كل مؤشرات التفوق وعوامل النجاح من حيث محصلة النقاط ووفرة الانتصارات وبسجل خال من الهزائم حتى نهاية الجولة ال 15 واستمراريته في صدارة الدوري بفارق 4 نقاط عن اقرب منافسية دلالات قوية على ان النصر بطل الدوري لا محالة اذ خلت الساحة له اليوم ليقترب من تحقيق حلم الدوري الذي يراوده منذ 20 عاماً ولم يعد امامه غير عقبة منافسه التقليدي وغريمه الابدي الهلال الذي مازال ملح الدوري بانتصاراته المثيرة ونتائجه المذهلة في الاوقات القاتلة ويتخم شباك خصومه بما فيهم الفرق الكبرى بنتائج ساحقة وهو ما حفظ روح الاثارة وابقى هيبة المنافسة على اللقب حاضره حتى اشعار آخر. غير ان النصر ظهر بشخصية مغايرة واكثر صرامة خلال تجربتين مثيرتين خاضهما بنجاح كبير وحصل فيهما على العلامة الكاملة من النقاط مؤكدا ان نصر كارينيو ليس نصر الانتكاسات السابقة ولا الانسحابات المبكرة من ساحة المنافسة على البطولات الكبرى. التجربة الاولى كانت في ذهاب الدوري امام الهلال الذي واجهه النصر بدون اجانبه البرازليين الثلاثه وتوقعنا ان يكون لقمة سائغة لمنافسه التقليدي لعدم تكافؤ الفرص من حيث الرباعي الاجنبي غير ان النصر بروح لاعبيه الوثابة وحسن اعدادهم النفسي لخوض مباراة التحدي واثبات الوجود استطاعوا الظفر بالنقاط الثلاث في الدقيقة الاخيرة بركلة جزاء لا ينساها حارس الهلال عبدالله السديري بخروجه الخاطئ الذي لايزال يعاني من آثاره السلبية حين رمى به خارج تشكيلة فريقه الاساسية حتى اليوم. التجربة الاقوى ظروفاً والاكثر اثارة للنصر كانت في مواجته الاخيرة امام الاهلي بعد طرد حارسه الشمري وفريقه متخلف بهدف في وقت مبكر من المباراة لكن براعة مدربه كارينيو تجلت في هذا الظرف القاسي حين تدارك الموقف ببعض التغييرات في العناصر واسلوب اللعب ليحفظ توازن فريقه دفاعاً وهجوماً وينجح في تعديل النتيجة ثم تحقيق الفوز والنقاط الثلاث في واحدة من مباريات النصر التاريخية هذا الموسم. في ظل تلك الاحداث الدراماتيكية المثيرة تذكرت تصريحاً تاريخياً اطلقه قبل 34 عاماً الرمز النصراوي الكبير الامير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله حين خسر فريقه بكامل نجومه وعلى رأسهم الفذ ماجد عبدالله من فريق الاتحاد بخماسية غير متوقعة في دوري 1401ه بأقدام نجوم العميد وكان بينهم الاسطورة الاتحادية في الثمانينيات الهجرية سعيد غراب الذي كان في اواخر مشواره الكروي وسجل احد الاهداف الخمسة ويومها قال (ابو خالد) لوسائل الاعلام : هزيمتنا بخمسة كبوة جواد وستكون لقاح البطولة واراهن على نجاح النصر في تحقيق لقب الدوري وبالفعل نهض (فارس نجد) من كبوته وانطلق ليسجل الانتصار تلو الآخر حتى نجح في الاحتفاظ بلقبه بطلا لدوري ذلك العام وللمره الثانية على التوالي ولم يكتف بذلك بل عززه بتحقيقه كأس الملك. ومن الذكريات التاريخية لموسم (1401ه) ان النصر واجه الاتحاد مرتين في الرياض حيث خسر الاولى كما اشرنا بالخمسة وعاقب اتحاد الكرة فريق الاتحاد بنقل اول مباراة له على ارضه الى خارج جدة وصادف ان كانت امام النصر في الدور الثاني بسبب الاحداث التي واكبت لقاء العميد مع الهلال وحادثة اعتداء المدافع الاتحادي سعد بريك على نجم الهلال العالمي ريفالينيو وبالفعل استطاع النصر الثأر لخسارته الاولى من الاتحاد بالفوز بمباراة الاياب في الملز بهدفين لنجميه درويش سعيد والبرازيلي ليرا.