في الوقت الذي كانت تحرص فيه الأسر السعودية على تهيئة الأجواء الملائمة لأبنائها استعداداً لبدء اختبارات منتصف العام الدراسي ليلة الأحد الماضي؛ إذا بمدعي التنبؤ بأحوال الطقس يشوشون عليهم بإطلاقهم لعدة تصريحات إعلامية تتوقع هطول أمطار غزيرة على عدة مناطق من بلادنا خلال الأسبوع الجاري. وقد اعتاد المجتمع المحلي على الإطلالات البهية في الصحف الورقية والإلكترونية لهؤلاء وبمسميات تدعو للدهشة كخبير فلكي وخبير في علوم الطقس، منهم الأكاديمي ومنهم من يحمل شهادات غير معترف بها وآخرون يستقون معلوماتهم من الإنترنت، وكلهم يهدفون للبروز الإعلامي على حساب تضليل الناس، والملاحظ للجميع الاختلاف الكبير في توقعاتهم مما يؤدي إلى الإضرار بحياة الآخرين دون وعي. لقد كانت ليلة الأحد الماضي شاهداً على هذا العبث مما جعل عدداً من الطلاب والطالبات يناقشون ذلك في تويتر بعد أن قرروا التخلي عن كتبهم ليشاركوا في هاشتاق يناقش إمكانية تأجيل أول أيام الاختبارات وغلب على جدلهم تباين الآراء، فمنهم المؤيد للتأجيل لعدم ثقته فيما ذاكره ومنهم المتذمر من الفكرة لإحساسهم بإمكانية هدر جهودهم المبذولة سلفاً؛ وخلت أراؤهم من الإشارة إلى أهمية الاستناد في ذلك إلى صدور تصريح واضح من الجهات ذات العلاقة كالتربية أو الإرصاد أو الدفاع المدني. ولأجد مبرراً لتناقل التوقعات الطقسية للخبراء غير الرسميين تصفحت البوابة الإلكترونية للرئاسة العامة للإرصاد وحماية البيئة وعلى الرغم من عدم الانتهاء من تجديدها إلا أنها وللحق تؤدي الغرض حيث وجدت نظامها الآلي للإنذار المبكر تتوقع هطول أمطار متوسطة صبيحة مطلع الأسبوع الجاري في عدة أماكن وفي دائرة التنبيه العادي الذي لا يستدعي أخذ الحذر والحيطة، وقد صدقت توقعاتهم العلمية - بإذن الله- حيث كان الجو غائماً وجميلاً ومحفزاً نفسياً لطلابنا وطالباتنا في أول أيام اختباراتهم، فارحمونا يا خبراء الطقس الوهميين من توقعاتكم. إن هذا اللغط التنبوئي لاشك أنه يزيد مساحات الدهشة والتساؤل عن هؤلاء الذين يعبثون بالناس بين الفينة والأخرى بتضليلهم الفكري حينما أمنوا المساءلة والمنع من الرئاسة العامة للإرصاد وحماية البيئة التي ينتظر منها اتخاذ إجراءات عاجلة تحسم هذا الأمر وبالتالي توحد مصدر أخذ المعلومة الصحيحة لاسيما وأنها الجهة المؤهلة الوحيدة مادياً وبشرياً. *ماذا لو: منعت وزارة الثقافة والإعلام كافة وسائل الإعلام وبخاصة الصحف من إظهار مثل هؤلاء والاكتفاء فقط بنشر تحذيرات الجهة الرسمية كالأرصاد والدفاع المدني، لأن هذه الخطوة ستقطع الطريق على التوقعات الطقسية غير الرسمية والمضللة التي تساهم في نشر الإشاعات المهددة لأمننا الفكري.