لا نجد اليوم نادياً راضياً عن أداء عمل لجنة الحكام وأسلوبها برئاسة عمر المهنا، الاستياء يعم، الكل يتذمرون من أخطاء الحكام الفادحة التي انكوت انديتهم بنارها، واستمرار هذه الظاهرة السلبية تعد صورة من صور الخلل في منظومتنا الرياضية، إذ إن المستويات السيئة والشخصية الضعيفة لمعظم حكام اليوم تؤكد أن المهنا عجز عن رفع أداء الحكم السعودي إلى المستوى اللائق بسمعة الكرة السعودية التي وصلت كأس العالم أربع مرات وظلت تحتفل في منصات التتويج الاسيوي ما بين بطولة ووصافة لنحو عقدين متتاليين. في الماضي كان حضور الحكم السعودي بالملاعب أكثر هيبة وإيجابية وكان مطلباً لقيادة كثير من المنافسات الخارجية على الساحات الخليجية والعربية والقارية عندما كان يدير اللجنة رؤساء أكفاء من حيث القيادة وحسن الادارة والتخطيط امثال: عبدالرحمن الدهام الذي يعد افضل من رأس اللجنة في تاريخ الحركة الرياضية السعودية بفضل الدعم الكبير الذي كان يحظى به من قبل الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-، مروراً بالمرحوم فهد الدهمش وفلاج الشنار الذي يعد اول حكم سعودي يشارك في نهائيات كأس العالم، بجانب المرحوم مثيب الجعيد، وعبدالله الناصر وعمر الشقير الذين تعاقبوا على سدة رئاسة اللجنة وخرجوا اجيالاً من الحكام اللامعين، وبالذات الخبير الكبير والاب الروحي للحكم السعودي عبدالرحمن الدهام الذي كان يغري اللاعبين المعتزلين بالانخراط في سلك التحكيم، وآزرهم بوقوفه معهم امام انتقادات الاعلام ومسؤولي الاندية فشكل ذلك دافعا لتطوير مستوياتهم وتألقهم ووصول بعضهم الى نهائيات كأس العالم مثل العالمي عبدالرحمن الزيد. الفارق الوحيد الذي يميز لجنة المهنا عن سابقاتها تاريخياً أن لجنة عمر تعد الوحيدة التي تدر إيرادات مالية على خزينة اتحاد الكرة من خلال تزايد موجة الانتقادات اللاذعة للحكام جراء تنامي حجم الكوارث التحكيمية والموجهة من رؤساء واداريي ولاعبي ومدربي بعض الاندية، اذ يجدون لجنة الانضباط تنتظرهم بالغرامات الباهظة التي تتجاوز ال 50 ألف ريال. اما المستوى التحكيمي "فمن جرف لدحديره" وإلا بماذا نفسر بيان الهلال واعتراض رئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد على اسناد مباراته اليوم امام العروبة للحكم خليل جلال في ظل أخطاء سابقة وقع فيها وراح ضحيتها الهلال، في حين رفض رئيس اللجنة استبدال خليل بحكم آخر أو حتى التعليق على اعتراض الهلاليين مكتفياً بكلمة: (لا تعليق) وهي ما قد تزيد من درجة الاحتقان وإثارة الحساسية بين الطرفين، وبالتالي استمرار التحكيم في أخطائه وظهور انتقادات لاذعة وعقوبات مالية جديدة تدعم خزينة الانضباط! الغريب أن المهنا لم يكلف الحكم جلال بإدارة مباريات الأهلي السابقة وهو ما أكده الأمير عبدالرحمن بن مساعد في حديثه لإذاعة يو إف إم أول من أمس، فلماذا لا يعامل رئيس لجنة الحكام الهلال معاملة الأهلي في مثل هذه الرغبة؟ إجمالاً يظل عمر المهنا مسؤولاً مباشراً عن أي أخطاء جديدة للحكم خليل جلال طالما رفض تحقيق رغبة الهلاليين بإبعاده وراهن على نجاحه! تناقض لجنة الانضباط ناقضت لجنة الانضباط نفسها هذا الأسبوع بقرار إيقاف لاعب الاتفاق إبراهيم هزازي مباراتين وتغريمه 10 آلاف لضربه بالكوع لاعب الاهلي منصور الحربي، مع أن الحكم لم يدون الحادثة في تقريره ولم يطرده عليها، بينما نجد اللجنة تقول في حيثيات تبريرها لعقوبة إيقاف هزازي: (إن الحكم لم يلاحظ المخالفة خلال المباراة) مع أن الحكم كان قريباً من المخالفة ووقعت أمامه مباشرة. في حين أن اللجنة لم تعاقب إبراهيم هزازي لخطأ أشد خطورة ارتكبه في آخر مباراة لعبها بشعار الاتحاد الموسم الماضي عندما كاد يفقأ عين مدافع الهلال عبدالله الزوري بأصبعه متعمداً وبادر الحكم إلى طرده غير أن لجنة الانضباط تغاضت عنه ولم تعاقبه بإيقاف مماثل لضربه الحربي بالكوع (مباراتين وغرامة 10 آلاف) مع اختلاف حجم الضرر على اللاعبين!.