هو الموت ما منه ملاذ ولا مهرب، زائر لا يستأذن، وساعة لا تستقدم ولا تستأخر وقضاء نافذ لا يستثني أحداً، ولا يفرق بين وضيع أو رفيع. فمنذ بضعة أشهر انتقل إلى رحمة الله ابن العم الغالي الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن الناصر العقيل صاحب الابتسامة والقلب الكبير، لقد استحوذ على القلوب بطيب معشره وحسن معاملته وسماحة نفسه حتى ظن كل من يعرفه أنه أقرب الناس إليها، يالها من مهارة نادرة. كان علما بارزا في طيبته ودماثة خلقة، كان متسامحا متواضعا يحب الخير، يجلله الوقار تأسرك بشاشته وطيب حديثه وسمو أخلاقه. وقد كان لوفاته صدمة كبيرة على كل من يعرفه بعد معاناة وصراع مع المرض الذي ألم به، أسأل الله أن يكون ما أصابه تطهيرا له من الذنوب والمعاصي وحط للخطايا والآثام إيمانا منا بأنه ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسأل الله أن يعوضه راحة في الفردوس الأعلى بصحبة الأنبياء والشهداء والصالحين، وأن يبلغه تلك المنزلة بسلامة صدره وحسن خلقه لا حرمك الله من هذا الفضل الكبير، فربك أكرم الأكرمين. الموت لم يغيبك عنا جميعا لأنك ستبقى حيا وذكراك لا يمحوها الزمن. إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. هذا غيض من فيض رحمك الله أبا ضاري وأسكنك الجنة، استودعناك رباً كريماً رؤوفاً وسعت رحمته كل شيء.