"طلقني زوجي بسبب إسرافي في شراء الكماليات، وكثرة دخول الأسواق"؛ هذا الاعتراف ليس الأول، ولن يكون الأخير، وهو يصف حال العديد من الأزواج ممن قد تنتهي أواصر العلاقة الزوجية بينهم بهذه الطريقة، وذات السبب، وذلك نتيجة اختلاف وجهات نظر الطرفين حول قضية الإسراف أو التبذير أو حتى البخل والتقتير، إلاّ أن المهم هنا هو أن يحاول كل طرف إيصال وجهة نظره إلى الطرف الآخر بهدوء وعقلانية، وأن يتفقا على نقاط مشتركة فيما يتعلق بميزانية الأسرة يكون أساسها الوضوح والشفافية وفهم وجهة نظر الرأي الآخر. تغيّر كبير في البداية قالت "بهية عبدالوهاب" :"تزوجت منذ (15) عاماً وكنت وقتها سعيدة في حياتي، خاصة بعد أن رزقني الله -سبحانه وتعالى- ثلاثة أطفال، بيد أن المشكلة التي أتعبتني هي بخل زوجي وحرصه أكثر من اللازم على المصاريف لدرجة الشح، ومع أنه موظف وأحواله المادية لا بأس بها، إلاّ أنه يراقب ما أصرفه بصورة غير معقولة"، مضيفة أنها تحملت هذا الوضع على الرغم من كونها ليست موظفة، مشيرة إلى أن التغيّر الكبير الذي طرأ على نمط الحياة اليومية زاد حجم المصروفات اليومية، مبينة أن حاجتها لبطاقة شحن لهاتفها المحمول مثلاً تجعلها تشعر بالذل أحياناً وهي تطلب قيمتها منه، خاصة أنه لا يعطيها قيمتها إلاّ بعد أن تتوسل إليه طويلاً. وأضافت أنه في السياق نفسه فإن حاجتها لتغيير هاتفها المحمول من النوع القديم إلى أي نوع من الهواتف الذكية حالياً جعلتها تتوسل إليه على أمل أن يحقق لها هذه الأمنية، بيد أنه كعادته رفض ذلك، متهماً إياها بالإسراف والتبذير واللامبالاة، إلى جانب تقليد الجارات والمعارف، مشيرة إلى أن تطور الخلاف بينهما في هذا الشأن أدى إلى حدوث الطلاق بينهما، الأمر الذي جعلها تعود إلى بيت والدها لتعيش في كنفه برفقة أطفالها. تقديم الرجل هدية لزوجته يشعرها بأن الحب بينهما أكبر من المال «أرشيف الرياض» زواج تقليدي وأشارت "أمينة عبدالرحمن" إلى أنها تزوجت زواجاً تقليدياً، إذ تقدم زوجها لخطبتها قبل خمس سنوات تقريباً، مضيفة أنها اكتشفت بعد مرور عدة أسابيع من زواجها أن زوجها أقرب ما يكون للبخل منه إلى الكرم، موضحة أنه يعمل على تأمين طلبات واحتياجات ولوازم البيت ب"القطَّارة"، ولولا أنها موظفة لما صبرت على هذا الوضع يوماً واحداً، مبينة أنها تؤمن ملابسها واحتياجاتها الشخصية من راتبها، ومع ذلك فإنه يطالبها بسداد فواتير الهاتف والكهرباء؛ بحجة أنه مدين لأحد البنوك بسبب زواجه بها. وأضافت أن بخل زوجها بلغ ذروته عندما أخذها بيدها في أحد الأيام وأدخلها إلى مخزن المطبخ مشيراً بيده إلى بعض ال "كراتين" الموجودة على أحد الرفوف وهو يقول لها :"هل نحتاج لكل هذه القدور وأطقم الصيني؟، وكم مبلغ دفعتيه فيها؟، مبينة أنها أخبرته أنها هدايا من زميلاتها في العمل، موضحة أنه انفعل بشدة وقال لها: "لست مقتنعاً بهذا التبرير، وهذا إسراف وتبذير"، مشيرة إلى أنه على الرغم من صمتها وعدم ردها عليه بسوء إلاّ أنه طلقها طلاقاً بائناً، لافتة إلى أنه بدأ ينعتها بالإسراف والتبذير أمام كل من سأله عن أسباب هذا الانفصال. أسواق شعبية وقالت "فتحية عبدالمحسن" :"منذ أن خرجت إلى الدنيا وتربيت في بيت أهلي وأنا ألبس أحسن الملابس وأجملها وآكل أفضل أنواع الأكل، بيد أنني بعدما تزوجت أحد أقاربي تغيّر ذلك كله"، مضيفة أن زوجها رجل متعلم لكنه أزعجها كثيراً بحرصه وتقتيره الشديدين، موضحة أنه بدأ ينظر إليها على أنها مسرفة فيما يتعلق بملابسها وزينتها وأكلها، على الرغم من أن أهلها يرسلون لها عادة المأكولات والخضار والفاكهة التي يجلبها والدها من مزرعته الخاصة، مشيرة إلى أن زوجها ضيق الخناق عليها ببخله وتقتيره، لدرجة أنه يطلب منها أن تلبس الفستان الواحد في العديد من المناسبات العائلية والأعياد. إقبال النساء على شراء الكماليات يربك ميزانية الأسرة ولفتت إلى أنه يطلب منها دوماً شراء الملابس والمستلزمات النسائية العادية والابتعاد عن شراء الماركات، حتى أنه أصبح في الآونة الأخيرة يجبرها على الشراء من محال أبو (10) ريالات والأسواق الشعبية، مضيفة انه ذُهل عندما شاهد حقيبة قيمتها (700) دولار أهداها لها شقيقها الذي يدرس في "أميركا"، مشيرة إلى أنه اتهمه حينها بالجنون نتيجة هذا التصرف، مبينة أن دفاعها عن شقيقها أدى إلى حدوث الطلاق بينها وبين زوجها، بيد أن الله -سبحانه وتعالى- عوَّضها خيراً، إذ إنها مخطوبة حالياً وستتزوج من خطيبها خلال الأشهر القليلة القادمة. تبادل الهدايا وأوضحت "سعاد ماجد" أنها كانت مخطوبة لشاب من معارف والدها قبل أشهر قليلة من الآن، وبعد أن تمت النظرة الشرعية بينهما أهداها هدية كانت عبارة عن زجاجة عطر حملتها لها شقيقته، مضيفة أن العطر كان من النوع العادي غير الثمين، ومع ذلك فإنها تقبلت ذلك بصدر رحب، مشيرة إلى أنها أهدت خطيبها في العيد الماضي طقم أقلام فاخرة، مبينة أن تبادل الهدايا أصبح ديدنهما بعد ذلك، ومع ذلك فإن هداياه عادة ما تكون من النوع العادي أو الرديء، وذلك على عكس هداياها له التي تحرص أن تكون من النوع الجيد والفاخر، لافتة إلى أنها تفاجأت بوالدها يخبرها أن زوجها فسخ الخطوبة، وذلك بعد مرور تسعة أشهر فقط عليها، مؤكدة على أنه برر ذلك باكتشافه أنها مبذرة وليست حريصة على المال، وبالتالي فهو لا يحبذ أن يبدأ حياته مع زوجة مسرفة لا تعرف قيمة المال. المرأة المطلقة بسبب كثرة المصاريف تبقى حالات مرشحة للزيادة تصاعد حالات الطلاق وأكدت "ثريا فهد" -أخصائية اجتماعية- على أن ظاهرة إسراف الزوجات تعد من أهم أسباب تصاعد حالات الطلاق، مضيفة أن هذه الظاهرة منتشرة على مستوى العالم بأسره، موضحة أن المرأة بطبيعتها تحب الشراء وتعشق التسوق، كما أنها تحاول عادة شراء كل ما يعجبها وما تراه مناسباً لها؛ لكي تبدو في أعين المقربين منها في أحلى حلة وأبهى صورة، مشيرة إلى أن هذه الحالة تتفاوت من امرأة إلى أخرى حسب الظروف والإمكانات. وأضافت أن إحدى الصحف المحلية نشرت قبل مدة بسيطة دراسة عن حالات الطلاق، إذ أشارت إلى ارتفاع حالات الطلاق التي وصلت إلى (30) ألف حالة خلال العام الماضي (2012م)، وذلك بمعدل (82) حالة في اليوم الواحد، وبمعدل (3.4) حالة طلاق في الساعة الواحدة، مؤكدة على أن هذه الدراسة المهمة والمثيرة والمحزنة في الوقت ذاته تشكل علامة خطيرة في مسيرة الحياة الزوجية في بلادنا، لافتة إلى أن وراء بعض حالات الطلاق العديد من المشكلات الناجمة عن إسراف الزوجين، وليس الزوجة بمفردها. وبينت أنه من الظلم تحميل الزوجة المسؤولية بمفردها في هذه الحالة، مشيرة إلى أن هناك أزواج يصرفون ببذخ وتبذير على أنفسهم ويبخلون على زوجاتهم وأبنائهم، ومن هنا تقع المشكلات والصدامات والمشاحنات بين الأزواج، ومع هذا نجد أن الزوجة بحكم مسؤوليتها عن إدارة اقتصاديات البيت تكون عادة القدوة في هذا الشأن، مضيفة أنها بحكم كون زوجها مشغولا بعمله ومسؤولياته الأخرى تعد القادرة على إدارة دفة البيت بالحكمة والاقتصاد، مشيرة إلى أن الزوجة مسؤولة بشكل كبير عن سعادة بيتها وتدبير اقتصادياته والمعيشة فيه، مؤكدة على أن هذا العمل يحميها من الوقوع في المشكلات ويساهم في المحافظة على بيتها ومجتمعها، لافتة إلى أن الأسرة هي أساس المجتمع وعماد الوطن.