواضحة. طب شخصي وقال "د.ممدوح البقمي" -نائب المدير التنفيذي لمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي واستشاري أمراض الكلى- إنّ التطور الطبي في العلاج والتشخيص يعتمد على مخرجات البحث العلمي، مشيراً إلى أنه في السنوات الأخيرة ومع تقدم التقنية في مجال أبحاث الوراثة، وبعد إعلان المسودة الأولى للجينوم قبل عقد من الزمان وتأثير ذلك على المجال الطبي، وتحديداً في التشخيص الوراثي؛ يتطلع المجتمع الدولي إلى مستقبل من الطب الشخصي (Personalized Medicine) الذي يعتمد على الإفادة من المعلومات الحيوية للفرد؛ لتوفير خطة علاج خاصة به تلائم طبيعته البيولوجية، موضحاً أنّ المجتمع الطبي العالمي ما يزال يأخذ خطواته الأولى نحو هذا العهد الجديد، إلاّ أننا نطمح إلى أن نخطو مع دول العالم المتقدم في إجراء البحوث المساندة والتي تصب في هذا المفهوم. دراسات مسحية وأضاف "د.البقمي" أنّ مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي أخذ على عاتقه المبادرة في تأصيل الأبحاث في هذا المجال الجديد، حيث انتهت إحدى المجموعات البحثية في مستشفى الملك فيصل التخصصي من الدراسات المسحية الجينية لأكثر من ثلاثة آلاف عينة لمرضى القلب والأوعية الدموية، وذلك في محاولة التعرف على المتغيرات الوراثية الخاصة بالمجتمع، والتي تؤثر على استجابة المرضى لعقاقير معينة سلباً أو إيجاباً، وتم نشر جزء من هذه النتائج في مجلتين علميتين هما: مجلة الجينات البشرية، والمجلة الطبية لأمراض القلب. وأشار إلى أنّ المجموعات البحثية حققت الريادة محلياً في أبحاث متخصصة لدارسة الأنسجة السرطانية، وتأثير بعض المركبات الكيميائية على تطور المرض، لافتاً إلى دراسات معملية لمرض الزهايمر الوراثي والعقاقير المستخدمة للعلاج، مشدداً على أنّ هذه الدراسات العلمية البحتة تؤصل لفكرة الطب الشخصي، مبيّناً أنّ معرفة التركيبة الجينية أو الوراثية للإنسان وربطها بالتشخيص والعلاج والوقاية يشكّل أساسيات لكل خطط العلاج مستقبلاً، وهو ما يمكن الوصول إليه باستخدام معلومات مشروع "الجينوم البشري" السعودي.