نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أمس الجلسة الختامية للاجتماع الثالث لرؤساء بعثات المملكة في الخارج الذي استضافته وزارة الخارجية على مدى 8 أيام. رعاية المواطنين وتسهيل أمورهم مهمة سامية وواجب أكيد يحتل الصدارة في قائمة مهامكم وشدد الأمير سعود الفيصل على سفراء المملكة في الخارج على ضرورة أن يستحضروا على الدوام التوجيهات السامية المستمرة والمؤكِدة على بذل أقصى الجهد في رعاية مواطني المملكة وتسهيل أمورهم وحماية مصالحهم باعتبارها مهمة سامية وواجب أكيد يحتل الأولية والصدارة في قائمة مهامهم، مؤكداً سموه في كلمته لرؤساء البعثات أنهم يمثلون خادم الحرمين الشريفين الأب والراعي لأبناء وطنه الأمر الذي يستوجب عليهم جميعاً استحضار توجيهاته في هذا الإطار. الفيصل مترئساً الجلسة الختامية بحضور الأمير عبدالعزيز بن عبدالله وقال سموه مخاطباً السفراء بعد انتهاء جلسات اجتماعهم: "تعلمون وتدركون جميعاً أهمية رسالة الدبلوماسي السعودي بصفة عامة ورئيس البعثة بصفة خاصة والأمانة الملقاة على عاتقه والمنطلقة من أسس ومباديء سامية يستند إليها نهج المملكة وتعتمد عليها سياساتها في الداخل والخارج، وبما أنكم تُمثلون المملكة العربية السعودية فهذا يعني أنكم تتحملون مسؤولية مضاعفة، فأنتم تُمثلون الإنسان المسلم بكل ما يقتضيه هذا التمثيل من الإدراك والالتزام وما يستوجبه من نهج القدوة الصالحة وما يتطلبه من العمل على خدمة الإسلام والمسلمين انسجاماً مع رسالة الدولة السامية في هذا الواجب العظيم". التفاعل مع الأحداث واجب أساس وتطور الإعلام وضعكم أمام تحد كبير وأكد الفيصل في كلمته على أن التفاعل مع الأحداث والمتغيرات والمستجدات على الصعيد السياسي والاقتصادي والإعلامي واجب أساسي من واجبات الدبلوماسي ينبغي أن يحظى بعنايتكم واهتمامكم وحرصكم من خلال المتابعة الواعية لما يجري، وما يستوجبه الموقف من الذود عن مصالح المملكة، والدفاع عن مواقفها الرسمية والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات واللقاءات والفعاليات المختلفة بما يتواءم مع حجم المملكة ومكانتها الدولية وما ينسجم مع توجهاتها وسياساتها الخارجية، استناداً إلى توجيهات المقام السامي وما يتبعها من تعليمات وإيضاحات. وأضاف سموه: "إن تطور الإعلام ووسائل الاتصال وتنوعها وتأثيرها المباشر على الرأي العام العالمي، وضع بعثات المملكة في الخارج أمام تحد كبير، وخصوصاً فيما يتعلق بصورة المملكة النمطية في الخارج، والمفاهيم المغلوطة التي يتم تداولها عنها، الأمر الذي يتطلب منا تكثيف الجهد كماً ونوعاًً، باعتباره واجباً رئيسا ومسؤولية جسيمة ملقاة على عاتق السفراء لتصحيح هذه الصورة النمطية الخاطئة، وخصوصاً في ظل انتشار المعلومات وبشكل غير مسبوق، ولأهمية هذا الواجب فسوف يتم تشكيل فريق عمل من كبار المسؤولين بالوزارة للقيام الاجتماع يدعو لإعادة صياغة المهام الإعلامية للسفارات وتشكيل مجموعة عمل لمتابعة التوصيات بدراسة هذا الأمر من كافة جوانبه والخروج بتوصيات محددة وعملية يتم تعميمها على كافة سفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج، وآمل منكم خلال هذه الفترة تقديم آرائكم ومقترحاتكم انطلاقاً مما يتوفر لديكم من خبرات اكتسبتموها من طبيعة عملكم في الدول التي تعملون بهالفريق العمل". وأعرب سموه إن ما يبعث على الإرتياح هو توصل المشاركين في هذا الاجتماع، وهو إمتداد لما سبقه، إلى توصيات هامة وأوجز سموه منها ما يلي مايلي،في (المحور السياسي) استعراض علاقات المملكة الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات، علاوة على التأكيد على تعزيز المشاركة الفعالة للمملكة في أعمال المنظمات الإقليمية والمتخصصة. السفراء خلال حضورهم الجلسة الختامية للاجتماع وفي (المحور الاقتصادي) التأكيد على دور البعثات في الإعداد الجيد لمتابعة أهداف التنمية الألفية لما بعد عام 2015م، ودور البعثات في متابعة تطورات الاقتصاد المعرفي والتقني. وفي (المحور الإعلامي) إعادة صياغة المهام الإعلامية للسفارات بما يتفق مع المستجدات واستراتيجية الإعلام المحدثة، وتفعيل دور الشركات وبيوت الخبرة الإعلامية، إضافة إلى تعزيز الشراكة والتنسيق مع وزارة الثقافة والاعلام بالاتصال والتواصل مع الفعاليات الإعلامية والثقافية ، وتطوير المواد الإعلامية. وفي (المحور المعلوماتي والتقني) تفعيل الخدمات الالكترونية على النحو الذي يخدم أعمال الوزارة ، وينسجم مع أهداف حكومة خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعاملات الالكترونية. وفي (المحور القنصلي) استخدام التقنيات الحديثة في تقديم الخدمات للمواطنين وللمستفيدين منها، مع مراعاة استمرار تحديثها لتحقيق أعلى درجات الانجاز. وختم سمو وزير الخارجية كلمته قائلاً: "إن هذا الجهد ينبغي أن لايتوقف عند هذه التوصيات، بل بات يحملكم مسئولية أكبر، ويتطلب منكم جهداً مضاعفاً لوضع هذه التوصيات موضع التنفيذ، وترجمتها إلى إجراءات وإنجازات على أرض الواقع بما يحقق الأهداف المتوخاة منها، وسيشكل مجموعة عمل من المختصين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات".