أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس أن عدل الحاكم وطاعة الرعية له في غير معصية الله جل وعلا من أهم أسباب الأمن والاستقرار، قائلاً: إن من أعظم واجبات الحاكم المسلم التي يأتي بالقيام بها صلاح الأمة واستقرار الأمور واستتباب الأمن الحرص على العدل بكل صوره بين جميع أطراف الرعية، وأن يحارب الظلم بشتى أشكاله في جميع شؤونهم الحياتية، قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به"، وإن من أمتن مقومات الأمن قيام الرعية بواجب السمع والطاعة لولاة الأمر في غير معصية الله والحرص على اجتماع الكلمة ونبذ الفرقة. وقال فضيلته: الأمن حاجة إنسانية وضرورة بشرية اتفق على ذلك العقلاء وأطبق على ذلك جميع الملأ يقول ربنا جل وعلا: "أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم" فالأمن نعمة جليلة وزواله نقمة كبيرة، بالأمن يطمئن الناس على أنفسهم وأهليهم وأعراضهم وأموالهم ولذلك فهو المرتكز لكل بناء والأساس للبقاء، الأمن فيه راحة البال واستقرار الحال، لقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا"، يقول أحد الحكماء: "الأمن أهنأ عيش، والعدل أقوى جيش" ويقول آخر: الأمن يذهب وحشة الوحدة كما أن الخوف يذهب أنس الجماعة، وآخر يقول: الأمن مع الفقر خير من الخوف مع الغنى، ومن هنا فعلينا معاشر المسلمين أن نسعى وأن نجتهد لتحقيق الأمن وتحصيله، وأن نبذل الجهد بكل الوسائل لإيجاد الأمن واستقراره، ألا وإن أعظم أسبابه: هو تحقيق التوحيد لرب العالمين فربنا جل وعلا يقول: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا"، فمتى استقمنا على أمر الله جل وعلا وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبنيت حياتنا على المنهج الإسلامي في جميع مناحي الحياة فسيتحقق لنا وعد الله بالأمن التام من المخاطر والأضرار. وأضاف: أصدق برهان على ذلك في واقع الناس هذه البلاد التي لما حصل ما حصل من الخوف في جزيرة العرب وحصلت الدعوة السلفية وقامت هذه البلاد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم استقامت الأمور وصلحت الأحوال واستتب الأمن والأمان، ومن أسباب تحقيق الأمن أن يتعاون الحاكم والمحكوم على البر والتقوى وأن يحرص كل منهم على أداء مسؤولياته والقيام بمهامه وان يتق الله الجميع ساعين إلى إقامة المجتمع على أمر الله جل وعلا وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، يجعلوا من أحكام الإسلام منهجا لتحركاتهم وسلوكهم وأعمالهم فحينئذ يعم الرخاء ويستتب الأمن وتحصل الألفة وتحل المحبة وتتحقق بذلك مصالح الأمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم "قلنا يا رسول الله: ألا ننباذهم قال: "لا، ما أقاموا فيكم الصلاة "يكررها صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره الذي يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة".