تتمدّد الى لبنان العاصفة "ألكسا" الآتية من تركيا وأوروبا الشرقية، وهي كناية عن رياح قوية وبرد قارس وثلوج ستتساقط على علوّ منخفض. وإذا كانت الجهات الرسمية المعنية بدأت منذ أسبوع بتحذير اللبنانيين لأخذ الإحتياطات اللازمة في العاصفة، فإن مأساة النازحين السوريين وخصوصا القادمين من معارك القلمون الى بلدة عرسال البقاعية تتفاقم مع انتظار انهمار الثلوج وانخفاض درجات الحرارة الى الصفّر أو ما دونه. فبعد أن يكونوا قد قطعوا مسافة 4 ساعات من القلمون والنبك وقارة متحملين صعوبة الطرقات الجبلية الوعرة سيراً على الأقدام، تصل العائلات النازحة الى عرسال التي تعدّ أصلا 45 ألفا لبناني وهنالك تبدأ معاناة أخرى. ويروي أحد النشطاء الإنسانيين ل"الرياض" رافضاً الكشف عن إسمه: "يوجد اليوم في عرسال زهاء 4 آلاف عائلة لا يقل عدد أفراد الواحدة منها عن الخمسة جلّهم من الأطفال والنساء، تنصب لهم خيم بدائية من "النايلون" والقماش العتيق في أراض يقدّمها مواطنون لبنانيون من أبناء المنطقة، خيم لا تحوي أية وسيلة للتدفئة ولا حتى إنارة في البعض منها". ويروي الناشط السوري عن أرتال من النساء والأطفال تقف طلبا لبطانية ووسادة وغاز، تقدّمها بمجملها الأمم المتّحدة وبعض الجمعيات الإنسانية الإسلاميّة". وتصل درجات الحرارة حاليا في عرسال نهارا الى 4 درجات في حين تنخفض ليلا الى تحت الصفر وذلك قبل تساقط الثلوج المنتظر وأضاف: "لقد توفي أخيرا 3 فتيان لا يتجاوز عمر الواحد منهم العشرة أعوام، ومن المنتظر أن تتزايد أعداد الوفيات بسبب البرد القارس". وبالأمس، عقد وزير الشؤون الإجتماعية اللبناني وائل أبو فاعور مؤتمرا صحافيا حثّ فيه الميسورين والجهات المانحة على تكثيف مساعداتها لهؤلاء. لكنّ الناشط السوري يقول بحزن: "كلّ المساعدات التي تتدفق غير كافيا بسبب الزيادة العددية الكبرى التي تحصل أولا وبسبب الفساد الذي يعمّ بعض المسؤولين عن التوزيع". في ظلّ هذا الوضع، ستأتي العاصفة "ألكسا" في حين يعيش عدد كبير من العائلات السورية النازحة بمأساة حقيقية بلا مأوى ولا مأكل ولا تدفئة. وماذا عن وضع النازحين في طرابلس وعكار؟ يقول الناشط السوري ل"الرياض": "ليس الوضع أفضل باستثناء أن النازحين هنالك يعيشون في بيروت حجرية، أي أن ثمّة سقف فوق رؤؤسهم وتبقى حالتهم أفضل بكثير من العيش في خيمة "نايلون" لا تقي من البرد العادي فكيف من صقيع العاصفة "ألكسا"؟.