الآلام في جميع أنحاء الجسم كما تحدثنا عنها الأسبوع الماضي شكوى حقيقية نسمعها من كثير من المرضى الذين يأتون إلى عيادة العظام والمفاصل أو إلى عيادة أمراض الروماتزم. وغالباً ماتكون الشكوى صادرة من المريضات أكثر من المرضى الذكور. وقد سلطنا الضوء على بعض الأمراض والحالات التي قد تؤدي إلى ظهور هذه الآلام التي تشعر بها المريضة في جميع أنحاء جسمها. وكان منها النقص الشديد في فيتامين د. واضافة الى ذلك: أمراض الغدد الصماء في بعض أمراض الغدد بصفة عامة والغدد الصماء بصفة خاصة تكون هناك أعراض تعب وخمول وإجهاد تصاحب المريض أو المريضة لبضعة أشهر وقد تكون السبب وراء اكتشاف مرض الغدد. فمثلاً المرضى الذين يعانون من ضعف إفراز الغدة الدرقية ومشاكلها يكونون عرضة لمثل هذه الأعراض المتمثلة في خمول ووهن وضعف مزمن. أيضاً بعض أمراض الغدد المتعلقة بسلامة العظام مثل هرمونات(hpt) فإن الاعتلال المزمن في هذه الغدد وإفرازات هرموناتها قد يؤثر سلبياً على مستويات الكالسيوم في الجسم وبالتالي على سلامة العظام مما يؤدي إلى ظهور هشاشة وآلام في مختلف أنحاء الهيكل العظمي. حتى مرض نقص إفراز هرمون الأنسولين المعروف بمرض السكري أنه قد تصاحبه أعراض مشابهة التي ذكرناها سابقاً وذلك لأن مريض السكري الذي يعاني من ارتفاع مستويات السكر لفترات طويلة قد تكون لديه اعتلالات في العضلات والأعصاب التي تغذي العضلات مما يؤدي إلى ظهور آلام مزمنة في مختلف أنحاء الجسم. وفي حال وجود شكوك حول احتمالية كون الأمراض التي ذكرناها سابقاً مسؤولة عن أعراض المريض أو المريضة فإنه يجب تحويل المريض إلى استشاري الغدد الصماء لكي يقوم بعمل الفحوصات اللازمة لاكتشاف مثل هذه الأمراض. الكشف والتشخيص السليم يقضيان على الآلام أمراض العضلات هناك العديد من أمراض العضلات المزمنة التي قد تكون نتيجة عوامل وراثية أو نتيجة عوامل مكتسبة وتؤدي إلى حدوث خلل في وظيفة العضلات ووهن فيها وسرعة إجهادها وعدم قيامها بوظائفها المثلى مما يؤدي إلى ظهور الآلام. وعلى الرغم من أن هذه الأمراض العضلية الوراثية عادة ماتكون شديدة وقد تظهر على شكل ضعف شديد أو صعوبة في المشي أو صعوبة في الوقوف أو أيضاً على هيئة شلل في الأطراف المريضة إلا أنه في بعض هذه الأمراض وفي مراحلها البدائية قد تكون الأعراض عبارة عن آلام وضعف ووهن لدى هؤلاء المرضى وهذه الأمراض عادةً مايتم تشخيصها واكتشافها عن طريق استشاري أمراض العضلات والأعصاب وقد تتطلب إجراء تخطيط للعضلات أو أخذ عينة أو خزعة من العضلات لإرسالها للمختبر لمعرفة نوعية المرض وطريقة علاجه بإذن الله. اعتلالات الأعصاب الطرفية الأعصاب الطرفية تغذي جميع أنحاء الجسم بما في ذلك الأيدي والأذرع والساقين والقدمين ولهذا فإن اعتلالات هذه الأعصاب الطرفية قد تظهر على شكل آلام في مختلف أنحاء الجسم قد يصاحبها الشعور بالخدر أوالتنميل. وهناك الكثير من الأمراض التي تؤدي إلى اعتلالات الأعصاب الطرفية ومن أهمها مرض السكري المزمن والنقص الشديد في فيتامين ب وأيضاً بعض حالات التسمم ببعض العقاقير التي قد تؤدي إلى اعتلالات الأعصاب الطرفية. وقد يتم التشخيص عن طريق استخدام تخطيط للأعصاب وأيضاً عن طريق تحليل مخبري لقياس معدل فيتامين ب في الجسم. ويتم العلاج حسب السبب الذي أدى إلى التهاب واعتلال الأعصاب الطرفية. بعض الآلام تعود لأمراض الغدد بصفة عامة والغدد الصماء بصفة خاصة العوامل النفسية هناك العديد من الحالات التي تشكتي من آلام مزمنة في جميع أنحاء الجسم وقد يصاحبها صداع أو خلل في الرؤية ولا يكون هناك سبب عضوي لهذه الأعراض. والمعروف أن الضغوط النفسية قد تؤدي إلى ظهور هذه الأعراض وأيضاً فإن الاكتئاب بجميع أنواعه قد يؤدي إلى ظهور هذه الأعراض. بل إنه من المعروف أنه في بعض الأمراض النفسية يكون هناك تحويل للأعراض النفسية إلى أعراض جسدية وفي جميع هذه الحالات وعندما يشك الطبيب في وجود مثل هذه الحالة فإنه يجب نصح المريض أو المريضة باستشارة طبيب الأمراض النفسية الذي يكون هو أكثر قدرة على تشخيص هذه الحالات وعلاجها بإذن الله. العوامل النفسية لها تأثير في الشعور بالآلام النصائح والتوصيات عندما يدخل المريض أو المريضة إلى أي طبيب ويشتكي من آلام مزمنة في جميع أنحاء الجسم فإنها في الواقع تكون من أكثر الأعراض التي تشكل تحدياً للطبيب لطريقة تشخيصها وعلاجها. وهذا يعود إلى طبيعة هذه الأعراض وعدم تحديدها لمرض معين واحتمال أن تكون ناتجة من مجموعة كبيرة من الحالات والأمراض والعوامل النفسية التي تؤدي إلى ظهورها. وفي هذه الحالات يكون التحدي في التشخيص والعلاج ولكن يجب على الطبيب أن يعرف حدوده وأن ينصح المريض أو المريضة بالتوجه إلى الطبيب الذي قد يكون على علم وخبرة أكثر في هذه الأمراض. فمثلاً إذا شك الطبيب بأن السبب وراء هذه الأمراض ونتيجة التهابات العضلات الليفية المزمنة أو الأمراض الروماتزمية فإنه يجب نصح المريض بتوجه إلى استشاري أمراض الروماتزم. أما إذا كانت الشكوك تحوم حول عوامل نفسية وراء هذه الأعراض فإنه يجب نصح المريضة أو المريض بالتوجه إلى استشاري الأمراض النفسية. والهدف من ذلك هو اختصار الوقت والجهد والمال والتحاليل والأشعات على هذه الفئة من المرضى ومحاولة إيصالهم للشخص الذي يستطيع مساعدتهم في أقرب فرصة بإذن الله.