"أنوثة مجنونة" هي مجموعة نصوص لرندة صادق، تلامس فيها الكاتبة اللبنانية إيقاع الزمن، وتوصل صوت المرأة، عندما تحب أو تكره أو تغضب أو تعشق الرجل. الكتاب الذي نشرت جل نصوصه في صحف ورقية والكترونية، يسبر بعمق أحاسيس الأنثى، في خيبتها المتتالية من رجل، من خلال قصص حية عايشتها صادق، لنساء واجهن مشاكل في حياتهن بسبب إيمانهن بالحب ووثوقهن بأبطال قصصهن؛ لتصل القصص، إلى لا نهاية "يكتبها الرجل مستعينا بمنطق القدر والنصيب" على حد قول الكاتبة اللبنانية. إذ تضيف، بينةً: "فربما تبين هذه القصص، تحيزا ما للمرأة ولكني اجتهدت لأنقل واقع لامسته وقصص سمعتها من صاحباتها بل ربما قصدني لأعري جرحهن، وأن يكن بتصرف زمني، وأن يطال التفاصيل لكي لا يعرفن عن شخصيتهن الحقيقة". ولأن الكتاب، يراهن على الغوص أكثر في وعي المرأة وهواجسها، اليومية مع الرجل، فإن نصوص "أنوثة مجنونة" بمثابة مادة تتيح للرجل فهماً أعمق للمرأة المكشوفة أمامه عبر نصوص صادق، وهنا تعلق، رندة متسائلةً: " هل تفهم المرأة ما تريد ليستطيع الرجل أن يفهمها؟ ربما بعض الكاتبات تمكن من الولوج الى النفس البشرية ونزع ركام التضليل الفكري عنهن، ليتمكن من قول شيء لهذا الرجل الذي هو عالق بين امرأتين أمه وحبيبته. مؤكدة أن بمكان ما "نعم بدأ الرجل يتحرر من فكرة السلطة التي تستحوذ على قلب وعقل ومصير المرأة" وعن علاقة المرأة بالكتابة، ترى رندة، أن الكتابة أنثى، "لذا العلاقة بينهما علاقة هارموني وأظن أن المرأة قادرة على بلوغ درجات أعلى من الحس الكتابي، كونها كائن حسي بطبيعتها، تمتاز برقتها وتأثرها وشخصيتها المتفاعلة مع ما يدور خارجها وفي عوالمها". وترفض كاتبة العمود الأسبوعي في صحيفة عمان اليومية أن يصنف النوع الأدبي، الذي تكتب أو أن توصف على أنها خاطرة، معلقة: " أرفض تصنيف كتاباتي، لسبب بسيط أن الفكرة هي حالة فيض وجداني وحتى الخاطرة لا اعتبرها شيئاً أقل من أي نص أدبي، فقد تقول فيها ما لا يقدر على حمله النص المقيد بالشروط الفنية المقولبة، إنها فكرتك وإحساسك وانفعالاتك، هي خزينك الروحي، وبكل تجرد لا أخشى من أي نقض، أو أي مسميات فأنا أضع نفسي خارجها، لست امرأة تكتب لتصف أو توصف، بل لتقول شيئا لابد أن يقال". وعن شبكات التواصل الاجتماعي، تؤكد صادق، بأنها أتاحت بشكل كبير للمرأة أن تعبر عن ذاتها، بل هي فتحت لها منبراً لتعبر منه إلى داخل الحدث، وتعبر عن نفسها، فلم تعد القضية ورقة وقلم ودرج مقفول، بل علاقة تفاعلية مع القارىء الذي يتعلم منها وتتعلم منه، إذ أن هذه المباشرة تشبه وقوف الممثل على خشبة المسرح وانتظاره لردات فعل جمهوره المتلقي، واظنها متعة تدفع المرأة إلى البحث والتعلم، وأحيانا التجرد من أناها لتكون أنا قرائها. خاتمة، بالقول: "لا يجب الاستهانة بالخاطرة وكثير من الكاتبات العربيات يكتبن خواطر تجتاز النقاد وتجد قبولاً لدى القراء، إلا أني بلاشك أكتب ما هو أبعد، مستعينة بتخصصي في علم النفس والفلسفة، إلى جانب تجربتي العمرية والحياتية"