بالأمس القريب احتفلت الجامعة والمجتمع بافتتاح مجمع كليات البنات بسكاكا برعاية كريمة من سمو أمير المنطقة، وحضورٍ مبهج لمعالي وزير التعليم العالي، واليوم نحتفل جميعاً بافتتاح ندوة الجامعة والمجتمع بين الواقع والمأمول، وافتتاح المكتبة المركزية للجامعة ومعرض الكتاب، أيضاً برعاية كريمة من سمو الأمير الذي يولي هذه الجامعة عنايته ورعايته الخاصة وتوجيهاته الكريمة على الدوام. إن هذه الندوة التي تقيمها الجامعة تعد انطلاقة لمرحلة جديدة من عمر الجامعة، بعد أن انتهت بحمد الله وتوفيقه من بناء وترسيخ هيكلتها الإدارية، وترسيخ قواعد البحث العلمي، وكراسي البحث المعتمدة فيها، وشرعت الآن في توسيع دائرة برامجها لتؤدي دورها التنموي الحقيقي في المجتمع المحلي، من خلال شراكة فاعلة مع كافة مؤسسات المجتمع المحلي، ولعل أوراق العمل المدرجة ضمن الندوة توضح مدى تفاعل وتكامل الجامعة مع بقية المؤسسات والتعمق في المحاور التي يمكن من خلالها تنمية المجتمع والأخذ بيده نحو مستقبلٍ معرفي وعلمي تظهر نتائجه كلما تعمقنا في البحث وتعاونا في كشف المشكلات وسبل علاجها بالطرق العلمية الممنهجة. لقد وجهت الجامعة الدعوة لكل من يهمه أمر المجتمع ولديه الرغبة في الإسهام بتنميته الشاملة، فكانت أوراق العمل المعروضة نموذجاً مشرقاً لرغبةٍ أكيدة في إحداث التغيير المنشود الذي تعود ثماره في الغد المنظور على هذا الوطن الغالي، ليدوم عزيزاً شامخاً بسواعد أبنائه وبناته، ورعاية قيادته الحكيمة وعلى رأسها ملكٌ قاد النهضة الشاملة وأخذ على عاتقه مسؤولية النقلة الواجبة لهذا الوطن علمياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، فكان خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله شخصية عالمية بارزة نالت نصيباً كبيراً من المتابعة في خطوة تطويرية يتخذها حفظه الله، وهاهم أبناء وبنات الوطن ينتشرون في الجامعات العالمية ينهلون العلم ويكتسبون المعرفة، وسنراهم يوماً ما يقودون المراحل القادمة ويتولون زمام المبادرة في كل المجالات. إننا في جامعة الجوف ندرك تماماً عِظمَ المسؤولية ووعورة الطريق، لكننا حين نمدّ يدنا للمجتمع أفراداً ومؤسسات؛ سنمضي بثباتٍ وجدارة نحو الريادة التي نستحقها ونسعى إليها ونكابد لأجلها ليل نهار. وحين نفتتح هذه الندوة مصحوبة بمكتبة مركزية ثريّة وعالية التجهيز، ومعرضاً للكتاب يتضمن الكثير من دور النشر؛ فإننا نقول للمجتمع: الجامعة لديها الكثير مما تقدمه لكم، وهي منشغلة الآن بالاتفاقيات العالمية، والتحضير للمؤتمرات الدولية التي ستحتضهنا الجامعة قريباً في مجال الطب والاقتصاد واللغة والعلوم والشريعة والقانون، ودائماً ستكون جامعة الجوف في موضع الثقة وعلى قدر المرحلة إن شاء الله. وبهذه المناسبة أقدم خالص الشكر والتقدير لجميع الجهات والأشخاص الذين وقفوا مع الجامعة وساعدوها خلال المدة الماضية من عمرها، وهانحن نحتفي بهم ونشكرهم على كل ماقدموه. وأسأل الله تعالى أن يبارك بجهود الجميع ويحفظ بلادنا من كل شر ومكروه. * مدير الجامعة