بث مسؤولون في الرئاسة العامة للأرصاد ووزراتي التربية والتعليم والتعليم العالي ومديرية الدفاع المدني مخاوفهم من جراء سقوط الأمطار بكثافة خلال الأسبوعين المقبلين اللذين يشهدان حالة استنفار كبيرة في الأوساط الاجتماعية، كونهما يمثلان فترة التحصيل للفصل الدراسي الأول لجميع الطلاب والطالبات؛ ما قد يسهم في تأجيل الاختبارت للمرة الأولى. وأكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أنها لا تستطيع التنبؤ بحالة الطقس في المنقطة الغربية لأسبوعين مقبلين، إلا أن لديها الكثير من المخاوف، مضيفة على لسان نائب مدير الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات أن الفرصة مهيأة لهطول الأمطار خلال الأسبوع الأول من الاختبارات، متمنية ألا تؤثر هذه الأمطار على موسم الاختبارات، وأضاف أنه «ستكون هناك أمطار رعدية على رابغ أملج والوجه وينبع وبعض المحافظات التابعة لمنطقة مكةالمكرمة، إضافة إلى هطول أمطار على جنوب وشرق المملكة من بداية مرتفعات الطائف وستتأثر المنطقة الشرقية والرياض أيضا، فيما ستهطل بمشيئة الله أمطار رعدية على منطقة الحدود الشمالية وتستمر حتى الأربعاء ما بعد المقبل». وأشار إلى أنهم على تواصل مستمر مع الجهات المعنية، ومنها وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي بحيث يرسلون التنبيهات لهم باستمرار عن طريق موقع الرئاسة والتواصل المباشر. واعتبر مدير التعليم في محافظة جدة أن تأجيل الاختبارات في جميع المدارس أو بعضها وارد بشكل كبير «الصلاحيات كاملة موجودة لدى مديري المدارس، وقد أرسلنا إليهم تعليمات صريحة وواضحة مفادها الحرص على سلامة الطلاب التي تعتبر مطلبا أساسيا». وأضاف الثقفي أن النظام يكفل حق الطلاب في عدم الحضور إلى المدارس في حال الأمطار الغزيرة أو وضع الكوارث، وما من شأنه تعريض حياتهم للخطر، مبينا أن الوزارة عملت على لائحة جديدة سيتم تطبيقها في الحالات الطارئة، ومنها عملية التأجيل، بحيث تحدد مواعيد لاحقة للاختبارات، مع تأكيده على قبول بعض الأعذار في الظروف القاهرة وفق النظام. مشيرا إلى أن إدارة التعليم في جدة تتواصل مع الرئاسة العامة للأرصاد لاستطلاع الوضع في حال تسجيل توقعات بهطول الأمطار. من جهة أخرى، بين عميد القبول والتسجيل بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالفتاح مشاط أنه لا مشكلات لديهم مع عملية التأجيل وسيخطر الطلاب والطالبات بالمواعيد اللاحقة للاختبارات، كما حصل السبت الماضي بعد أن اجتمعت لجنة الطوارئ وأقرت تأجيل الاختبارات، موضحا أن الجامعة مستعدة لذلك ولديها خطط للتعامل بواقعية مع الأحداث، كما أن لديها لجنة مخصصة للتعامل مع الحالات الطارئة من ضمنها الأمطار والسيول، وهي تستقبل التوقعات الجوية من المرصد الخاص بالجامعة. وأكد مشاط أن الجامعة ستؤجل الاختبارات وترحلها إلى أيام أخرى إذا احتاج الأمر ذلك، ولجنة الطوارئ بالجامعة هي من تحدد مدى خطورة الوضع على حياة الطلاب والطالبات، فإذا كان الأمر يحتاج إلى تعليق أو تأجيل فسينفذ فورا، وإذا احتاج إلى نقل الطلاب أو الطالبات إلى قاعات أخرى فسيتم العمل على ذلك. وعن تأجيل الاختبارات لظروف استثنائية وقبول أعذار الطلاب والطالبات بسبب الأمطار، بين أن إدارة الاختبارات تتعامل مع هذه الأحداث بعقلانية متناهية، ولم يحدث أنها ألغت اختبارات للطلاب أو الطالبات بسبب الأمطار أو السيول أو أي ظرف استثنائي، بل تؤجل وترحل إلى وقت لاحق، ويضيف أن هناك توجيها من مدير الجامعة بتأجيل الاختبارات إذا لم يستطع الطالب الحضور بسبب ظروف الجو، واختتم حديثه بأن التأجيل سيكون مبنيا على أسباب حقيقية تمنع من أداء الاختبار ولن يكون ذلك من أجل «رشة» مطر خفيفة. وذكر مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة اللواء عادل زمزمي أن الدفاع المدني وزع مطويات تحذيرية في وقت سابق خاصة لطلاب المدارس، حيث وزعت على الطلاب؛ لاتباع الخطوات التي تمنع التجمعات على السيول والمستنقات، وكذلك العديد من النصائح والتعليمات. وأشار إلى أنه في وقت هطول الأمطار سيكون هناك انتشار من فرق الدفاع المدني بالتنسيق مع إدارة تعليم جدة، وعدد من الجهات الرسمية للقيام بكافة الإجراءات التي تؤمن سلامة الطلاب والطالبات. ومن ناحية الطلاب، أكد حسين مجرشي «ثانوي» أن حياته أغلى من كل الشهادات، مضيفا «ليس من المعقول أن أعرض حياتي للخطر من أجل تأدية اختبار مع العلم أن هذه الفترة تعد هما ثقيلا نود التخلص منه في أسرع وقت ممكن، وأعتقد أن المدارس جميعها ستؤجل الاختبارات إذا كانت هناك أمطار غزيرة، فبعد سيول جدة الأخيرة أصبح هناك اهتمام كبير بتقلبات الطقس لتفادي المخاطر والحفاظ على حياة الجميع بما فيهم الطلاب والطالبات». واعتبر سلطان علي «ثانوي» أن هناك فرقا بين تعليق الدراسة وتأجيل الاختبارات «نتمنى أن تعلق الدراسة دوما، لكن في المقابل لا نقبل تأجيل الاختبارات؛ لأنها تحديد المصير، وكل منا يريد تحديد مصيره خاصة من هم في السنة الأخيرة من الثانوية العامة»، متمنيا عدم تأجيل الاختبارات في الظروف الطبيعية؛ لأن ذلك سيكون قرارا خاطئا يؤثر على تحصيل الطلبة ونفسياتهم. وطالب أنيس جهاد طالب الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز للإعلام المرئي والمقروء بالتركيز على حالة الطقس وتقلباته وإبراز ذلك لطمأنة الطلاب والطالبات أولا بأول «أود عدم التعجل من قبل المسؤولين، إلا إذا وصلت الأمور إلى مستوى قد يهدد حياة الطلاب». ويستغرب فيصل محمد «ثانوي» من المطالبين بعدم تأجيل الاختبارات في ظل ظروف الطقس المتقلبة، ويضيف «هناك مدارس تقع في مجرى السيول وأماكن خطيرة، خاصة تلك التي تقع شرق الخط السريع فهي مهددة جميعها باجتياح السيول في أي وقت» متمنيا أن يكون هناك تواصل بين الطلاب والدفاع المدني عن طريق إرسال رسائل قصيرة خاصة في فترة الاختبارات لتجنيبهم المخاطر، مشيرا إلى أن التأجيل أمر جيد قد يبعد الطلاب عن الضغط العصبي ويريحهم نفسيا، ويجعلهم يركزون أفضل في حال تم تحديد مواعيد لاحقة للاختبارات .