تقود الولاياتالمتحدة حملة لدفع مجلس الامن الدولي الى اصدار بيان يدين تصاعد العنف في سورية، وفق ما نقل دبلوماسيون الاربعاء. ويعرب مشروع البيان الذي اعده دبلوماسيون اميركيون عن "استياء" المجلس من الهجوم الذي يشنه الطيران السوري النظامي على مدينة حلب في شمال البلاد، حيث اسفرت الغارات عن 189 قتيلا و879 جريحا منذ الاحد بحسب منظمة "اطباء بلا حدود". ولم تعلق روسيا، العضو الدائم في مجلس الامن والداعم الابرز لنظام الرئيس بشار الاسد، حتى الان على الوثيقة التي تتطلب موافقة الدول ال15 الاعضاء في المجلس لتبنيها. لكن دبلوماسيين اوضحوا ان موسكو قد تطلب تعديل النص. واورد مشروع القرار ان مجلس الامن "يعرب عن قلقه البالغ حيال تصاعد العنف في النزاع السوري ويدين العنف من كل الاطراف". واضاف المشروع ان الدول الاعضاء "تعرب عن استيائها من الغارات الجوية التي لجات اليها الحكومة السورية وخصوصا استخدام الاسلحة الثقيلة وبينها صواريخ سكود و(براميل المتفجرات) التي القيت على حلب بين 15 و18 كانون الاول/ديسمبر واسفرت عن اكثر من مئة قتيل بينهم العديد من الاطفال". وتدعو الوثيقة ايضا كل الاطراف "وخصوصا الحكومة السورية" الى احترام بيان سابق صدر في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر وطالب دمشق بتسهيل وصول المساعدات الانسانية. وتقول الاممالمتحدة ان اكثر من مئة الف شخص قتلوا منذ اندلاع النزاع في سورية في اذار/مارس 2011، فيما اجبر ثلاثة ملايين سوري على اللجوء الى الخارج. ورغم استمرار انقسام مجلس الامن حيال النزاع السوري، تبنى اعضاؤه في ايلول/سبتمبر قرارا شكل اطارا لتدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري. وتبنت الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا حول سورية عارضته 13 دولة بينها روسيا. ويدين القرار غير الملزم انتهاكات حقوق الانسان من جانب النظام السوري. في دمشق صرح ناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين في سورية بأن الوزارة تستغرب ما ورد على لسان وزير الخارجية الأمريكي والناطقة باسم الخارجية الأمريكية مؤخرا بشأن عزم الولاياتالمتحدة إجراء مباحثات مع تنظيم "الجبهة الإسلامية الإرهابي بهدف بحث المساعدات الأمريكية غير الفتاكة المزعومة وتشجيعها على الانخراط في مؤتمر جنيف من أجل تحقيق تمثيل عريض لما أسمته الناطقة المعارضة السورية". ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الناطق القول إن "هذا الموقف المستهجن يؤكد فشل الولاياتالمتحدة في تشكيل وفد يمثل مختلف أطياف المعارضة لحضور مؤتمر جنيف كما أن هذا الموقف من الإدارة الأمريكية يتناقض مع مسؤوليات الولاياتالمتحدة بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي عن تنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والالتزام بها ويتناقض كذلك مع التعهدات الدولية بأن مؤتمر جنيف لن يتيح الفرصة لمشاركة التنظيمات الإرهابية في أعماله". وتساءل الناطق: "كيف ستبرر الإدارة الأمريكية لرأيها العام حوارها مع تنظيم القاعدة في سورية في حين قام هذا التنظيم بتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك وكيف ستبرر موقفها هذا أمام الرأي العام العالمي وهي التي قامت بغزو أفغانستان بذريعة مكافحة الإرهاب؟".