يعتبر السفر من اجمل متع الحياة ومن الاشياء التي تشرح النفس وتبهج القلب.. وهناك انواع عديدة للسياحة كالسياحة الدينية (الحج والعمرة) والسياحة الترفيهية، والثقافية، والاقتصادية، والرياضية والكثير الكثير من المسميات التي يحددها الفرد ومقصده من السفر، وماذا يريد من السفر، ولعلي اذكر هنا اهمها، الا وهي السياحة الترفيهية وهي من اجمل انواع السياحة وامتعها خاصة في رؤية بلاد جديدة وثقافة جديدة، ولقد جبل الانسان على حب التغيير أياً كان بلده فالامريكي والاوربي على الرغم من تقدم بلاده وجمالها فهو يستمتع بالسفر الى بلاد اخرى والتمتع بمناظرها الخلابة وحتى لو كانت تلك البلاد اقل منها بكثير واضعف امكانيات، فالانسان يهوى التغيير بطبيعته. وسأتحدث هنا عن السياحة الداخلية لكن من زاوية اخرى زاوية جديدة، ربما لم يتطرق او يلتفت لها احد، ألا وهي ما دور السياحة الداخلية في جذب السائح الخارجي أي من خارج السعوديه (لا نستطيع الحد من السفر للخارج، لكن نستطيع استقطاب الآخر) لأني كما قلت الإنسان يهوى التغيير ورؤية بلاد أخرى. وهنا يكمن دور السياحة القوي في الدعاية لبلدنا بما تحويه من كنوز مدفونة، فهناك اولاً مكة والمدينة والتي لاتخفى على احد، وهناك الاثار والمتاحف المتنوعة بتنوع مناطقها والفلكلور الشعبي الخاص بكل منطقة والجنادرية والمناسبات الثقافية كمعارض الكتاب وسوق عكاظ..الخ. في رحلتي لباريس الصيف الماضي وفي احدى كوفيهات الشانزليزية التقيت بعائلة من استراليا زوج وزوجته وابنتهما الصغيرة، تجاذبت معهما اطراف الحديث. وهما هنا في باريس للسياحة ولمدة 7 ايام، فتحدثت معهما عن السعودية وابرز مدنها كالرياض وجدة والدمام وتفاجأت بوجود خلفية بسيطة لديهما عن السعودية ومعرفة شبه جيدة عن جدة وبحرها (لكنها غير مكتملة) ولقد استشعرت برغبتهم الشديدة لرؤية بلدي، وقالوا نتمنى زيارة السعوديه لكن هذا مستحيل، فسألتهما لماذا؟ قالا لأن الزيارة للسعودية صعبة، ولا تكون الا لأمرين اما للحج والعمرة او للتجارة وعقد العمل، لا اخفيكم انا ايضا تفاجأت بذلك فعلا استغربت تلك الصعوبة التي تقتل أي رغبة لدى الاخر لزيارة السعودية ومعرفتها.. اتمنى من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وهنا يكمن دورها الكبير، في تسهيل هذه الزيارات السياحية الترفيهية من الدول الاخرى وتشجيع السواح العرب والاجانب لرؤية متاحفنا وآثارنا التي نفخر بها، وتفننها في ابراز اهم المناطق والمعالم السياحية في السعودية، بالدعاية والاعلان. واخيرا.. فالسفر متعة لاتماثلها أي متعة، فلنسوق لبلدي للاخر، فكما يرغب السعودي برؤية بلاد اخرى، ايضا نتمني ان تكون بلادنا اخرى بالنسبة للآخر.. اضاءة: إن في تراب الوطن رائحة لا تعرفها حوانيت العطارين.. ميخائيل