يعرف أن التسويق إما أن يكون بتنشيط الطلب على سلع موجودة، أو بحاولة التعرف على حاجات الناس والبحث عن إشباعها، بمعنى تحديد مشكلة والعمل على توفير الحلول المناسبة، وقد كانت من أبرز المشاكل التي لا يخلو منها مسجد تعالي أصوات الأجهزة الهاتفية المحمولة بأصوات ونغمات مختلفة تصل أحياناً إلى الغناء، مما يفسد على المصلين خشوعهم، وهذا لا شك يحدث دون قصد فاستمرت هذه المشكلة تتزايد، لكن كان هناك من يشعر بحجم هذه المشكلة ويبحث لها عن حلول، ومن بين هذه الحلول إنتاج أجهزة للتشويش وقطع الإرسال لكنها لم تلق الرواج الكافي ولا نعلم الأسباب تحديداَ. ولا ندري .. قد يكون هناك من لا يزال يبحث عن حل، المهندس ناصر بن عبدالرحمن الجريد الرئيس والمدير التنفيذي لأفكار التقنية الحاصل على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي طريقه للحصول على درجة الماجستير توصل لإيجاد حل عملي لهذه المشكلة يناسب عدد كبير من الأجهزة الهاتفية المحمولة، فكان لنا معه هذا اللقاء للتعرف عن كثب على طبيعة هذه التقنية وكيفية الحصول عليها والاستفادة منها، والتطلعات المستقبلية للمبتكر: ڤ ما علاقة المهندس ناصر بالبرمجة؟ وهل هي هواية من البداية أم أن البداية كانت في الاحتراف؟ - علاقتي بالبرمجة بدأت منذ السنة الأولى لدراستي بالجامعة بحكم تخصصي، وقد حصلت على العديد من شهادات التقدير والتميز في ذلك، وأثناء عملي كانت لي محاولات عدة لإنتاج برمجيات مساعدة أو ما يسمى (Tools) وقد توصلت إلى حلول لعرض النماذج والنوافذ شبيه بشكل مبسط الى ما يعرف اليوم بنظام الوندوز، طبعا لا دعم مادي ولا معنوي ولا بيئة مناسبة فكان المصير سلة المهملات. فخرج إمبراطور البرمجيات بيل غيتس بنظامه ليصبح الأشهر والأكبر عالميا وأصبحت ميزانية شركته تفوق الكثير من ميزانيات الدول النامية. ڤ ما البرامج التي استطعت إنتاجها خلال هذه الفترة؟ وهل كلها تجارية (أي تباع بثمن)؟ - على صعيد العمل طورت العديد من الأنظمة المالية والإدارية وإدارة المواد والمشتريات وغيرها كثير، والتطوير هنا يشمل جميع المراحل من دراسات وتحليل ومن ثم تصميم وبرمجة وتطبيق. أما على الصعيد التجاري فقد تم تطوير بوابة تجاري على شبكة الانترنت والتي تشمل أكثر من تسعة مواقع تقدم خدمات مختلفة، كذلك قمت بمحاولة لم تكتمل وذلك لتمكين مستخدمي الانترنت من حجز وكتابة أسماء المواقع باللغة العربية. والسبب في ذلك أن هذا العمل يتطلب تكاتف من جهات عدة تتفق في المصلحة ولم يحدث ذلك. أما المنتج الذي نعتز به بفضل من الله تعالى فهو «خاشع» والذي لم يكن سهل في بداية الأمر التوصل الى الحل المناسب لتعامل مع الهواتف النقالة وقد استمر ذلك لمدة طويلة وكلفة عاليه في الدراسات والأبحاث والتجارب. كما تعلم فنحن هنا اعتدنا على الاستيراد والاستخدام فقط، اما الابتكار والإنتاج فلم يكن واردا لذا كانت هناك صعوبات كبيرة لتامين متطلبات العمل في تلك المرحلة المبكرة ولكن تمت بحمد الله. الجدير ذكره أننا قريبا سنعلن عن برامج وأنظمة متميزة للهاتف الجوال وكذلك لشبكة الهاتف الجوال لتقديم خدمات مختلفة للمستفيدين، وستكون بأذن الله رائدة ومتميزة في مجالها وتقدم خدمات محببة للعملاء. ڤ «برنامج خاشع» الذي أشرت إليه من البرامج التي لاقت رواجاً بين أوساط المستخدمين .. كيف طرأت لك فكرته؟ ومتى تم التنفيذ؟ وهل هناك براءة اختراع ؟ ومتى سجلت؟ - نعم ولله الحمد فنظام «خاشع» لاقى رواجا كبيرا بالرغم من أن الخطة التسويقية والترويجية لم تبدأ بعد. فكرة «خاشع» كانت في عام 2000، وفي نفس العام بدأت بالتنفيذ، وكانت المرحلة الأولى من المشروع وتشمل الأبحاث والدراسات وكانت النتيجة في ذلك الوقت عدم الإمكانية كبرمجيات، وذلك لمحدودية التعامل مع قنوات الهاتف المحمول وكذلك قدرة الاستيعاب في الذاكرة والتخزين وغيرها. وقد وثق ذلك من قبل إحدى المؤسسات الكبرى وتم الإفصاح عنه، ومؤخر وبعد ظهور نظام سمبيان كنظام موحد لتشغيل الهواتف المحمولة وبإمكاناته المتقدمة استطعنا التعامل مع تلك التقنية في تطوير «خاشع» لتحويل الأوضاع من حالة الرنين إلى حالة الصمت عند تلقي الاتصالات. وبالنسبة للحقوق الفكرية والملكية، فقد حصلنا على نشر براءة اختراع من الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم تقدمنا بطلب للحصول على برءاة اختراع دوليا ومحليا ونحن بانتظار الحصول عليهما ونرجو أن يكون ذلك قريبا إن شاء الله. علماً بأن تقديم أول طلب للحصول على براءة اختراع كان عام 2002م. ڤ تقول إنك أنت صاحب الفكرة لكن هناك هواتف نقالة بدأت في تطبيق تقنية مشابهة لبرنامجكم ومنها على سبيل المثال LG فهل هناك تسرب للفكرة؟ أم أن هناك تعاون تجاري بينكم؟ أم أنه توارد أفكار؟ وما الذي يميز برنامجكم عنه؟ - في الحقيقة لم تطبق LG هذه التقنية إلا بعد الإعلان عن «خاشع» الذي تم منذ فترة طويلة وتناقلته العديد من الصحف المحلية والدولية، وقد خاطبناهم في ذلك ولم نتلق أي رد لا بالسلب ولا بالإيجاب وهذا مؤسف، على العموم وبناء على نظام براءة الاختراع وحقوق الملكية سنتقدم بطلب دعوى بهذا الخصوص في الوقت المناسب. ڤ سعر البرنامج حوالي 01 دولار .. قد يكون للمقتدرين ولميسوري الحال مبلغاً زهيداً لكن هناك من لا يستطيع دفعه، والبرنامج أهدافه نبيلة فلما لا يعاد النظر في التسعير الحالي؟ وهل هناك نية أن يجعل هذا البرنامج مجاناً والدفع اختياري أو أن تنتج نسخة مصغرة مجانية والأخرى الاحترافية تكون بمقابل؟ - قد لا اتفق معك أخي الكريم في قضية سعر البرنامج حيث أن من يستطيع شراء جهاز بألفي ريال لن تكون الثلاثين ريالا عائقا لاقتناء برنامج بهذه المواصفات التي تعنى بأهم عبادة في حياة المسلم تقل بكثير عن وجبة طعام واحدة. ولكن لمعنى أسمى وأجل أقول: نعم بكل تأكيد نحن نعمل على جعل كل ما طرحته أمرا واقعا وملموسا بأذن الله، وسنسعى على جعل هذا النظام وهذه الخدمات النبيلة في متناول الجميع وعلى مستوى عالمي بأقل تكلفه او حتى مجانا، خصوصا واننا تلقينا العديد من الطلبات والمقترحات بهذا الشأن من العديد من العملاء والمستخدمين. وانا من هذا المنبر ومن خلال جريدتنا الغراء أناشد أصحاب الأوقاف والمؤسسات الخيرية بالتضافر مع أفكار التقنية لتقديم «خاشع» مجانا لكل مسلم يحمل الهاتف النقال، ذلك لما يحويه من خدمات ومعلومات جليلة تهدف إلى إعانة المسلمين والمسلمات لأداء واجباتهم الدينية بخشوع واطمئنان وكذلك تزويدهم بالمعلومات الضرورية لأداء عباداتهم على الوجه الصحيح. نحن نعمل على جعل «خاشع» الوسيلة الأولى و الاشمل في تقديم كل ما يهم المسلم وبعدة للغات ويشمل ذلك القران الكريم وتفسيره وترجمة معانيه. إن الإسهام في ذلك المشروع سيكون عمل خيريا جليلا وعلم ينتفع به إلى أن تقوم الساعة بأذن الله، وعلى اعتبار أن الهاتف الجوال في متناول الجميع والأكثر انتشارا عالميا حيث سيكون عدد المستخدمين في عام 2008 أكثر من ألملياري مستخدم، فلك أن تتخيل يا باغي الخير، الكم الكبير من المسلمين الذين سيستفيدون من هذه الخدمة الجليلة وبتكلفة هي الأقل إطلاقا. بالرغم من أن البرنامج مهم ويؤدي دوراً أساسياً إلا إننا لاحظنا أن النشاط الترويجي والتسويقي له لم يكن بالمستوى المطلوب، فهل هناك استراتيجيات تسويقية وإعلانية مستقبلية؟ - نعم، في الحقيقة لم تنطلق الحملة التسويقية والترويجية بعد، ما تم فقط هو إطلاق هادئ للموقع وقصدنا من ذلك التأكد من خلو النظام من المشاكل والأخطاء وحرصا منا على سلامة المنتج وراحة المستخدم. وإلا فأنتم تعلمون أن مثل هذه المنتجات تكون عرضة للأخطاء والإخفاقات وخير شاهد على ذلك ما يقع فيه برمجيات لشركات عملاقة وهذا يعلمه الكثير. وقد تم ذلك بالفعل واستلمنا للكثير من ردود الفعل والملاحظات التي كانت ايجابية ولم تسجل بفضل الله أي أخطاء او مشاكل تذكر ولعلكم اطلعتم على ذلك من خلال موقعنا او من خلال المنتديات التي تحدثت عن ذلك. ونحن ولله الحمد فخورون بمنتجنا السعودي، حيث ان الإصدار الأول منه خرج بهذا الوضع الممتاز بما يحويه من خدمات ومعلومات تضمنت الكثير من المميزات والوظائف وكذلك أذكار الصباح والمساء مع التنبيه لها، أيضا الكتاب الالكتروني 1000 سؤال وجواب للمرأة للشيخ خالد الحسينان بإذن من مالكة الحقوق دار بلنسية للنشر والتوزيع ويقدم هدية مجانية لمقتني النظام. ويمكن التعرف على ذلك من خلال زيارة الموقع : mutering.com . ونحن الآن بصدد إنهاء الخطة التسويقية والترويجية وستكون بالتعاون مع موزعين محلين وقريباً إن شاء الله. وسيتمكن المستفيدون من اقتناء البرنامج بكل يسر وسهوله عن طريق محلات بيع الجوالات في جميع أنحاء المملكة مع العلم أن النسخ المتوافرة حاليا تتوافق مع أكثر من 23 جهاز مختلف وخلال الأسبوعين القادمين سيصل عدد الأجهزة المتوافقة 35 جهازا بأذن الله تشمل أنواع مثل (I-Mate) ونحوه. ڤ هل هناك حماية فعلية (برمجية) تضمن عدم كسر اتفاقية ترخيص الاستخدام أم أن الأمر متروك للحماية القانونية والأدبية فقط؟ - بكل تأكيد عملنا على تطبيق نظام امني محكم يتطلب إصدار ترخيص لكل جوال على حدة بناء على الرقم التسلسلي الدولي المصنعي للجوال (IMEI) كذلك أضفنا عبارة حقوق الملكية والمشتملة على القسم بان هذه النسخة تم الحصول عليها نظاميا وبطرق مشروعة. لما لا تفكرون ببيع هذا المنتج للشركات المنتجة لأجهزة الهاتف المحمول بدلاً من بيعه للمستهلك العادي؟ - لقد فكرنا في ذلك إلا ان التوجه الحالي وبعد نظام السمبيان والبرمجيات المفتوحة لم تعد تلك الفكرة ذات جدوى إلا انه ربما تستثنى بعض الشركات المنتجة من ذلك، أيضا ولعله بعد ان يصبح البرنامج ذو رواج كبير ان تكون فكرة دمجه مع خدمات الهاتف المحمول واردة ولكن بصفة محدودة حيث كما تعلم ان البرنامج موجه الى شريحة معينة من الستهلكين. ڤ هل من كلمة أخيرة تودون أن نختتم بها هذا اللقاء؟ - نعم، أود ان أتقدم بالشكر الخالص لصحيفتنا الموقرة جريدة الرياض ولشخصكم الكريم على استضافتكم لنا وحرصكم على إبراز الأعمال السعودية الوطنية وكذلك الإسهام في نشر الخير لعامة المسلمين من خلال هذا اللقاء. كما لا يفوتني أن أؤكد مرة أخرى على قضية تسهيل نشر «خاشع» وإيصاله الى جميع المستفيدين عالميا لأننا بهذا العمل نستطيع أن ننقل الصورة الجميلة للإسلام ومعانيه السامية كذلك رسالة تواصل ومحبة من مملكة الإنسانية والشعب السعودي إلى إخوانهم المسلمين في جميع أنحاء العالم. وأعظم من ذلك كله حفظ كتاب الله الكترونيا من العبث والتحريف حيث الانطلاقة من بلد الحرمين الشريفين حرسه الله، ولعله ان يكون هناك اشرافا من قبل احدى الجهات المختصة شرعيا في بلادنا المباركة بأذن الله. نحن هنا لا نتكلم عن برنامج او نظام ولكن نحن بصدد مفهوم لرسالة سامية تتطلب الكثير من الجهود والتنظيم والدعم المادي لتحقيق الهدف حيث ان التعامل مع الهواتف المحمولة بكثرة انواعها يتطلب الكثير والكبير من الخبرات والدراسات والأبحاث لتعامل معها وجعل برمجيات «خاشع» تتوافق وتعمل معها وربما تتطلب ذلك إعادة البرمجة كلية. وأخيراً، أشير إلى أننا عندما قررنا العمل على «خاشع» الم يكن الهدف ماديا فقط بل كانت الصورة المشرقة الأخرى لإفادة المسلمين نصب أعيننا، بل أن الشق المادي - والذي يعد رمزياً - كان لضمان استمرارية المشروع خصوصاً وأنه ليس هناك أي دعم من أي جهة تضمن الاستمرار في التطوير فالمشروع ليس بالسهل ومن اجل ذلك سنعمل لتحقيقها على الوجه المطلوب بأذن الله، أسال الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.. وحفظكم الله.